امرأة رقيقة كما النسمة؛ رغم أن معنى اسمها بالعربية "الريح الشديدة"! إلا أنها ناعمة مسالمة ودودة.. ومع ذلك تهوى المغامرات والرياضات غير التقليدية، ورغم جاذبيتها الشديدة إلا أن بينها وبين الجاذبية الأرضية عداء شديد، لذلك تتحداها بتسلق الجبال والطيران في الهواء، والإبحار بين الأمواج!.. إنها البريطانية ويندي التي تعشق عدداً من الرياضات الصعبة غير التقليدية.. التقتها (مجلة أعمال الشرق الأوسط ) وكان لها معها الحوار التالي..
البداية ستكون أي الرياضات التي تفضلينها؟
أعشق عدداً من الرياضات غير التقليدية والتي بها الكثير من الصعوبة مثل تسلق الجبال والكايت سيرف وركوب قوارب الكاياك والبراجلادينج وركوب الأمواج والتزلج والسباحة والتجديف وقوفاً والقفز بالمظلة "سكاي دايفنج".
هل تتذكرين المرة الأولى التي بدأت فيها ممارسة رياضاتك المفضلة؟
قد تدهش لو قلت لك أن عمري كان وقتها عامين فقط! فقد بدأت التزلج على الماء مع والدي، وكنت معتادة على الذهاب معه للبحر وأنا عمري سنتين فقط، لذلك تعودت منذ الصغر على البحر فلم أعد أخشاه, وبعد ذلك تطور حبي للرياضة وزادت شجاعتي ولم أعد أخشى أي شيء في البحر أو الأرض أو الجو. ومارست عدة هوايات أخرى مثل تسلق الجبال في سن مبكرة عندما كان عمري 14 أو 15 سنة، أما ركوب الأمواج والتزلج فقد بدأتهما قبل ذلك بعام وكان عمري 13 سنة فقط.
نعم، في اسكتلندا، فنحن نتمتع بطقس رائع خاصة على الساحل, والأجواء هناك تشجعك على حب المغامرة وتقوي قلبك.
- هل ترين أن رياضة تسلق الجبال خاصة وبقية الرياضات التي تحتاج إلى قوة بدنية من الصعب على الفتاة ممارستها؟
لا أعتقد ذلك، فليس سمة فرق بين الرجل والمرأة في ممارسة كافة الرياضات، فمادام لدى الفتاة القدرة والموهبة والإرادة على تعلم أي رياضة ستتعلمها وتتقنها مثل الرجل تماماً.
- هل كنت تدرسين أيضاً في إنجلترا؟
نعم، فقد درست علم الطقس والأحوال المناخية، وأعتقد أن دراستي تلك أفادتني كثيراً أثناء ممارستي رياضاتي وهواياتي المختلفة.
يبدو أن والدك كان يتنبأ بمستقبلك الدراسي عندما أطلق عليك "ويندي" والذي يعني عند ترجمته إلى العربية الأجواء شديدة الرياح!!
لا أدري، لكنني أعتز باسمي كثيراً، وربما كان ذلك بترتيب من القدر أو من قبيل المصادفة، لأنه متوافق مع هواياتي ودراستي.. والحمد لله أنه لم يطلق عليّ "ستورم" (العاصفة)مثلاً!!
- متى كانت زيارتك الأولى إلى دولة الإمارات؟
أقيم هنا منذ عام 2009.. وأعمل في مجال التنبؤ بالأحوال الجوية والبحرية، حيث أقوم بتحليل حالة البحر والأمواج ومن ثم أقدم المعلومات اللازمة والتي تساعد كل من يريد أن يرتاد البحر على الحفاظ على حياته وعدم المخاطرة بالنزول في الأوقات التي لا يكون فيها الطقس وحالة البحر مناسبين. وهذا هو أول عمل لي بعد دراستي والتي انتهيت منها في شهر يوليو سنة 2009، ووصلت الإمارات في سبتمبر من العام نفسه أي منذ نحو 18 شهراً؛ لأحقق حلماً راودني كثيراً، فقد كنت أتمنى أن أزور الإمارات.
