هل تتدخل الدولة لإنقاذ شيرين من شيرين؟ مستحيل أن يطالب أحد بذلك، لأن هذا يعنى فقدانها الأهلية، وهذا يستتبع إجراء كشف صحى ونفسى، وإذا ثبت ذلك تعيّن المحكمة من يتولى إدارة شؤونها المالية والشخصية: زوج أو أخ أو أم.

أستطيع أن أقول لكم وأنا واثق: لا أحد اقترب من شيرين إلا وكانت لديه مآرب أخرى، البند الأول غير المعلن أنها بئر من الفلوس. الكل يبحث عن نصيبه من الثروة، وهى من الممكن أن تتنازل عن أموالها على شرط أن تحصل على نصيب من الأمان، وهذا أبدًا لم يتحقق وأظنه صار مستحيلًا. كل من منحتهم ثقتها خانوها مع أول خلاف.

يجب أن نسأل: كيف يتحمل زوج كمًّا من الإهانات العلنية، وجزء كبير منه يقع تحت طائلة القانون، ولا يتخذ أى موقف قانونى لحماية سمعته من التلوث؟ هذا لا يعنى سوى شىء واحد: أن هناك صفقة قادمة و(المصالح تتصالح).

شاهدنا زوجًا يجبر زوجته على أن تحلق شعر رأسها على (الزيرو) وهى تنفذ أوامره، ورأيناه يصوّر زوجته فى لحظة غضب وهى تحطم أثاث شقتها، ثم ينشر ذلك على (السوشيال ميديا). وهى على الجانب الآخر تفضح استغلاله المادى لها وتشير إلى أنها قدمته للمحكمة بتهمة التزوير، ثم يأتى الفصل الأخير وهى تطلب من محاميها التنازل عن الدعوى القضائية، أى إن العصمة ستعود مجددًا إليه. وأتصور أن المحامى أيقن أن حسام سوف يأمر شيرين بإنهاء التعاقد معه، بينما هى تجزل العطاء لكل من يقترب منها، وبينهم قطعًا محاميها. وهكذا صارت عودة حسام تشكل خطرًا عليه، كما كانت تشكل أيضًا فى الماضى خطرًا على شقيقها. ولهذا سارع قبل ثلاث سنوات بإيداع شقيقته فى مصحة نفسية للاستشفاء، وكانت فى طريقها لاجتياز رحلة العلاج النفسى، وكثيرًا ما اصطحبت طبيبها (أستاذ علاج الإدمان) فى رحلاتها خارج الحدود. ولم تكتفِ بهذا القدر، قبلت يده أمام الجميع فى حفل أقيم بمهرجان قرطاج. الأمل وقتها كان يلوح من بعيد، يشير إلى أن هناك وميضًا من نور قادم، حتى بدأت تداعيات عودة حسام.

حياة شيرين مليئة بالألغام.

كل الملابسات تؤكد أنهما سيستأنفان بعد قليل الحياة الزوجية، وأن كل ما ارتكبه كل طرف من تجاوزات علنية فى حق الآخر سوف ينتهى بعد ساعات أو أيام عند عتبة المأذون، وأن ما تصورناه فى البداية طريق التعافى بات طريقًا مسدودًا، بعد أن عادت للمربع رقم واحد، وتلاشى كما يبدو طريق الشفاء.

كيف يأمن إنسان على نفسه بينما أقرب الناس إليه يمسك بالمحمول ويصوره داخل بيته أو فى الاستوديو الخاص به، بكل تفاصيله فى لحظات غضبه وثورته، ثم ينشر ذلك على الملأ، وبعدها يؤكد أنه تسريب؟ ليست مرة واحدة بل عشرات، وكلها ترمى إلى هدف واحد: فضح وتجريس شيرين، وتقديمها للرأى العام باعتبارها إنسانة منفلتة غير أمينة حتى على رعاية بناتها.

عدو شرس يطرق الباب بقوة، فنفقد مع الزمن صوت وحضور و(كاريزما) فنانة استقرت منذ مطلع الألفية داخل وجدان الشعب العربى. نجحت أن تمتلك تلك المكانة الاستثنائية، كما أنها وبفعل فاعل الكل يعرفه تمكنت فى لحظات من تدمير هذه المكانة، التى تتداعى أمامنا. ولا حل سوى أن تظهر فى الأفق معادلة أخرى: إنسان قادر أن يحمى شيرين من شيرين. إنها القاتل والضحية!