أول الأعلام التى زينت خشبة المسرح فى بداية حفل الافتتاح بعودة مهرجان (طشقند) هو المصرى وانتهى أيضًا إليه.
ربما أطول حفل افتتاح راقص شاهدته طوال رحلتى الصحفية، امتد أكثر من ساعتين، عشت خلالها حالة لا تنقطع من البهجة، مع كل فقرة يتم المزج بين شاشة السينما التى تعرض فيلمًا شهيرًا، بينما على المسرح يتم التعبير بالباليه، (قراصنة الكاريبى)، أو الرسوم المتحركة (الأسد الملك)، وأيقونة السينما فى العالم شارلى شابلن، وأكثر الأفلام والأغنيات السينمائية شهرة (تيتانيك)، وهناك أغانٍ تركية وروسية وأيضًا من الجارة (طاجيكستان)، وغيرها، بانوراما بصرية سمعية تشبه (قوس قزح) تتعدد ألوانها وأنغامها.
على جانبى المسرح الفرقة الموسيقية يتقدمها المايسترو الذى يشارك بالعزف على الكمان، ثم يرفع قوس الكمان لينضم للراقصين، عدد من الأغنيات استخدم فيها (الفلاشة) التسجيل الصوتى مسبقًا، وهو ما تفرضه أحيانًا الضرورة (التكنيكية)، نقابة الموسيقيين لم تعترض لأنهم يدركون أن التقنيات العلمية تفرض نفسها، على النقيض تمامًا مما أراه يحدث عندنا من تعنت واضح من نقيب الموسيقيين هانى شاكر ضد (الفلاشة)، ولكن هذه حكاية أخرى.
الدورة تحمل رقم (21)، رغم أن عمر المهرجان 53 عامًا، حيث إنه بدأ (بيناللى) أى يُعقد مرة كل عامين، كان يُقام بالتبادل مع مهرجان (موسكو) الذى يعتبر ثانى أقدم مهرجان فى العالم بعد البندقية (فينسيا) بدأ عام 35، ستجد أن السنوات الزوجية من 68 كانت من نصيب (طشقند)، والفردية (موسكو)، ومع بداية الألفية الثالثة أصبح (موسكو) يُعقد سنويًا.
بعد قرار عودة (طشقند) بعد توقف دام 24 عامًا، الذى أصدره رئيس الجمهورية شوكت مير ضيايف، تقرر عقده أيضًا سنويًا.
فى الطريق إلى قصر المهرجان تلمح الشوارع وهى ترقص فرحًا بالإضاءة والزينات والملابس الوطنية.
الزى القومى أحد أهم أسلحة الدفاع عن الهوية، واللغة الوطنية هى سن الرمح، ورغم أن اللغة الروسية منتشرة إلا أن اللغة الرسمية هى (الأوزبكستانية) واستخدمها مقدمو الحفل، الاستقلال مضى عليه 30 عامًا لا يعنى أن كل هو متعلق بالاتحاد السوفيتى انتهى، إلا أن الهوية الخاصة للوطن لها قطعًا السيادة.
الجيل الجديد يتحدث اللغة الأم الرسمية (أوزبكستانية)، كما أنهم يمنحون عناية خاصة بالإنجليزية، التى يطلون منها على العالم، وتجد أيضًا العربية فى التعامل اليومى، و(السلام عليكم) هى أكثر الكلمات تداولًا فى بداية الحوار، والذى ينتهى عادة بكلمة (رحمة) مع إشارة امتنان بوضع اليد اليمنى على القلب.
فى حفل الافتتاح قطاع كبير من الجمهور يرتدى الزى الوطنى الذى تتعدد ألوانه، سواء العباءة أو الطاقية، والنقوش الذهبية مسيطرة على الجزء الأكبر من المشهد العام، ثلاثون عامًا على الاستقلال تعنى الكثير وتضفى أيضًا الكثير على كل مظاهر البلد.
على السجادة الحمراء كنت أسير فخورًا لأن اسمى مصحوب بكلمة مصر، وجدت الجمهور يرحب ويصفق على الجانبين وبحرارة، ليس لى بالطبع فلا أحد يعرفنى، كما أن كل الجالية المصرية لا تتجاوز 50 فردًا، هناك من وجدته يشير بإلحاح أن أتوجه إليه، وعندما اقتربت لم يقل أكثر من مصر، لا ينطقونها (إيجيبت) بالإنجليزية، ولكن مصر (أغلى اسم فى الوجود)!!.
التعليقات