- تمارسين هوايات كثيرة.. فما هوايتك المفضلة؟
أحب كل هواياتي ولا أفضل هواية على أخرى، فبطبعي أحب أن أجرب كل شيء لذلك فليست لدي هواية مفضلة عن أخرى فهواياتي بمثابة أولادي.. أحياناً تجدني أقوم بنزهة بالقارب في البحر، وأحياناً تجدني أقوم بمغامرة بالكايت سيرف، ومرة تجدني معلقة بين السماء والأرض، وأحياناً أخرى تجدني أقهر الجبال بيدي وأتسلقها لأصل إلى أعلى نقطة ممكنة.
- هل سبق لك وأن قمت برحلة بحرية مستخدمة قارباً؟
نعم، كثيراً ما قمت برحلات بحرية بالقارب فقد ذهبت إلى أماكن كثيرة في بعضها كانت المياه ضحلة والضفادع تتقافز من حولي.. فقد ذهبت إلى الدنمارك والنرويج وألمانيا وفرنسا وطفت بقاربي حول الكثير من مدن وسواحل إنجلترا، وأبحرت به إلى البرتغال. وبصفة عامة أحب السفر كثيراً وأجد فيه متعتي.
زرت بلداناً كثيرة لا أستطيع حصرها.. فكما تعلم السفر له فوائد كثيرة؛ فمن خلاله تتعرف إلى أناس آخرين وثقافات وعادات وتقاليد جديدة ومجتمعات جديدة وتشاهد مناظر مثيرة.
هذا يعتمد على ما ستقوم به خلال زيارتك لهذا البلد.. فعلى سبيل المثال أحب الدول الأوروبية؛ لأنني أمارس فيها هواياتي مع أصدقائي وعائلتي الكبيرة. وأحب عدداً من بلدان الشرق الأوسط، وبالطبع تأتي الإمارات على رأسها.. فقد أحببت الشعب الإماراتي لبساطته ودفء مشاعره. كما أنني دهشت للعدد الكبير والمتنوع من الثقافات المختلفة التي تضمها دولة الإمارات في بوتقة واحدة.
- لكن إنجلترا بالطبع حبك الأول..
لا أدري!.. ربما كان ذلك!, فلا تنس أن أسرتي موجودة في إنجلترا فهناك أبي الذي يعمل "مساح أراضي" لذلك ربما هو ملتصق بالأرض! أما أنا فأريد الانطلاق من الأرض إلى السماء أو الجبال أو البحر.
- بعد مرور 18 شهراً على وجودك في الإمارات كيف تقيمين تجربتك هذه؟
أعتقد أنها تجربة ناجحة بكل المقاييس، فكما قلت سابقاً كنت أتمنى زيارة الإمارات في يوم من الأيام، وبالطبع هنا في الإمارات استطعت أن أطبق كل ما درسته في الجامعة. وأيضاً استطعت ممارسة هواياتي المختلفة؛ فالجو هنا رائع وكل الظروف مهيأة لكي تستمتع بحياتك.
- هل هناك رياضات معينة بدأت في ممارستها هنا بالإمارات؟
نعم، فقد بدأت ممارسة كل من التجديف وقوفاً هنا في الإمارات، لكن كانت هناك مشكلة دائماً ما تعترض طريق عند ممارسة هذه الرياضة وهي صعوبة العثور على مجموعة أمارس بصحبتها هذه الهواية, لأن ذلك ليس متاحاً طيلة الوقت، فقد تمنيت كثيراً أن أجد عدداً كبيراً من الناس يمارسون هذه الهواية الممتعة خصوصاً في الصيف، وكان الأمر صعباً في البداية، لكنني كنت أستمتع به وأريد أن أتقدم أكثر، لذلك اشتريت الكايت وتلقيت بالفعل مساعدات رائعة، حيث لم أكن أعلم إلى أين سأذهب لكي أمارس الكايت, فقد كنت بمفردي؛ لكن الأمر تغير الآن فهناك الكثيرون الذين يشاركونني هواياتي، ومع ذلك أتمنى أن يزيد عدد من يمارسون تلك الرياضات غير التقليدية.
