الجهاز التنفسي هو الجهاز المسؤول عن تزويد الجسم بما يحتاج إليه من أكسجين، والتخلص من ثاني أكسيد الكربون، حيث يدخل الهواء إلى جسم الإنسان من الفم أو الأنف، ثم إلى البلعوم فالقصبة الهوائية التي تتفرع إلى شعبيتن هوائيتين تدخل كل منهما إلى إحدى الرئتين اليسرى واليمنى ثم تتفرع إلى أنابيب أدق تنتهي بالحويصلات الهوائية المحاطة بشعيرات دموية رقيقة حيث يتم تبادل الغازات، فينتقل الأكسجين من الحويصلات الهوائية إلى الدم، أما ثاني أكسيد الكربون فينتقل من الدم إلى الرئتين ومنها إلى خارج الجسم.
قواعد للمحافظة على صحة الجهاز التنفسي
فيما يأتي أهم القواعد الواجب الالتزام بها للمحافظة على صحة الرئتين والجهاز التنفسي:
الامتناع عن التدخين:
وفقاََ لتقديرات مركز الوقاية من الأمراض والسيطرة عليها (CDC) تسبب التدخين بوفاة مواطنين أمريكيين أكثر بعشر مرات من المواطنين الذين ماتوا خلال جميع الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة خلال تاريخها العسكري الطويل، ويمكن من خلال هذه الحقيقة أن ندرك مدى الضرر الذي يسببه التدخين لصحة الجسم عموماََ، وصحة الجهاز التنفسي تحديداََ، وذلك لأنه:
- يسبب الكثير من أمراض الرئة، ومنها سرطان الرئة، والانسداد الرئوي المزمن، والتليف الرئوي مجهول السبب، والربو.
- يؤدي إلى استنشاق مواد كيميائية ضارة مثل النيكوتين، وأول أكسيد الكربون، والقطران وهي مواد يمكنها أن تحول خلايا الرّئة الطبيعية إلى خلايا سرطانية، وتزيد من تراكم المخاط في الرئتين، وتهيج الأنسجة، وتضيق المجاري التنفسية، مما يسبب صعوبة التنفس.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام:
أثناء ممارسة الرياضة تحتاج العضلات إلى كمية أكبر من الأكسجين، لذلك يزداد معدل التّنفس لتتمكن الرئتين من تزويد العضلات بحاجتها من الأكسجين، فيرتفع من 15 مرة في الدقيقة تقريبًا إلى 40 - 60 مرة في الدقيقة تقريبًا، الأمر الذي يزيد من صحة الرئتين وقدرتها على مقاومة المرض.
تجنب الملوثات:
يسبب التعرض للملوثات مثل الغبار، والدخان والمواد الكيميائية ضعف الرئتين فتصبح أكثر عرضة للمرض، لذلك ينصح بتجنب الملوثات الخارجية والداخلية قدر الإمكان وذلك عن طريق:
- تجنب التدخين السلبي.
- تجنب الخروج في أوقات ذروة تلوث الهواء، مثل الأوقات التي تكون فيها حركة المرور كثيفة.
- اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة إذا كان العمل الذي يزاوله الفرد يستدعي التعرض للملوثات، مثل أعمال البناء، والتعدين، وأعمال النظافة.
- نفض الغبار من المنزل والأثاث بانتظام.
- تهوية المنزل باستمرار، وتركيب مراوح الشفط داخل المنزل.
- استخدام الفواحات التي تحتوي على الزيوت العطرية لتعطير المنزل بدلاََ من معطرات الهواء الاصطناعية والشموع، لأنها تنتج مواد كيميائية تلوث جو المنزل مثل الفورمالديهايد، والبنزين.
- تنظيف المنزل باستمرار للتخلص من العفن، والغبار، ووبر الحيوانات الأليفة التي يمكن أن تهيج الجهاز الينفسي.
