واصلت الاتحاد للطيران، الناقل الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، تطبيق تحسينات في كفاءة الوقود على امتداد أسطولها، الأمر الذي أثمر عن خفض كبير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، إلى جانب تعزيز قدرات الاستدامة التي تتمتع بها الشركة.
تولّى فريق كفاءة الوقود المتخصص في الشركة تطبيق العديد من المبادرات على امتداد إدارات العمليات التشغيلية، ما ساعد في توفير ما يزيد عن 60 ألف طن من الوقود. بلغت نسبة التحسن 2.5 في المائة خلال عام 2016، أي ما يعادل 190 ألف طن من وفورات ثاني أكسيد الكربون، أو 1200 رحلة بين أبوظبي ولندن أو ما يقابل الحد من تشغيل ما يزيد عن 40 ألف سيارة على الطريق.
يتأثر استهلاك الوقود بالكثير من العوامل مثل نوع الطائرة والمحرك والوزن المحمول ومدة الرحلة. وتعمل الاتحاد للطيران على عدد من المبادرات الرئيسية لتعزيز الكفاءة سواء في الطائرة نفسها أو عبر التعاون الخارجي مع مصنعي الطائرات مثل شركتي بوينغ وآيرباص.
وأفاد ريتشارد هيل، رئيس شؤون العمليات التشغيلية في الاتحاد للطيران بالقول: "يُعتبر تحسين الوقود أحد المسائل الرئيسية على جدول أعمال أي شركة طيران ناجحة ومستدامة، ولا تعد الاتحاد للطيران استثناءً من هذه القاعدة. وكان هناك العديد من النتائج المشجعة خلال عام 2016 ويسرني أن أرى المشاركة الكاملة لكثير من طياري الشركة في هذا البرنامج، حيث يضمن ذلك توفير فرص تعلّم إضافية إلى جانب التعرّف إلى الإجراءات الجديدة التي يمكن أن تحقق وفورات أكبر في الوقود خلال الأعوام القادمة. ويمثل ذلك أحد العناصر الرئيسية لجهود الاستدامة في الاتحاد للطيران وسنواصل البحث عن طرق جديدة لتعزيز أداء الشركة."
يعدّ خفض الوزن أحد العناصر الهامّة لتوفير الوقود، حيث تحتوي طائرة آيرباص A380 على سبيل المثال على وزن إقلاع 575 طنًا كحد أقصى، أي ما يساوي وزن 115 فيلاً أفريقيًا أو 218 سيارة تويوتا لاند كروزر. وقامت الشركة بجهود كبيرة لتقليل وزن الحمولة على متن الطائرة. وساعد برنامج "خفض الوزن"، الذي يتضمن استبدال أو إزالة بعض المواد الموجودة على متن الطائرة، على خفض احتراق الوقود بنحو 1100 طن وقود في العام.
ويلعب الطقس دوراً هاماً في التأثير على كفاءة الوقود، وتقوم الشركة حالياً بالاستثمار في تقنيات جديدة مثل برنامج "تحديث حالة الرياح من بوينغ" لضمان حصول الطاقم الجوي على أحدث المعلومات الخاصة بأنماط الرياح، ما يتيح لهم التخطيط لأداء الوقود الأمثل لطائراتهم خلال الرحلة. كما يتأثر أداء احتراق الوقود سلباً بالضباب الموسمي، الأمر الذي يتطلب حمل وقود احتياطي أكثر عند القدوم إلى أبوظبي وتتعاون الشركة حالياً مع معهد مصدر للعلوم والتقنية في أبوظبي وذلك لتحقيق توقعات أكثر دقة بالضباب.
وعلى المستوى الداخلي، أتاحت المراجعات المستمرة لسياسة الوقود الاحتياطي تنفيذ حسابات أكثر دقة لمتطلبات الوقود الإضافية، وذلك باستخدام البيانات السابقة، الأمر الذي يضمن تلبية المتطلبات الخاصة بالوقود الإضافي الكافي. كما يدعم موظفو المطار أيضاً هذه الجهود لضمان استخدام الطاقة الأرضية بدلاً من وحدة الطاقة المساعدة عند توقف الطائرة على الأرض. أدّت هذه المبادرات والكثير من المبادرات الأخرى إلى تحقيق نتائج إيجابية مع أقسام مختلفة في الشركة مثل الشؤون الهندسية وشؤون المطارات وشؤون تطوير تجارب الضيوف إلى جانب العمل على تحديد أقسام جديدة يمكنها تحقيق وفورات إضافية.
ولا تعتبر الفوائد البيئية كبيرة فحسب، بل إن تعزيز الكفاءة في عام 2016 مقارنة بعام 2015 تجاوز هدف خفض الانبعاثات الذي وضعه قطاع الطيران نفسه، والذي يبلغ حالياً 1.5 في المائة لتعزيز الكفاءة على امتداد قطاع الطيران الدولي. ومن خلال تجاوز هذا الهدف، تسهم الاتحاد للطيران أيضاً في تحقيق أهداف النمو المحايد للكربون وتحقيق الهدف طويل المدى لخفض الانبعاثات من عام 2005 إلى عام 2050 بنحو 50 في المائة.
التعليقات