كثیراً ما نسمع عن مصطلح " السوشيال میدیا " وھي مواقع التواصل الاجتماعي، التي یمكن للأفراد أن یتفاعلوا مع بعضھم البعض في نفس الموضوع ، أي استھداف فئة معینة ذات صلة بالموضوع الذي یتم نشره على مواقع السوشل، سوف تلاحظ بھا أنه یوجد تفاعل بین الأفراد بعضھم البعض في موضوع معین, ویمكن المشاركة في ھذا الموضوع مع الأصدقاء فقد أتاحت مواقع الإعلام الاجتماعي- فرصة غیر مسبوقة لأي شخص كي یبرز نفسه على تلك المواقع، وھذا لیس أمراً سلبیاً، بل على العكس، رأینا الكثیر من الشباب المتحدثین في الفن وریادة الأعمال ومنتقدي المظاھر السلبیة في المجتمع والذین أصبحوا نجوماً على تلك المواقع.
كما أن الإعلام الاجتماعي غیّر طریقة التواصل الجماھیري، فأصبح الفرد قادراً على إیصال رسالته إلى التواصل الاجتماعي، خاصة في أوساط بعض النساء والفتیات لزیادة الشعبیة بین المتابعین. العالم من بیته عبر "إنستغرام" أو "سناب شات" أو " تويتر" ، كذلك فإن الأطفال أصبحوا مادة سھلة للإ ستعراض في وسائل التواصل
وعلى الرغم من أنَّ بعض مشاھیر الـ«سوشيال میدیا» یعدُّ مصدر إلھام لكثیرین، إما بسبب أعمالھم الصالحة أو فنِّھم الراقي، إلا أنَّ بعضاً منھم یشكل تأثیراً سیئاً على الشبان والشابات والأطفال، فقد أضحوا بمثابة
«القدوة»، و«الرمز» لكثیر من الأطفال ولفئة المراھقین، حتى أصبحوا " المقیاس " لكثیر من أمور حیاتھم وكأنَّھم الموَّجه لھم، الأمر الذي جعل الآباء في حالة من القلق بسبب تعلق أبنائھم ومحاكاتھم للمشاھیر یعد غریباً أن نرى أحد مشاھیر "السوشل میدیا" مازال في عمر الطفولة، وعلى الرغم من وھج بریق الشھرة، إلا أن لھا أضراراً خطرة على أصحابھا من الأطفال، حيث قال التربوي محمد عبدالعزیز الشریم، : إن شھرة الأطفال سلاح ذو حدین، فقد تشجعھم على التمیز، لكنھا قد تقتل فیھم الجدیة والدافعیة للتعلم والتفوق في الدراسة؛ لأنھا تصیبھم بالغرور والكسل.
وأن من أھم عوامل شھرة ھذه الحسابات كشف الخصوصیات، والاستعراض بمھارات الأطفال، وحتى الغرائب اللفظیة أو الحركیة، مثل: الرقص، و"الاستھبال" أحیاناً - إن صح التعبیر- إن الكثیر من أفراد المجتمع لا سیما فئة الشباب والفتیات والمراھقین وكذلك الأطفال بحكم أنھم الأكثر تعاملاً وتعاطیاً مع مواقع التواصل الاجتماعي یجھلون الجانب الآخر الخفي لمن یظھرون على تلك المواقع والذین زینھم الإعلام الجدید في أبھى صورة حتى أضحى الكثیرین منھم بمثابة "القدوة" لھؤلاء الشباب والفتیات ولفئة المراھقین والأطفال أیضاً والمقیاس لكثیر من أمور حیاتھم وكأنھم الموجھون لھم متجاھلین ما یخفیه الواقع عن البعض من ھؤلاء، وھنا نكرر عبارة البعض من ھؤلاء لإیماننا بوجود الكثیر من الناشطین على تلك المواقع ممن یتسلحون بالوعي والوطنیة والقیم التي لا یتخلون عنھا والصفات الأخلاقیة التي تخولھم لیكونوا قدوات لغیرھم من المتابعین.
وفي الواقع فقد سببت مواقع ”السوشيال میدیا“ أضراراً على مستخدمیھا من الأطفال وفقًا للدراسات والأبحاث، مثل :قلة الاستیعاب والتركیز، والمیل للعزلة، وإدمان التواجد على ھذه المواقع، وفقدان مھارات الكتابة، وإعاقة التواصل عبر العالم الحقیقي، وانتشار الآراء الخاطئة أحیانا التي تؤثر بالسلب على تكوین عقلیة الطفل.
لذلك أقدم نصائح للآباء والأمھات والتي تتمثل في ألا تسمح لطفلك بالتواجد على مواقع التواصل، وقت خاص بالعائلة دون أجھزة لوحیة أو ھواتف، وخلق لغة الصداقة والحوار الدائم بالمنزل مع الأطفال، وتحدید عدد ساعات معینة للتواجد على ھذه المواقع حتى لا تصبح إدمانًا، التعرف على المواقع التي يتواجد بها طفلك ، وأن تطلبوا من الطفل تعلیمكم كل جدید یستخدمه لتعرفوا إلى أین وصلت مھاراته، مع توعیة الطفل بما قد یواجھه أثناء تعامله مع تلك المواقع من أخطار وأضرار بليغة.
كاتبة سعودية
التعليقات