تجنّب العدوى:
يمكن تجنب الإصابة بعدوى الأمراض التنفسية وزيادة مناعة الجسم بشكل عام عن طريق:
- غسل اليدين بالماء والصابون بانتظام، وتجنب لمس الوجه إن أمكن.
- شرب كمية كافية من الماء.
- تناول الخضار والفاكهة لتعزيز جهاز المناعة.
- أخذ لقاح الإنفلونزا سنوياََ، ولقاح الالتهاب الرئوي لمن أعمارهم 65 عاماً وأكثر.
التنفس بعمق:
التنفس العميق يساعد على تنظيف الرئتين ويزيد كفاءتها بتبادل الغازات ويقلل التوتر ويساعد على الاسترخاء، والتنفس العميق هو التنفس الذي يكون من خلال البطن، فيرتفع البطن وينخفض أثناء التنفس بينما يكون التنفس الضحل من خلال الصدر، ويمكن ممارسة التنفس العميق عن طريق أخذ نفس من الأنف مع العد حتى 4 ثم إخراج الهواء ببطء أكثر من الفم مع العد حتى 8.
الأغذية التي تعزز صحة الجهاز التنفسي
يقال إن المعدة بيت الداء والدواء، وهذا صحيح تمامًا فيما يتعلق بصحة الجهاز التنفسي والرئتين، إذ يمكن لأنواع معينة من الطعام أن تعزز صحة الرئتين وتقيهما من أمراض الرئة، وتعد الأغذية الغنية بالألياف من أهم الأغذية الوقائية، وذلك وفقاََ لدراسة توصل إليها باحثون في المركز الطبي بجامعة نبراسكا وتم نشرها في الدوريات الحولية للجمعية الأمريكية لأمراض الصدر، وقد وجد الباحثون أن 68 % من الذين يستهلكون 18جرامًا أو أكثر من الألياف يوميًا لديهم وظائف رئوية طبيعية مقارنة بنسبة 50% لمن يستهلكون كمية أقل من الألياف.
والجدير بالذكر أن النتائج السابقة في حال تم تأكيدها بدراسات أخرى قد تعني أنه يمكن استخدام النظام الغذائي والألياف كطرق آمنة وغير مكلفة للوقاية من أمراض الرئة، ومن الأغذية التي تُعرف بدورها في محاربة سرطان الرئة: الجزر، والمحار، وعصير العنب الأحمر، والطماطم، والبقلة، وبذور الكتان بالإضافة للأغذية الآتية:
الإجاص والتفاح:
يحتوي كل من التفاح والإجاص على مادة الفوليترين (phloretin) التي يعتقد أنها تعمل كمضادة للورم.
الشاي الأخضر:
للشاي الأخضر دور في الوقاية من سرطان الرئة، وتشير دراسة أُجريت على الحيوانات أن الشاي الأخضر يحتوي مواد كيميائية تعزز تأثير بعض أنواع العلاج الكيميائي المستخدم لعلاج سرطان الرئة.
سمك السلمون:
تحتوي الأسماك الزيتية مثل سمك السلمون على نسبة عالية من "فيتامين د" الذي يمنع نمو خلايا سرطان الرئة.
الزنجبيل:
يحتوي الزنجبيل على مركب يدعى (Shagol-6) الذي قد يساعد على منع تطور سرطان الرئة.
القبار أو الكبر:
يحتوي نبات الكبر على مركب يسمى كيرسيتين (Quercetin) وهو أحد مضادات الأكسدة القوية التي تثبط سرطان الرئة، وتثبط أيضًا مسار الإشارات الضرورية لانقسام خلايا السرطان وتكاثرها.
الكركم:
يحتوي الكركم على مادة الكركمين التي تحتوي بدورها على مضادات أكسدة، ومضادات التهاب، وتسهل موت خلايا السرطان.
التوت:
يحتوي التوت بأنواعه مثل العليق، والتوت الأزرق، والتوت الأسود على مركبات كيميائية تثبط نمو الخلايا السرطانية تعرف باسم الأنثوسيانيدين (anthocyanidins).
التعليقات