قال الدكتور أحمد عمارة، استشاري الصحة النفسية والطاقة الحيوية، إن الحظ بالحياة عبارة عن نوعين إما إيجابي أو سلبي، ويطلق على الجانب السلبي من الحظ "نحس"، أما الجانب الإيجابي يطلق عليه "سعد".
وأشار "عمارة"، خلال حواره ببرنامج "هي وبس" المذاع عبر فضائية "سي بي سي سفرة"، تقديم الإعلامية رضوى الشربيني، الجمعة، إلى أن النحس يعني فقد التيسير، وعندما يعيش الإنسان حياة نحس يتحقق له عكس ما يريده، ومشاعره تكون سلبية، وعندما يدخل في علاقة تنتهي، منوهاً بأن هناك 7 خطوات إذا اتبعها الشخص سيكون "منحوساً"، وإذا اتبع ضدها سيكون الإنسان سعيداً.
وأوضح أنه إذا اقتنع الإنسان أن حياته صعبة، سيجد نفسه دائماً تعيساً، وسيرى نفسه "نحساً"، محذراً أن يترك الإنسان نفسه تابعاً لمشاعره تتحكم فيه، حيث أن الإنسان الذي يعيش بفكرة التابع، فإن فرصة أن يكون تعيساً في حياته أكبر، منوهاً بأن الأشخاص الذين يتفننون في ربط الأحداث بشكل غريب، وربط المواقف السيئة بأشخاص أو تواريخ، هم الأكثر عرضة للاقتناع أنهم يعيشون حياة "نحس"، مستدلاً بالأشخاص الذين يكرهون رقم 13 ويرونه نحس.
وأضاف الدكتور أحمد عمارة، أنه كلما ركز الشخص على الجانب السلبي في حياته، ويضخم فيه، سيرى حياته "نحساً"، محذراً من كتم المشاعر السلبية حيث أنه سيؤدي إلى تكوُّن طاقة سلبية شديدة، متابعاً: "عايز تكون إنسان منحوس عيش حياتك شمال..أصحاب الشمال هما إللي بيعملوا كل حاجة غلط في حياتهم".
وأكد أن من لن يطبق تلك الخطوات السبع في حياته، وسيعمل جاهداً ليطبق عكس هذه الخطوات، بحيث يركز على الجانب الإيجابي في حياته، ويكون قائداً ومتحكماً في مشاعره، ولا يلتفت للمواقف والأحداث السلبية، ويخرج مشاعره السلبية سيفاجىء بحجم التيسير في حياته.
وتابع استشاري الصحة النفسية والطاقة الحيوية: "الحياة فيها سعد ونحس.. والإنسان هو من يختار"، منوهاً بأن الدخول في علاقة عاطفية ولم تكتمل لا يعني أن الشخص "نحساً"، ولكنها إرادة الله، وقد يكون لأن الله يحبك أنهى هذه العلاقة، مع ضرورة أن يبحث الشخص عن سبب انتهاء العلاقة والخطأ المتكرر في كل علاقة.
ولفت إلى أن الرفض قوة جذب سلبية، بينما الحياد والتقبل قوة جذب إيجابية، موضحاً أنه يجب أن يتقبل الشخص أي صفة سلبية به، حتى يستطع أن يتعايش معها، معقباً: "عندما نرى أحداث في حياتنا ونرفضها بنشدها لحياتنا".
وحذر الدكتور أحمد عمارة، من الاستماع لمشاكل الأخرين، قائلاً: "احذروا الاستماع لمشاكل الأخرين لأن المشاكل النفسية تنتقل بالعدوى وتعتبر أشد خطورة من الفيروسات"، موضحاً أنه يجب عندما نستمع لمشاكل الآخرين، نكون محايدين، ومتقبلين أن الحياة بها الإيجابي والسلبي، ولا نتأثر بمشاعر صاحب المشكلة، حتى لا تنتقل لنا المشاعر السلبية.
وقال إن الطاقة السلبية معدية، ولهذا يجب أن تكون هناك حماية نفسية لنا عندما نتعامل مع شخص يعاني من مشكلة ما، حتى لا نتأثر بمشاعره السلبية، موضحاً أن التعاطف مع صاحب المشكلة يكون أن نشعر به ولا نشعر بما يشعره، مضيفاً: "عندما نتعامل مع صاحب مشكلة نقول له أنا حاسس بيك اطمئن، ونشوف هنحل المشكلة إزاي، مش معنى التعاطف مع صاحب المشكلة إني أشعر بمشاعر سلبية واتختق واقفل على نفسي".
وتابع أنه عندما نتعامل مع صاحب مشكلة يجب أن نهتم ولا ننهم، منوهاً بأن شعور الرفض هو المفتاح الذي يدخل حياتنا المشاكل، حيث إن أكثر شيء نرفضه يكون هو المستمر في حياتنا، مشدداً على ضرورة أن يقبل كل شخص حياته بما فيها من جوانب سلبية أو إيجابية.
واستطرد استشاري الصحة النفسية والطاقة الحيوية، أن الشعور بالاكتئاب والحزن والألم والمعاناة سببه رفض الماضي، والشعور بالخوف والقلق والرعب والفزع سببه رفض المستقبل، بينما الشعور بالزهق والملل سببه رفض الحاضر، مؤكداً أن سبب كل المشاكل النفسية هو الرفض، والقبول هو حل كل المشاكل، وكلما تقبلنا الوضع كلما اختفى الحزن، حيث لا يجتمع الحزن مع القبول في قلب واحد.
وختم الدكتور أحمد عمارة، أن نسبة القبول تختلف بين البشر، ونسبة الحزن الشديدة تتساوى مع نسبة الرفض الشديد، معلقاً: "من نسبة حزنك تعرفك نسبة رفضك للي حصل، وكلما ازداد القبول تلاشى الحزن، المواقف إللي نتقبلها مستحيل تتسبب في حزن للشخص".
التعليقات