اتصل بى صديقى منزعجاً و متسائلاً أين أنتم من أحداث أستراليا؟!

قلت: ماذا تقصد بالضبط؟

قال: أرسلت لك على الواتس مظاهرات أستراليا الهادرة والضخمة لمساندة غزة فى مواجهة العدو الصهيونى منذ عدة أيام، وربما تكون هذه المظاهرات هى المظاهرات الأضخم فى العالم التى خرجت مؤيدة للحق الفلسطينى، ومناهضة للعدوان الإسرائيلى، وللأسف الشديد لم يتم تغطية هذه المظاهرات فى العالم العربى بما تستحق، ولم يتم استغلالها سياسياً من جانب العالم العربى أيضا بما يدعم الحق العربى فى مواجهة العدوان الإسرائيلى.

رجعت إلى المظاهرة، وتفاصيلها على موقع بالعربى CNN بتاريخ 9 أغسطس الجارى حيث فاقت أعداد المشاركين فيها أكثر من 300 ألف مشارك، وفقاً لتقديرات الجهات المنظمة لتلك المظاهرات.

سار المشاركون عبر جسر ميناء سيدنى، حاملين المظلات، واللافتات، والأعلام، فى ظل مناخ سيىء، ورياح قاسية، وأمطار غزيرة، فى مشهد قوى ومؤثر من أجل الضغط على الحكومة الأسترالية للتحرك الفعلى، ومساندة الشعب الفلسطينى والاعتراف بدولته، وإدانة الإبادة الجماعية التى تمارسها إسرائيل ضد أبناء غزة.

نجحت تلك الضغوط الشعبية الهائلة فى الضغط على الحكومة الأسترالية وأجبرتها على الإعلان بالاعتراف بالدولة الفلسطينية فى سبتمبر المقبل، وتوترت العلاقات الأسترالية ـ الإسرائيلية بشكل لم يسبق له مثيل وصل إلى إلغاء تأشيرات بعض الدبلوماسيين من كلا البلدين.

قال: أعتقد أن الصحافة ووسائل الإعلام العربية مطالبة بتوظيف هذه التحركات الدولية بشكل أكثر فاعلية لفضح الممارسات الإسرائيلية فى كل دول العالم.

قلت: المشكلة أن اللوبى اليهودى يسيطر بشكل كبير على الصحافة والإعلام فى العالم، والعالم العربى يعانى أسوأ حالاته من التقوقع والتشرذم دون مبرر، ورجال المال والأعمال العرب لا يفعلون مثل ما يفعله رجال المال والأعمال اليهود الذين يدعمون بكل قوة الأكاذيب الصهيونية فى وسائل الإعلام العالمية بكل ما يملكون.

للأسف الشديد هناك تفوق ملحوظ للوبى اليهودى فى الصحافة والإعلام عالميا ، ومن المهم أن يكون هناك تحرك عربى "منسق" فى المرحلة المقبلة لمحاصرة إسرائيل وفضح أكاذيبها وجرائمها.

نقلا عن جريدة الأهرام