قامت المملكة المتوكلية اليمنية عام 1918 بقيادة الإمام يحيى حميد الدين؛ كانت مملكة منغلقة على العالم؛ وتبنى سياسة إنعزالية خوفاً من أن تسقط بلاده لسلطة القوى الاستعمارية المتحاربة؛ عقب الحرب العالمية الأولى.
وبالذات إيطاليا وبريطانيا ؛وكذلك لإبعاد المملكة؛ عن التيارات القومية التي ظهرت في المنطقة العربية؛ تلك الفترة.
وساعده في ذلك أن جل المجتمع اليمني؛ على أيامه كانوا من المزارعين؛ يعيشون في قرى مكتفية ذاتيًا.
منع الإمام يحيى السفارات والبعثات الدبلوماسية؛ من دخول البلاد وأي زائر أجنبي؛ كان بحاجة إلى إذن شخصي منه .
أسس الإمام يحيى حميد الدين؛ حكماً ثيوقراطيًا زيدياً تجاهل أبناء المذاهب الأخرى؛ مثل الشافعية والإسماعيلية.
واعتبر يهود اليمن ذميين؛ ظهرت حركات معارضة للمملكة بعضها؛ نتيجة احتكاك تيارات فكرية ؛معينة بالخارج مثل محمد محمود الزبيري؛ وبعضها اعتراضا على نية الإمام يحيى توريث ابنه أحمد بن يحيى .
وكان عبد الله الوزير؛ من أبرز معارضي التوريث وانتخب إمامًا دستوريًا ليقود ثورة الدستور عام 1948؛قتل الإمام يحيى خلالها وتمكن ابنه أحمد من إنقاذ المملكة.
وفي 31 مارس عام 1955، حدث انقلاب قام به المقدم أحمد يحيى الثلايا. وقد قام المقدم أحمد بقيادة فرقة من الجنود ؛لمحاصرة الإمام في قصره في مدينة تعز. وطالبوا الإمام تسليم نفسه وهو ما حدث.
وقد اختلف قادة الانقلاب فيما بينهم؛ على مصير الإمام؛ فبعضهم اقترح قتله؛ والبعض الآخر اقترح أن يستبدل به؛ أخيه الأمير سيف الله عبد الله.
وفي أثناء ذلك قام الإمام بفتح خزائن؛ قصره واشترى جنود الثلايا؛ كما قامت سيدات الأسرة المالكة؛ بقص شعورهن ووضعوها في أظرف .
وأرسلوها إلى القبائل وكتبوا لهم "يا غارة الله بنات النبي"؛ فهجمت القبائل على تعز وفشل الانقلاب.
وفي صيف عام 1959، سافر الإمام أحمد إلى روما للعلاج من التهاب المفاصل الرثياني؛ فاعتقد البدر أنها نهاية أبوه.
فقام بإنشاء مجلس نيابي برئاسة القاضي أحمد الصياغي؛ كما قام بإلقاء خطاب ضد الإمام في احتفال للجيش اليمني ؛فثار أفراد الأسرة الحاكمة ضد البدر؛ مما دفعه للاستعانة بالقبائل لإخماد ثورتهم.
ورغم أن عيون البدر في روما ؛تخبره أن أبوه يحتضر؛ إلا أن الإمام أحمد أفاق من مرضه.
ورجع إلى اليمن ؛وقام بإلغاء كل ما قام به البدر من إصلاحات؛ كما أمر باسترجاع الأموال والسلاح؛ التي أعطاها البدر للقبائل التي أيدته في الإصلاحات.
وهرب شيوخ القبائل إلى السعودية؛ ولكن الملك سعود بن عبد العزيز ضمنهم عند الإمام أحمد؛ ولما رجعوا، أعطاهم الإمام لابنه البدر فقام بذبحهم ترضية لأبيه.
وكانت هذه الحادثة؛ دليلاً للذين عقدوا الآمال على البدر؛ أنه لا يختلف كثيراً عمن سبقوه.
وعندما قتل الإمام أحمد في 19 سبتمبر عام 1962، خلفه ابنه الإمام البدر في الحكم ؛وكان قرار تعيين عبد الله السلال قائداً للحرس الملكي من أولى القرارات التي اتخذها الإمام.
التعليقات