لم يكن التحالف العربي و خصوصاً في وجهة الإماراتي السعودي وليد لحظة عابرة في العلاقات بين البلدين الشقيقين و إنما جاء استمرارا وتتويجا لعلاقات امتدت جذورها في التاريخ , وأخذ بُعده الحاضر والمستقبل من الرؤية الثاقبة للقيادة في البلدين..
صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في المملكة، و سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ، في بناء علاقات أخوية متميزة بين البلدين الشقيقين في كافة المجالات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية ترقى إلى حجم الآمال والتطلعات لشعبي البلدين في بناء صرح خليجي قوي قادر على مواجهة التحديات وتحقيق طموحاتهما خاصة في المجال الإجتماعي في عيش آمن و مستقر و مزدهر يمتد إلى كافة دول المنطقة بعيدا عن أية تهديدات خارجية.
وتشكّل المملكة العربية السعودية و دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً للعلاقات الأخوية ، في ظل الإنسجام التام وتكامل الرؤى بين قيادة البلدين تجاه القضايا والموضوعات ذات الإهتمام المشترك و التنسيق المستمر بين الزعيمين، وفي هذا المجال فإن العلاقات التجارية و الإقتصادية بين المملكة وشقيقتها دولة الإمارات تأخذ حيزاً كبيراً من اهتماماتهما، فيما تعد الإمارات واحدة من أهم الشركاء التجاريين للمملكة على صعيد المنطقة العربية بشكل عام، ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، حيث يعد حجم التبادل التجاري بين الجانبين الأعلى بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وقد تبنى الزعيمين العديد من المشاريع في مجالات عديدة من بينها المجال الاجتماعي وتأتي هذه المشروعات ضمن "استراتيجية العزم" التي عمل عليها 350 مسؤولا من البلدين من 139 جهة حكومية وسياسية وعسكرية وخلال 12 شهرا .
ومن ضمن هذه المشاريع: مبادرة تحسين تجربة المواطن بالخدمات الحكومية، و إطلاق برنامج الرفاه السكني في كلا البلدين، و إطلاق سياسة تمكين القطاع المصرفي،
و انشاء صندوق إستثماري في المشاريع المتوسطة والصغيرة بالمشاركة مع القطاع الخاص، وذلك بالإضافة إلى المشاريع الإجتماعية التي تقوم بها دولة الإمارات في اليمن بتأييد و مساندة من المملكة في كافة المدن اليمنية المحررة من ميليشيات الحوثي وأبرز هذه المشاريع ما يتم تنفيذه الآن في جزيرة سقطري اليمنية أشادت بها القيادة اليمنية والشعب اليمني مما كان له أثر واضح وفعَّال في تحسين الوضع الإجتماعي والحالة الإقتصادية والمعنوية للشعب اليمني لحين تخلصه من هذه الطغمة من مجرمي مليشيات الحوثي في وقت قريب.
وعلى الجانب الإقتصادي فقد حدثت طفرة كبيرة و تقدماً ملحوظاً في العلاقات فيما بين البلدين الشقيقين، وبلغ عدد الشركات السعودية في الإمارات نهاية 2015م والمسجلة لدى وزارة الإقتصاد 32 شركة ، و70 وكالة تجارية ونحو 3343 علامة تجارية ، وبلغ حجم الإستثمارات السعودية في الإمارات نهاية 2014م نحو 17.2 مليار درهم. وبلغ إجمالي واردات المملكة من دولة الإمارات العام الماضي نحو 33 مليار درهم ، فيما وصل إجمالي الصادرات السعودية إلى الإمارات إلى 16.5 مليار درهم. وتأتي الإمارات في طليعة الدول المستثمرة في المملكة العربية السعودية بإستثمارات تخطّت تسعة مليارات دولار في قطاعات كثيرة أبرزها الصناعة والخدمات.
وتتجاوز الإستثمارات السعودية في الإمارات 35 مليار درهم، بينما تعمل في الإمارات حالياً نحو 2366 شركة سعودية مسجلة لدى وزارة الاقتصاد، و66 وكالة تجارية. ويبلغ عدد المشاريع السعودية في الإمارات 206 مشاريع، بينما يصل عدد المشاريع الإماراتية المشتركة في السعودية إلى 114 مشروعاً صناعياً وخدمياً برأس مال 15 مليار ريال.
التعليقات