يعمل دماغ الإنسان على مدار الساعة، ويتحكم بالأفكار، والحركات، والتنفس، وعدد ضربات القلب ، والحواس وغيرها؛ وهذا يعني حاجته الدائمة للطاقة، والتي يحصل عليها عن طريق الغذاء، وبهذا يؤثر الغذاء بشكل مباشر على الدماغ.
إن تناول الغذاء الصحي عالي الجودة المحتوي على كميات عالية من الفيتامينات، والمعادن، ومضادات الأكسدة يغذّي الدماغ ويحميه من الجذور الحرة، التي تقوم على تدمير الخلايا.
وأهم الفيتامينات التي تنمي القدرات العقلية من الفيتامينات التي تساعد في تنمية القدرات العقلية، فيتامين E ،C ،B6 ،B12،.B9
فيتامين E
من المعروف أن فيتامين E له دور كبير في محاربة الجذور الحُرة، ومقاومة تلف الخلايا، وقد وجدت العديد من الدراسات أن فيتامين E يؤخِر تطور مرض الزّهايمر (الخفيف والمُعتدل).
وفي عام 2014 نُشرت دراسة في مجلة جمعية القلب الأمريكية ورد فيها أن التّوكوترينول، الموجود بشكلٍ طبيعي في زيت النخيل، وهو أحد أنواع فيتامينE ، يُمكن أن يحمي الدماغ من تطوير آفات المادة البيضاء التي ارتبطت بزيادة خطر السكتة الدماغية، ومرض الزهايمر، ومرض باركنسون.
ومن مصادر فيتامين : E المُكسّرات والبذور، مثل اللَوز، والبقان، وزبدة الفول السوداني، والفول السوداني، والبندق، والصنوبر، والجوز، وبذور عباد الشمس الزيوت، مثل زيت جنين القمح، وزيت عباد الشمس، وزيت القرطم، وزيت الذّرة، وزيت فول الصويا، الخضروات، مثل السبانخ، والهندباء، والسّلق السويسريّ، واللّفت.
فيتامين B6
يُساهم فيتامين B6 في وظائف الكثير من أجهزة الجسم، وثمّة حاجة إلى فيتامين B6 لنمو الدماغ السليم والجهاز العصبي، كما يلعب دورًا هامًا في إنتاج السيروتونين والدّوبامين، اللازمين لعمل النواقل العصبية، والقلب والأوعية الدموية، والجهاز الهضمي، والمناعة، والعضلات، وصُنع هرمونات السيروتونين والنورادرينالين، التي تؤثر على الحالة المزاجية للإنسان، كما يُساعد الجسم أيضًا في صنع الميلاتونين، المهم في تنظيم الساعة الداخلية الخاصة.
ومن مصادر فيتامين B6: لحوم البقر، والدواجن، والأسماك، والبيض، والحبوب الكاملة، والمُكسرات، والفاصولياء، والموز، والبطاطا.
فيتامين B12
هذا الفيتامين مُهم لكثير من وظائف الجسم، مثل صحة الدماغ، وإنتاج خلايا الدَم، وعمل الأعصاب السليم، ويُؤخذ فيتامين B12 أيضًا عن طريق الفم في حالات فقدان الذاكرة، ومرض الزهايمر، ولإبطاء الشيخوخة، وتعزيز المزاج والطّاقة والتركيز، والوظائف العقلية، والجهاز المناعي.
يُعاني من نقص هذا الفيتامين مُعظم النباتيين، وكبار السن، والأشخاص الذين يُعانون من اضطرابات الأمعاء، وصعوبة في امتصاص فيتامين B12 من الطعام والمكملات الغذائية عن طريق الفم، ويُؤدي نقص فيتامين B12 إلى تلف الأعصاب الدائم، وتدهور وظائف المخ، وفقدان الذّاكرة.
ومن مصادر هذا الفيتامين: المأكولات البحرية، والكبد، ولحم البقر، والدجاج، وحليب الصويا المدعم، ومُنتجات الألبان مثل الحليب واللبن والجبن.
فيتامين B9
فيتامين B9 من الفيتامينات المُهمة جدًا للجسم بسبب ارتباطه بوظائف الدماغ، فتناول كمية كافية من فيتامين B9 كل يوم يعزز وظيفة الدماغ السليم، ويساعد على الحفاظ على الصحة العقلية والنفسية للإنسان، كما أن النساء الحوامل بحاجة إلى كميّة أكبر من حمض الفوليك لأنه بالغ الأهمية عندما يكون الجسم في حالة نمو سريعة، وتحديدًا خلال فترة الحمل والرضاعة.
يُؤدي نقص فيتامين B9 إلى العديد من الأعراض بما في ذلك فقدان الشهية، وضيق في التنفس، والإسهال، والتهاب اللسان، والتهيّج، والنسيان، كما يُؤدي نقصه حمض على المدى البعيد إلى ضعف النمو أو التهاب اللّثة أيضًا.
والأشخاص الأكثر عرضة لنقص فيتامين B9 مدمني الكحول، ومرضى متلازمة القولون العصبي، ومرضى الدّاء الزلاقي أو ما يُسمى بمرض السيلياك.
ومن مصادر حمض الفوليك: الخضروات الورقية، والحمضيات، والفول، والحبوب الكاملة، وسمك السّلمون، والحليب، والأفوكادو.
فيتامين C
فيتامين C من الفيتامينات الذائبة في الماء، يُسمى الشكل النشط له بحمض الأسكوربيك، والإنسان هو أحد الثّدييات الذي لا يُنتج هذا الفيتامين في جسمه بسبب طفرة جينية، لذلك يجب تناول أغذية غنية به للحصول على الاحتياجات اليومية منه.
ومن وظائف فيتامين فيتامينC ، من أهم مُضادات الأكسدة، وله دور في إعادة تدوير المواد المُضادة للأكسدة الأُخرى في الدماغ مثل فيتامين E، كما أن له دورًا في الوقاية من الأمراض المرتبطة بالأكسدة، مثل الزهايمر، ورقص هنتينغتون، وكذلك الاضطرابات النفسية مثل الفصام، له دور في تناقل الرسائل العصبية خلال المُخ، ويُؤثر مُباشرة على نبضاته الكهربائيّة، كما انه يقوم بتصنيع الدّوبامين، والأدرينالين، وإطلاق النواقل العصبية خلال الوصلات الخلوية العصبية، وله دور في إعادة امتصاص الناقل العصبي الغلوتامات، وتنظيم تركيزه.
لفيتامين C دور واضح في نضج الكولاجين الذي يدخل في تركيب الغشاء القاعدي للأوعية الدمويّة، ويعمل على حماية خلايا المخ مما قد تُسببه الشوارد الحرة من تلف، ويُعزز الذاكرة، ويحفظ القدرات العقلية للمسنين، وتقليل معاناتهم من أمراض الخَرَف، كما يقي من السكتات الدماغية التي تُؤثر على القدرات الذهنيّة للفرد.
فانخفاض تركيز فيتامين C له عواقب خطيرة على وظائف وسلامة الخلايا العصبية، ومن مصادر فيتامين C الفاكهة وخاصةً الحمضيات، والخضار الطازجة.
التعليقات