تعتبر المضادات الحيوي (Antibiotics) من الأدوية الفعالة في مواجهة الالتهابات البكتيرية؛ وذلك عن طريق قتل البكتيريا أو منعها من التكاثر، من المهمّ جداً معرفة أن المضادات الحيوية لا تستخدم في مكافحة الالتهابات الناتجة عن عدوى فيروسية كنزلات البرد، والإنفلونزا، ومعظم حالات السعال، والتهاب القصبات الهوائية، بالإضافة إلى التهاب المعدة والأمعاء الناتج عن عدوى فيروسية، فاستخدام المضادّات الحيوية دون حاجتها أو عند وجود عدوى فيروسية قد يسبّب نتائج سلبية وأضراراً مختلفة.
الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية
قد يسبّب الاستخدام المتكرر أو الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية تشجيع حدوث مقاومة المضادّات الحيوية (Antibiotic Resistance)؛ حيث تصبح بعض أنواع المضادات الحيوية غير قادرة على العمل ضد البكتيريا ومكافحتها، حسب موقع مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (Center of Disease Control and Prevention) فإن نسبة استخدام المضادّات الحيوية بطريقة غير ضرورية أو غير صحيحة تتراوح بين الثلث إلى النصف، ويتم سنوياً وصف سبعة وأربعين مليون وصفة غير ضرورية في الولايات المتحدة الأمريكية من المضادات الحيوية في العيادات وغرف الطوارئ وغيرها، من الأمثلة على أصناف البكتيريا التي تسبب حدوث المقاومة للمضادات الحيوية أصناف البكتيريا المسببة لالتهابات الجلد، والتهاب السحايا ( Meningitis)، والأمراض المنقولة جنسياً (Sexually Transmitted Diseases)، والالتهاب الرئوي (Pneumonia) وغيرها، والتي قد تنتقل إلى أشخاص آخرين، تؤدي عدم قدرة المضادات الحيوية على العمل إلى زيادة فترة وصعوبة المرض، واستخدام المضادّات الحيوية القوية والمكلفة للمريض، وزيادة زيارات الأطباء، وزيادة فرصة حدوث الوفاة الناتجة عن الالتهابات البكتيرية، ومن الجدير بالذّكر أنه يوجد في الوقت الحالي عدد قليل من أنواع البكتيريا أظهرت مقاومة لجميع أنواع المضادات الحيوية.
أُجرِيت دراسة تحت إشراف تسعة مراكز رعاية أولية في إسبانيا تهدف إلى دراسة فعالية مضادات الالتهاب أو المضادات الحيوية في علاج الأشخاص الذين لديهم التهاب حاد غير معقد في القصبات الهوائية المصحوب بتغير في لون المخاط على أربعمئة وستة عشر مشاركاً من البالغين، والذين تتراوح أعمارهم بين ثمانية عشر عاماً وسبعين عاماً، وقد تم انتقاؤهم على ألا توجد لديهم أي أمراض مصاحبة للجهاز التنفسي (Respiratory Co-morbidity)، أو تثبيط للمناعة، ويظهر كل منهم أعراضاً لالتهاب الجهاز التنفسي مثل السعال كعرض رئيسي لمدة تقل عن أسبوع، وتم تجهيز الأدوية المستخدمة للدراسة من قبل وحدة الصيدلة في مستشفى فال ديبرون (The pharmacy unit of the Hospital Vall d’Hebron) في مدينة برشلونة، وقد وجدت الدراسة عدم فاعلية مضادات الالتهاب التي تؤخذ عبر الفم أو المضادات الحيوية مقارنة بالدواء الوهمي (Placebo) لتقليل مدة السعال لدى المرضى المصابين بالتهاب القصبات الهوائية الحاد غير المعقد (Uncomplicated Acute Bronchitis) المصحوب بتغير في لون المادة المخاطية.
يعتبر استخدام المضادات الحيوية أحد العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بعدوى الكلوستريديوم ديفيسيل (Clostridium Difficile)، وذلك بالمقام الأول فيما يخص الأشخاص المرضى داخل المستشفيات، وعدوى الكلوستريديوم ديفيسيل هي عدوى بكتيرية تنتج بسبب اضطراب البكتيريا الطبيعية التي تعيش في القولون (Normal Flora)، ونمو بكتيريا الكلوستريديوم ديفيسيل، وإنتاج المواد الضارة المسببة لالتهاب الأغشية المخاطية في الأمعاء، ومن أهم أعراضها حدوث إسهال مائي ويكون خفيفاً إلى متوسط الشدة، ونادراً ما يكون مصحوباً بالدم، وحدوث مغص وأوجاع في البطن، وفقدان الشهية، والشعور بالتوعك، ووجود ارتفاع في درجة حرارة الجسم عند الفحص خاصة في الحالات الشديدة، والجفاف وغيرها.
تجنب الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية
لتجنب الأضرار والسلبيات الناتجة عن الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية، لا بد من تعزيز بعض الممارسات عند المرضى، ومقدمي الرعاية الصحية، وصناع القرارات والقوانين مثل:
- عدم أخذ المضاد الحيوي إلا بوصفة من الطبيب، وعدم أخذ المضاد الحيوي الذي تم وصفه لمرض آخر أو تم وصفه لشخص آخر.
- الالتزام بأخذ المضاد الحيوي حسب الإرشادات، والتأكد من إكمال أخذ الدواء كاملاً حتى لو شعر المريض بتحسن، وعدم إبقاء جزء منه لعلاج الالتهابات المستقبلية.
- عدم طلب المريض من الطبيب أخذ مضاد حيوي في حال كان التشخيص هو عدوى فيروسية.
- المحافظة على نظافة الأيدي وأخذ المطاعيم (Vaccines) الموصى بها لتقليل احتمالية الإصابة بالعدوى والأمراض.
- وصف المضادات الحيوية بصورة صحيحة من قبل مقدمي الرعاية الصحية؛ مثل التأكد من وصف الدواء الصحيح بالجرعة الصحيحة وللمدة الصحيحة، وعمل زراعة للبكتيريا، بالإضافة إلى إعادة التقييم بعد مرور ثمان وأربعين ساعة، وذلك بالاعتماد على فحص المريض والفحوصات الأخرى.
- التأكد من توثيق الجرعة، والمدة، وسبب الاستخدام لكل وصفة مضاد حيوي.
- وضع خطط وبرامج لإدارة المضادات الحيوية عن طريق مراقبة وصفات المضادات الحيوية والبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وتقديم التقارير المنتظمة والدورية.
- التوعية والتثقيف حول مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية وتحسين الممارسات المتعلقة بوصف المضادات الحيوية.
علاج الالتهابات الفيروسية
تعتبر العديد من الالتهابات الفيروسية (Viral Infections) من الالتهابات التي تنتهي بمفردها دون الحاجة لأخذ علاج، ويتمحور علاج الاتهابات الفيروسية حول السيطرة على الأعراض، وليس مكافحة الفيروس نفسه؛ فالراحة والإكثار من شرب السوائل يساعدان على الشعور بالتحسن، كما قد تساعد بعض الأدوية على إزالة الأعراض المصاحبة للالتهاب الفيروسي؛ فمثلاً تساعد الأدوية المستخدمة لعلاج نزلات البرد على إزالة الألم والاحتقان، ويسهم استخدام التبخيرات أيضاً في إزالة الاحتقان، من الممكن استخدام بعض المواد كالعسل لتخفيف السعال، لكنه لا يعطى للأطفال دون عمر السنة، وقد يتم وصف بعض الأدوية المضادة للفيروسات من قبل الطبيب في بعض حالات الإنفلونزا.
التعليقات