يتمتع مدراء تقنية المعلومات في دول الخليج بمكانة مثالية تؤهلهم من احتلال صدارة السباق العالمي على مستوى عمليات التحول والابتكارات الرقمية، وفقاً لأحدث الدراسات الصادرة عن مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر. ففي ظل النمو الكبير الذي تشهده الشركات في كل من البحرين، والكويت، وسلطنة عمان، وقطر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، واحتلالها لمراكز متقدمة على الصعيد العالمي، ستلعب مشاركتها في مجال المنظومة الرقمية دوراً حيوياً وجوهرياً في نجاحها.
في هذا السياق قال إد غابريز، مدير الأبحاث مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر: "ينبغي على مدراء تقنية المعلومات أخذ زمام المبادرة فيما يتعلق بتقييم بمستوى المشاركة الحالية لأنظمة مؤسساتهم، وتحري القيمة الاستراتيجية للمنظومات الرقمية".
وتابع إد غابريز حديثه قائلاً: "فعلي مستوى دول الخليج، نمت موجة تبني الخدمات المشتركة، المتاحة على الصعيد المحلي، ضمن الهيئات الحكومية، مثل مكتب دبي الذكية، وبوابة تجاري لسلاسل التوريد الالكترونية، وبوابة G-Cloud العمانية، كما تنامى مستوى الاهتمام بخدمات تخطيط موارد المؤسسات القائمة على السحابة. وعلى الرغم من كون الخطوات الأولية هذه مشجعة في مسيرة التبني والاعتماد الأوسع للمنظومات الرقمية، إلا أن أهمية المشاركة في المنظومات الرقمية الأكثر تقدماً ستتزايد بالنسبة لمؤسسات القطاع الخاص، وذلك كي تبقى قادرةً على المنافسة، ولمؤسسات القطاع العام كي تتمكن من تحقيق رسالتها ومهامها".
وعلى الرغم من أن خفض التكاليف وتحسين مستوى الجهود المبذولة ستبقى ذات أولوية بالنسبة لكثير من مؤسسات تقنية المعلومات في دول الخليج، إلا أن المؤسسات ذات الأداء العالي سلطت الضوء في جميع أنحاء العالم على منهجية بديلة، يتم من خلالها التعامل مع الميزانيات والقيمة بأسلوب مختلف. لذا، فإن اعتماد وتبني مثل هذه الممارسات بإمكانه مساعدة مدراء تقنية المعلومات في منطقة الخليج على الارتقاء بمؤسسات تقنية المعلومات فيها من مجرد بؤرة لاستنزاف التكاليف، إلى التعامل معها بكونها مولدات للقيمة الاستراتيجية.
من جهةٍ أخرى، وفي ظل بدء قطاع تقنية المعلومات التميز بمحفظته من الأصول، من خلال تسليعه لخدمات "تشغيل الأعمال"، وزيادة طرح حلول توليد القيمة، أصبح بالإمكان مشاركة التكاليف المرتبطة بعملية توليد القيمة على نطاق أوسع. كما أن التقنيات، والفوائد المتعلقة بزيادة استخدام التقنيات الرقمية، لم تعد شأناً محصوراً بقطاع تقنية المعلومات فقط.
وهو ما تطرق إليه السيد إد غابريز بالقول: "يتطلب تحقيق هذا الأمر اتباع منهجية قائمة على فريق متعدد التخصصات، يستطيع التوسع خارج حدود تقنية المعلومات، ليشمل المنظومة الرقمية الأوسع، والتي تتضمن شركاء الأعمال الداخليين، وشركات التوريد، وفي بعض الحالات قد يشمل الأمر المنافسين. ومع تطور وتنامي عمليات التحول الرقمي، سيصبح من الأسهل مشاركة النفقات، ورفع سقف معدلات الإنفاق. وسيتم التعبير عن مفهوم القيمة بما يتجاوز تعريف مصطلح التكاليف الصافية لـ "تشغيل الأعمال"، حيث سيصبح بالإمكان ربطها مباشرةً مع القضايا التي يأخذها المدراء التنفيذيون ومصادر التمويل بعين الاعتبار، بما فيها النمو، وإدارة التكاليف، وإدارة المخاطر".
ورغم أن كبرى المؤسسات ذات الأداء العالي تعمل على إعادة توجيه مسار التمويل نحو التقنيات التي تدعم عمليات التحول الرقمي، إلا أن الكثير من مدراء تقنية المعلومات على مستوى دول الخليج لا يزالون يخططون مسيرة الاستثمارات الجديدة وفقاً لمفهوم "المناطق الباردة"، مثل تخطيط موارد المؤسسات ERP. علاوةً على ذلك، وفي ظل حفاظ حلول تخطيط موارد المؤسسات ERP على مكانتها الراسخة، وذات الصلة، كأصول هامة لإدارة الأعمال، إلا أنها عادةً لا تستطيع ضمان استقطاب نفس مستويات التمويل التي حافظت عليه خلال السنوات الأخيرة. لذا، توصي مؤسسة جارتنر بضرورة مراجعة مفهوم "المناطق الباردة"، التي أصبحت جاهزة لخفض معدل الاستثمارات فيها، وتسليعها، وتوجيه المدخرات الناتجة نحو تجديد عملية تجديد الخدمات والتقنيات الأساسية، إلى جانب خدمات وتقنيات توليد القيمة.
واختتم السيد إد غابريز حديثه قائلاً: "ينبغي على مدراء تقنية المعلومات في المنطقة البحث عن فرص عملية للخروج من دائرة مفهوم "المناطق الباردة"، وإعادة توجيه مصادر التمويل نحو المناطق التي بإمكانها جني قيمة استراتيجية أعلى للشركات، والعمل كمنصة لإنشاء، أو تشغيل، أو مشاركة المنظومات الرقمية الأكثر فائدة".
التعليقات