- ماذا عن الباراجلايدنج هل بدأت تتلقين دروساً في تلك الرياضة؟
بدأت في تعلمها مع أصدقائي، وأتمنى أن يتوافر لي الوقت الكافي لممارستها؛ لأنها رياضة رائعة، فربما أذهب إلى ماليزيا وإندونيسيا في الصيف لممارستها.
- هل تشعرين أنك تخوضين مغامرة جديدة عندما تمارسين رياضتك؟
نعم، هذا الشعور يلازمني دائماً، وهو شعور ممتع لأنه من المثير حقاً أن تشعر في كل مرة تمارس فيها هواياتك أنك تخوض مغامرة ممتعة جديدة.
- هل حلقت في الهواء بمفردك؟
نعم، لكن كان معلمي يراقبني ويعطيني تعليماته التي جنبتني المخاطر. وقد فعلت ذلك مرتين أو ثلاث مرات.
ماذا عن الصيد؟ هل تجيدينه؟
نعم، فالصيد رياضة تقليدية في إنجلترا. فقد كنت أذهب للصيد برفقة أصدقائي، فقد نجحت في اصطياد ثعلب رغم مكره وكلب الماء "القضاعة".. فالبريطانيون يعشقون الصيد، خصوصاً ساكني الريف الإنجليزي ويمارسونه باعتباره هواية ممتعة. وعادة ما نصيد نحن البريطانيين بمعاونة الكلاب.
- ما الهواية الأكثر شعبية في إنجلترا، والهواية التي لا تلقى رواجاً كبيراً هناك؟
هناك هوايات ورياضات شعبية يقبل عليها الكثيرون مثل "سكاي دايفنج" أو القفز بالباراشوت فهي لعبة رائعة مثيرة غير تقليدية وهي هواية مشهورة أيضاً يمارسها الكثير, وهناك أيضاً تسلق الجبال والصيد. أما الهواية التي لا تلقى رواجاً ملحوظاً فأعتقد أنها الكايت سيرف فعدد ممارسيها قليل لأنها مكلفة نسبياً وتحتاج إلى أماكن معينة لممارستها.
- هل تتميز جبال اسكتلندا بالارتفاع؟
لا، هناك جبال في اسكتلندا لكنها جبال قليلة الارتفاع، وعلى العكس من ذلك فالجبال في إنجلترا أكثر ارتفاعاً نسبياً، وأخطط لتسلقها وممارسة هواياتي إذا كانت الظروف والأحوال تسمحان بذلك.
- هل فكرت في تسلق جبال مرتفعة مثل قمة ايفرست؟
ربما في المستقبل أقوم بالذهاب إلى ايفرست، ومن ثم أحاول الصعود إلى أعالي هذه القمة. فالفكرة واردة في ذهني ولم لا؟!
- هل لديك أية رخصة أو تصريح يتيح تعليمها للآخرين؟
حقيقة لا، فأنا أمارس هذه الرياضات من باب الهواية وحب المغامرة، خصوصاً في عطلة نهاية الأسبوع أو الإجازات فأخرج للصيد أو التجديف أو الكايت سيرف, لكن من دون أن أسعي لممارستها باعتبارها لعبة تنافسية, أو بحثاً عن بطولة، تكفيني المتعة والمغامرة ومشاركة الآخرين الإثارة والتحدي وكلها أمور ترضيني وتسعدني.
