ينتظر الإمارات في السادس والعشرين من شهر ديسمبر المقبل ظاهرة نادرة لم تشهدها الأراضي الإماراتية منذ مايقرب قرنين من الزمان، وهي ظاهرة الكسوف الحلقي للشمس والتي تظهر فيها الشمس على شكل خاتم منير، وتستمر هذه الظاهرة لما يقرب من 4 دقائق فقط، يكون أبناء الوطن والسائحين والمقيمين خلالها على استعداد لرؤية ظاهرة لن تتكرر ثانية إلا بعد حوالي ثماني عقود من الأن.

موعد الكسوف الحلقي للشمس 

تبدأ ظاهرة الكسوف الحلقي للشمس في تمام الساعة السابعة صباحاً، وذلك بحسب مركز الفلك الدولي في أبوظبي، ويحتجب جزء من الشمس في صورة حلقية ويحدث عندما تقع القمر بين الأرض والشمس وتكون جميعها على استقامة واحدة وهو ما يعرف بـ لحظة الإقتران المحاق للكسوف الذي له ثلاثة أنواع رئيسة وهي الكلي والحلقي والجزئي.

الكسوف الحلقي

يعد الكسوف الحلقي للشمس كسوفاً غير كامل حيث يغطي القمر قرص الشمس بنسبة 97%، عندما يكون القمر أبعد ما يكون عن الأرض، مما يجعله يبدو صغيراً ولا يعمل على حجب الشمس بشكل كامل، فيظهر وكأنه قرص داكن يغطى الشمس فى المنتصف إلا أنها مضيئة فى الحواف، وهو يختلف عن الكسوف الكلي، الذي يحدث عندما يحجب القمر الشمس بشكل كامل ويصل ظل القمر إلى سطح الأرض وفى هذه الحالة يختفى قرص الشمس كاملاً، وهنا يكون القمر على خط واحد مع الشمس.

 أساطير وخرافات 

أحاط العديد من الأساطير والخرافات ظواهر الكسوف والخسوف الكلي والجزئي للشمس، فاعتقدت بعض الحضارات والشعوب انها نذير شؤم  أو صراع بين ما يسمى بالالهة عند الإغريق، أو ابتلاع احد المخلوقات للشمس.

اعتقد الإغريق أن كسوف الشمس هو غضب حل بهم من الآلهة، وفأل سيء يدل على قرب حدوث الكوارث، فكلمة الكسوف (eclipse) ذات أصول إغريقية وتعني باللغة اليونانية (الهجر).

أما بعض الشعوب التي تعتنق الهندوسية، فاعتقدت ان هناك مايسمى بالآلة "راهو"، الذي يحاول السيطرة على ملك الشمس،  كما تعتقد بعض الشعوب ان الكسوف نذير خطر لكوارث كالبراكين والزلازل، وفي بعض مناطق الهند يمتنع الناس عن تناول الطعام ظناً منهم ان الأكل خلال هذه الفترة يكون مسموماً.

 أما الخرافة الأبرز فهي بعض القصص التي تتحدث عن ابتلاع مخلوق خرافي لقرص الشمس، كما يظن شعوب "الأنكا"، التي تقول أن روح إله الشمس يطاردها الذئب، وعندما يمسك بها يحدث الكسوف، ويقوم عندها الناس بالتجمع والطرق على الأواني والقدور لإخافة الذئب لكي يعيد الشمس إليهم.

أما الأكثر غرابة هي مايظنه قبائل "الهيبا"، وهي من الشعوب الأصلية لأمريكا، بأن القمر له 22 زوجة، وله العديد من الحيوانات، ومنها أسود وذئاب جبلية، وهو يقدم لها الطعام يوميا، وعندما لا تجد تلك الحيوانات ما لا يكفيها فإنها تلجأ إلى قتل القمر، ونهشه فيحدث الكسوف، ولا ينتهى إلا بقدوم زوجات القمر، واللاتي يعملن على علاجه، وإعادة صحته مرة أخرى.