على الرغم من أن هناك أندية كثيرة في الإمارات ومختلف دول العالم تضررت من توقف النشاط الكروي في الوقت الحاضر، إلا أن هناك أندية أخرى استفادت " فنيا " من هذا التوقف لمراجعة مواقفها، والتقاط الأنفاس لتصحيح أوضاعها في المنافسات، واستعادة عدد من لاعبيها المصابين، خصوصا إذا كانت تلك الأندية متعثرة في نتائجها بالمرحلة الأخيرة .
وإذا بدأنا بأندية الدوري الإماراتي فإن الفجيرة وحتا واتحاد كلباء وعجمان " أندية المؤخرة في جدول الترتيب باستثناء خورفكان " بحسب الترتيب قد استفادت من هذا التوقف، لأن الوقت سيسمح لها بإعادة ترتيب الأوراق، وإعادة النظر في الأسباب التي جعلتهم عرضة للخسائر في الفترة الأخيرة، ويستثنى من ذلك فريق خورفكان، كونه كان الأفضل بينهم جميعا في الدور الثاني الذي حقق فيه انطلاقة كبرى حسنت من أوضاعه، وجعلته يجمع 11 نقطة في 6 مباريات، بعد أن كان قد جمع 4 نقاط فقط طوال 13 مباراة في الدور الأول، ومن المؤكد أن خورفكان من الأندية المتضررة بهذا التوقف لأنه أوقف اندفاعه في تحسين وضعه بجدول الترتيب .
وبرغم أن نادي شباب الأهلي دبي المتصدر للمسابقة بـ 43 نقطة، وبفارق 6 نقاط عن أقرب منافسيه، يعد من أكثر المتضررين بالتوقف لأنه أبعده عن أجواء المنافسة، وأتاح للمنافسين العين والجزيرة والشارقة الفرصة لإعادة ترتيب أوراقهم، إلا أن الأهلي ووفقا لظروفه الخاصة به سوف يستفيد من هذا التوقف لمنح مدربه الإسباني الجديد جيرارد سارجوسا الوقت الكافي من أجل دراسة أحوال الفريق خصوصا أنه تولى المسؤولية بديلا للأرجنتيني رودولفو أوروبارينا قبل جولة واحدة فقط من توقف المسابقة.
وبعيدا عن أندية القمة والقاع في الدوري المحلي المستفيدة من توقف النشاط في الوقت الراهن فإن أندية الإمارات المشاركة في دوري أبطال آسيا وهي الشارقة والعين والوحدة وشباب الأهلي سوف تحصل على فرصة زمنية كافية لتجهيز نفسها بعيدا عن كل الضغوط لهذه البطولة، والتركيز على وضعها في المكانة التي تستحقها ضمن الأولويات، ولا سيما أن الإمارات غابت عن منصة التتويج في المحفل الآسيوي منذ 17 عاما.
وإذا اتجهنا شمالا الى أوروبا فإن الكثير من أندية العالم قد استفادت من فترة التوقف الحالية، وأبرزها نادي ريال مدريد الذي تعرض لسلسلة نتائج سلبية قبل التوقف، أبرزها الهزيمة الأخيرة أمام ريال بيتيس، والتي فقد فيها صدارة الليجا، بفارق نقطتين عن برشلونة المتصدر.
كما أنه من المتوقع أن يستفيد ريال مدريد بفترة التوقف أيضا في تصحيح أوضاعه بدوري أبطال أوروبا بعد هزيمته على ملعبه في دور الذهاب من مانشيستر سيتي بنتيجة 1/ 2 ، كما أنه سيستعيد نجومه المصابين وأبرزهم جناحه الأيسر ماركو أسينسيو ، وجناحه الأيمن إيدين هازارد، ومحور أدائه الخطير مارسيلو لتكتمل صفوف الفريق.
