لقد كان لفقدان الشيخين القائدين زايد بن سلطان وراشد بن سعيد يرحمهما الله، الأثر البليغ في ضمائر (العبقريين المحمدين) صاحبا السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولإيمانهما بقضاء الله تعالى وقدره، فقد ترجما هذا الشعور العاطفي النبيل إلى أفعال اقتداءً واضحا بالوالدين تغمدهما الله برحمته ...
هذا الاقتداء تمثل بقوة في اتصاف ( العبقريين المحمدين ) بالخصال الحميدة لوالديهما وتتبع إنجازاتهما الكبيرة في الوطن وخارجه ، وشعورهما بالناس بمختلف فئاتهم ، وفي ذلك دلالة كبيرة على أن أثر الوالدين الشيخين المؤسسين رحمهما الله متجسد في سلوك المحمدين ؛ فكانا بذلك خير خلف لخير سلف ، وترجمة عملية للعواطف والشعور بأنهما قد اقتفيا أثرهما في العمل والابتكار والسهر على خير وأمن الوطن والمواطن ، فكانا الابنان الوفيان لسيرتهما وفكرهما ، واللذان لم يدخرا جهدا في سعيهما الدائم نحو رفعة الوطن والمواطن وإحساسهما بالآخرين مهما بعدت أماكنهم ؛ لينال خيرهما ربوع الوطن العربي وغيره من بلدان العالم ، حيث طال إشعاع الكرم والجود الذي عرفا به ربوع وطنهما العربي وامتدت أياديهما البيضاء إلى خارج حدود هذا الوطن الكبير لتشمل أماكن كثيرة في العالم.
الشيخ زايد والشيخ راشد
وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان (حفظهما الله ) في مسيرتهما التنموية بذلا ويبذلان ما في وسعهما من أجل أن يجددا العهد والوفاء لسيرة والديهما المؤسسين (رحمة الله عليهما) ، وذلك بترجمتهما عمليا لمجموعة من الإنجازات الكثيرة والمتنوعة في مختلف مجالات ومناحي الحياة .
رجلان خطا سيرتهما المحمودة بمداد قلم العطاء والإنسانية والإنجازات والابتكارات والاستشرافات ؛ ليكملا مسيرة والديهما...
سطورٌ في سجلات المجد كتبهما قائدان فارسان عربيان عشقا معاني الفروسية وأخلاقها. ونهلا من مناهل العروبة أفضل الشيم: نجدة ً ومروءة ً وكرماً ومواساة ً للمكروب ، وتضميداً جراح المكلومين ، واقفين وقفة الأخ والشقيق في مواقف الشدة والكرب.
إنهما رجلان من رجالات الزمن اللذان أصبح اسميهما مرادفا للعمل الإنساني والخيري، فأياديهما البيضاء ، وإحسانهما الممتد يشهدان لهما بالرحمة والإنسانية والعطاء.
رجلان جمعا بين عمل الدنيا لتصلح آخرتهما ، متطلعين لما عند المولى عز وجل من الجزاء والإحسان بروح الإنسانية ، وحب البذل ، وصدق الشعور ، فصارت سيرتهما المهنية سيرةَ خير وسلام ، متوجة بأكاليل العز والافتخار، سيرة ٌ يزهو بها كل عربي ومسلم.
وسيظل تاريخ الإنسانية يذكر لهما ومن سبقهما بصماتهم الكريمة ومواقفهم النبيلة، وإنجازاتهم الرائعة ووقفاتهم الصادقة في مساندة ودعم الإنسانية في كافة أصقاع المعمورة ، ومنها جهودهم الحثيثة والعزيمة الراسخة للوصول إلى الفضاء وهو ما كان عبر رائد إماراتي نفرح به ونفخر ومَنْ معه ، وساندهم ، وذلك بإطلاق مسبار الأمل لكوكب المريخ ، وكذلك النجاح في تشغيل أول مفاعل للطاقة النووية السلمية في العالم العربي عبر محطة براكة للطاقة النووية ، وغيرها الكثير الكثير...
بن راشد وبن زايد
- فلا ندري ماذا نقول؟
هل أتعبتما من بعدكما أم فتحتما ونورتما بصيرة من معكما ومن بعدكما ووجهتما العلماء والمفكرين والأدباء والباحثين والكتاب على أمهات علوم وبحوث جديدة ؟ وسوف تكون ربما وبسببها حياة جديدة هنا وهناك وربما ينفع ما هو موجود هنا أن يتعايش وينسجم ويتطور هناك والعكس صحيح وتكون النتائج أشياء جديدة لن ولم نكن نتخيلها كما هو الحاصل مع عباقرة زماننا - المحمدان اللذان هزما المستحيل - وأطلعونا بأم أعيننا على ما كنا غير متوقعين حدوثه أو بالأحرى ما كنا نحسبه مستحيلا حدوثه أو إنجازه.
ولكن وبفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل القيادة الاستثتائية الاستشرافية الحكيمة الرشيدة وبفضل الجهود الشابة من المواطنين والمواطنات المتعلمين والمتعلمات المخلصين والمخلصات المتأملين والمتأملات الواثقين والواثقات بنظرة ورؤى قادتنا وأبعاد أفكارهم وأحلامهم وآمالهم وما أمّلوا به قادتنا العظماء الذين رحلوا والذين بقت أعمالهم وإنجازاتهم وتطلعاتهم وآمالهم التي تحدثوا عنها شاهدة على مر التاريخ ثم تواصلت واستكملت وحدثت وتبلورت وأبهرت وأذهلت وأعجزت دولاً تحسب أنها فاقت وتخطت وتجاوزت وعرفت أن دولة الإمارات العربية المتحدة دولة ً لا تعرف المستحيل ، وبتظافر جهود أبنائها وتعاضدهم ؛ ذللت المستحيل وتقلدت وشاح اللامستحيل.
وما كان ذلك ليكون إلا بفضل الله ثم الغمامة التي أظلتهما في عملهما ، والمتمثلة في اليد الحانية والداعمة لرئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (حفظه الله).
فلله دركما أيها المحمدان .. ولله درهما من والدين كنتما لهما خير خلف.
الكاتب والباحث الإماراتي
عضو اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات
عادل عبدالله حميد
التعليقات