هل تعلم أن اختيار اللون الأزرق لموقع فيسبوك جاء بسبب إصابة مؤسسه مارك زوكربرغ بمرض عمى الألوان، إذ لديه حساسية من اللونين الأحمر والأخضر، وربما لهذا السبب كان عمي فيسبوك عن اللونين الأحمر والأخضر في العلم الفلسطيني بينما انحاز إلى اللون الأزرق في علم الاحتلال، في أثناء الحرب الإلكترونية الموازية لتلك التي حدثت خلال الأيام القليلة الماضية ضمن دفاع الفلسطينيين عن حقهم في الحياة والاستقلال من الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.
هذه الحروب الموازية في الفضاء الأزرق لم تشهد صواريخ ولانيران وانما كانت الأسلحة فيها (إعجاب وهشتاج) وقد حقق الفلسطينيون نصرا آخر على أعدائهم وكانت دعواتهم خلالها (أللهم ... شير) !
نعم هي معركة لم تقل أهمية من تلك التي حدثت على امتداد الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا هاما في المواجهة الدائرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إذ حاول كل طرف منهما الاستفادة من أدواته الإلكترونية لإيصال صوته وحشد الدعم العالمي معه.
لم تعتمد هذه المواجهة في العالم الافتراضي على الهشتاجات، فقط، بل اتخذت أشكالا متنوعة ونشر رواد منصات التواصل فيديوهات حية لوحشية العدوان الإسرائيلي على غزة، وتدمير المباني السكنية بنسائها وأطفالها، وقتل للمدنيين.
وتم تبادلها على نطاق واسع، ولكن الملاحظ تحييز فيسبوك وبعض وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى للاحتلال على حساب الفلسطينيين حيث اشتكى نشطاء فلسطينيون وعرب من عمليات حجب حساباتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد مشاركتهم منشورات تدعم القضية الفلسطينية، منذ احتجاجات الفلسطينيين ضد تهجيرهم بالقوة من منازلهم في حي الشيخ الجراح واجتياح قوات الاحتلال لباحات المسجد الأقصى وما تبعها من تطورات.
وفي المقابل لجأ الإسرائيليون إلى نشر فيديوهات مزيفة للتغطية على وحشيتهم، من أبرزها الفيديو الذي نشره المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي على تويتر، زاعما أنه يظهر إطلاق حماس صواريخ من مناطق "آهلة بالسكان". لكن موقع تويتر أثبت أن هذا الفيديو مزور وأنه تم تصويره في سوريا عام 2018، وليس في غزة. كما نشر الفيديو الأصلي.
ولكن استمر هذا التحيز، حيث سجلت منصة "صدى سوشيال" المعنية بالدفاع عن الحقوق الرقمية للفلسطينيين، خلال فترة التصعيد الأخير أكثر من 400 انتهاك بحق المحتوى الفلسطيني. ولم تقتصر عمليات الحظر على الصفحات التابعة للحركات السياسية، وإنما امتدت إلى صفحات إخبارية وحسابات شخصية لصحفيين، ومنهم، صحفيين فلسطينيين وعرب تم إيقاف حسابها على تويتر بعد نشر مقاطع فديو عن أحداث حي الشيخ جراح. كما حظر موقع "انستغرام" وسم #المسجدالأقصى وفي رده على تلك الشكاوي، أعلن الموقع التابع لشركة فيسبوك عن إلغاء إجراءات الحظر ضد الحسابات التي تم رصدها. موضحا في بيان له أن"وسم #المسجدالأقصى تعرض للمنع عن طريق الخطأ.!!
ومع استمرار التضييق على ما ينشروه من محتوى رقمي يوثق الجرائم الإسرائيلية في فلسطين . لجأ رواد شبكات التواصل الاجتماعي إلى حيل لإفلات من هذا التضييق مثل اعتماد ترتيب مختلف للكلمات لتجاوز خوارزميات مواقع التواصل أو كتابة كلمة (إسرائيل) بحروف منفصلة.
كما طالب مغردون عبر وسم #منصاتالتواصل ضدالاقصى، بضمان حق الفلسطينيين في التعبير عن رأيهم بكل حرية متهمين بعضهم وسائل التواصل بالازدواجية والانحياز للموقف الإسرائيلي".
وأدى تفاقم هذا الصراع الإلكتروني إلى عقد اجتماع لمديرين من شركتي فيسبوك وتيك توك مع وزير الدفاع الإسرائليي،وآخر مع مسئولين فلسطينيين.
كما تلقت السفارة الفلسطينية في لندن رسالة من "فيسبوك" و"واتساب" و"إنستغرام"، أعربت فيها عن اعتذارها لما جاء في شكوى تقدمت بها دولة فلسطين عن تقاعس هذه المنصات عن مسؤولياتها في احترام القانون الإنساني الدولي، وحق الشعب الفلسطيني في التعبير عن الاضطهاد الذي يتعرض له.
ومع استمرار هذا التحيز ضد الفلسطينيين، استخدم رواد التواصل الاجتماعي سلاحا إلكترونيا أكثر فتكا تمثل في الدعوات لوضع علامة "التقييم السلبي" بنجمة واحدة، لعدة تطبيقات تواصل، من بينها "فيسبوك"، بسبب بالتضييق على المحتوى الفلسطيني وحظر منشورات وحسابات بشكل جزافي دون أن تحمل مخالفات صريحة لمعايير النشر على المنصة.
وأدى ذلك إلى تراجع تقييم "فيسبوك" و"إنستغرام" على غوغل بلاي وApp Store بشكل ملحوظ خلال يومين من تنفيذ هذه الدعوات.
الانتصار خلال هذه المعركة في العالم الافتراض حققت نتائج في العالم الحقيقي!
التعليقات