وفي إسبانيا أيضا كان برشلونة المتصدر محظوظاً بهذا التوقف، لأنه خلصه من حالة الاجهاد التي أصابت معظم لاعبي الفريق بمن فيهم ليونيل ميسي، ومنحهم فرصة لالتقاط الأنفاس، كما أنه أتاح للفريق الفرصة لاستعادة مهاجمه الأساسي لويس سواريز الذي تعرض لإصابة في الركبة يوم 10 يناير وغاب عن 23 مباراة، ومن المتوقع عودته يوم 10 مايو المقبل، وهو ما سيمثل إضافة هجومية مميزة للفريق المتصدر للدوري الإسباني، والذي بات قاب قوسين أو أدنى من بلوغ ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بعد تعادله مع نابولي في ذهاب دور الـ16 على ملعب "سان باولو" معقل نادي الجنوب الإيطالي.
وفي الدوري الإيطالي من المؤكد أن نادي انتر ميلان من أكثر المستفيدين من توقف بطولة الدوري المحلي، بعدما حقق نتائج سلبية في مبارياته الأخيرة قبل التوقف، على رأسها الهزيمة من يوفنتوس المتصدر، ولاتسيو الوصيف، وهو الأمر الذي أبعده عن الصدارة بفارق 9 نقاط.
أما في الدوري الإنجليزي فإن فريق توتنهام تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الذي تعثرت نتائجه في الفترة الأخيرة فقد استفاد كثيرا من فترة التوقف الاجبارية التي ستمنح الفريق فرصة استعادة مصابيه الذين أثر غيابهم على نتائج الفريق وأبرزهم هاري كين المهاجم الأساسي للفريق، وعلاج الكثير من السلبيات في منطقتي بناء الهجمات السريعة والتغطيات على الأطراف في الدفاع.
وفي الكرة الإنجليزية أيضا يبدو أن نادي مانشستر سيتي ومهاجمه رحيم ستيرلنغ، من أكثر المستفيدين بالتوقف، حيث كان النادي قد أعلن غياب اللاعب لمدة تتراوح بين 6 و8 أسابيع بعد إصابته في ديربي مانشستر أمام يونايتد، وهو ما كان يعني غياب ستيرلنج عن فريقه في باقي مباريات الدوري الإنجليزي حتى النهاية، مع شكوك حول لحاقه بقائمة منتخب إنجلترا في يورو 2020، إلا أنه مع تمديد تجميد الدوري الإنجليزي سيكون المهاجم حاضراً مع فريقه في الموعد المناسب، بينما تأجلت منافسات اليورو للصيف المقبل.
ومن بين أبرز الأندية الأوروبية التي استفادت أيضا من توقف المنافسات، هو فريق بايرن ميونيخ الألماني، الذي كان قد أعلن يوم 26 فبراير الماضي، عن تعرض مهاجمه وهدافه البولندي روبرت ليفاندوفيسكي لإصابة في الركبة خلال مواجهة تشيلسي الإنجليزي في ذهاب دور الـ16 لبطولة دوري أبطال أوروبا، مما استدعى غيابه لمدة شهر، وفي حال استمرار المسابقات كان الفريق سيفتقده في مباراة الإياب أمام تشيلسي، إضافة إلى عدد من مباريات الدوري الألماني، إلا أن توقف النشاط الكروي أتاح أمام المهاجم البولندي الوقت للتعافي والعودة لصفوف الفريق، ليكون حاضراً حين عودة المنافسات.
وبينما استعاد بايرن ميونيخ متصدر الدوري الألماني برصيد 55 نقطة، هدافه ليفانوفيسكي الذي يمتلك حتى الآن 25 هدفاً، استفاد بروسيا دورتموند صاحب المركز الثاني في الدوري الألماني هو الآخر، حيث حصل على الوقت الكافي لتعافي مهاجمه ماركو رويس الذي تعرض لإصابة عضلية يوم 5 فبراير ،وغاب عن تسع مباريات، وكان من المتوقع عودته يوم 3 أبريل الجاري، وبالتالي سيعود لدعم فريقه قبل عودة المنافسات.
التعليقات