بعيداً عن الرياضة هل لديك هوايات أخرى؟
نعم، أحب الذهاب إلى المتاحف وأحب الفن والرسم وأجيد تصميم الأزياء, والذي تعلمته من أمي لأنها كانت فنانة تجيد التصميم لذلك ورثت هذه الهواية عنها، فعندما أريد أن أصمم فستاناً أفكر في أشياء كثيرة ما نوعية القماش الذي يناسبني وهل يلائم هذا القماش هذه المناسبة وأي التصاميم التي ستظهرني بإطلالة جذابة، وهل هذا التصميم يناسب ذوقي وشخصيتي وهل يلائم العادات والتقاليد؟ وهكذا أمور.
أيضاً أعشق القراءة، خصوصاً قصص المغامرات والقصص الإنسانية والخيال العلمي، وبالطبع لهواياتي المختلفة تأثير على اختياراتي للكتب التي أقرأها, فمؤخراً انتهيت من قراءة رواية تتحدث عن مغامرة زوجين أبحرا حول العالم.
بماذا تحلمين؟
أحلم بأن أشتري يختاً أطوف به العالم جميعاً. فانطلق به وسط المياه وأذهب إلى جزر مجهولة وأماكن بكر لم تكتشف بعد. كما أحلم بأن يسود السلام العالم أجمع، وأن ينتشر الحب بين جميع شعوب الأرض. وأتمنى أن أظل أمارس هواياتي دائماً ولا أحرم منها أبداً.
- هل هناك رياضات أخرى تتمنين تعلمها في السنوات المقبلة؟
حقيقة أتمنى فقط أن أجد وقتاً كافياً للاستمتاع بممارسة رياضاتي وهواياتي وهي كثيرة. لذلك أحب أن أركز على هواياتي الحالية، فالظروف في كثير من الأحيان لا تسمح بممارستها.
- تمارسين التزلج على الماء والكايت سيرف والتجديف وقوفاً ألا تشعرين أحياناً أنها رياضات غريبة؟
لا أعتقد أن هذه الرياضات مازالت غريبة أو صعبة أو حتى حكراً على الرجال، فقد أصبح لهذه الرياضة محبون كثر. فمن المهم عندما تمارس هذه الرياضات أن تكون قد استعددت لها جيداً بالتدريب وأن تكون منتبهاً وعلى دراية كاملة بقواعدها وبوسائل الأمان المختلفة التي تقيك شر الوقوع في الخطر، وأيضاً أن تكون على علم بأحوال الجو، فمن جهتي لا أمارس هواياتي عندما يكون الطقس سيئاً؛ لأن العدو الأول لممارسة أي رياضة هو الطقس السيئ.
- هل تعرضت لموقف غريب أثناء ممارسة الرياضة؟
في إحدى المرات كنت أتسلق جبلاً في اسكتلندا وأثناء التسلق بدأت الثلوج تتساقط والأحوال الجوية تسوء، فانزلقت قدماي وسقطت وكان هذا أسوأ موقف تعرضت له، ولحسن حظي أنقذني أصدقائي، لكنني ظللت أعاني لأكثر من 15 ساعة.
نعم، في إحدى رحلاتي البحرية رآني دولفين لطيف فأخذ يتبعني أثناء رحلتي ولم يفارقني وكان يقفز فرحاً من حولي وكأنه سعيد بي! ما جعلني أشعر وكأنه صديقي.
لا لم أجربه من قبل, لكن من يدري؟ ربما أمارسه في ما بعد.
- وهل ستغوصين من دون أكسجين؟
لا أعتقد ذلك, وعموماً هذه الرياضة أصبحت منتشرة سواء في بلدي أو في الخليج. وهنا بالإمارات شاهدت رجلاً يصطاد بالحربة، ويغوص من دون أكسجين.
- هل من الممكن أن تمارسي مثل هذه الرياضة؟
- لم لا؟! فقد حذفت كلمة (المستحيل) من قاموس ويندي.
التعليقات