أعتقد أن مايحدث فى غزة محرقة هائلة وغير مسبوقة هى مشكلة عربية خالصة، تؤكد فشل العالم العربي، وفرقته، وعدم قدرته على تحديد أولوياته، وعدم وضوح الرؤية لديه بشأن مستقبل الدول العربية ذاتها وسيادتها وأمنها واستقرارها
أنعقدت قمة الدوحة ثم أنفضت، ولم تؤثر قيد أنملة فى مجريات الأحداث، ولم يتوقف العدوان على غزة، ولم تتراجع أمريكا عن دعمها الأعمى واللامحدود للنازيين الجدد فى إسرائيل، بل إنها على العكس، قام وزير خارجيتها مارك روبيو بزيارة إسرائيل فى أثناء انعقاد القمة ليعلن دعمه لحكومة إسرائيل الإرهابية المتطرفة، وقام رئيس الحكومة الإرهابى نيتانياهو باصطحاب وزير خارجية أمريكا لتفقد النفق أسفل المسجد الأقصى الذى قد يؤدى إلى انهيار المسجد، ليقف عند حائط المبكي، وكأنه يبارك صلب المسيح على يد اليهود المتطرفين، وها هو يبارك ذبح الفلسطينيين وحرقهم على يد نيتانياهو وحكومته الإرهابية.
لم توجه قمة الدوحة إدانة واضحة للسلوك الأمريكى وسياسة الإدارة الأمريكية الداعمة للإرهاب الإسرائيلي، وخرج البيان الختامى بتعبيرات مطاطية، وكلام مرسل، على طريقة بيان مجلس الأمن الذى صدر لإدانة الاعتداء على قطر، ولم يقم بتسمية إسرائيل الدول المعتدية.
قد تكون هناك فرصة تاريخية أمام العالم العربى لحصار إسرائيل وكشفها، وتحويلها إلى دولة منبوذة، ومطاردتها فى كل مكان دبلوماسيا واقتصاديا، لكن للأسف الشديد ليس هناك خطة أو رؤية لفعل ذلك، وكان يجب على الأقل أن تقوم قمة الدوحة بذلك.
هناك دول كثيرة الآن تنتفض ضد محرقة الفلسطينيين فى غزة، لكنها تتحرك بدوافع إنسانية، بينما يكتفى العرب بمخاطبة أنفسهم فقط، ولايقومون بأى تحرك إيجابى ملموس ومدعوم من الدول العربية جميعها، خاصة تلك الدول القادرة على التأثير فى التوجهات الأمريكية والتى تملك من أدوات التأثير الاقتصادى والسياسى ما يجعل الإدارة الأمريكية تعيد النظر فى حسابات المكسب والخسارة من وراء دعمها اللامحدود للإرهاب الإسرائيلي.
لن يتحرك العالم إلا إذا تحرك العالم العربى ذاته، وتلك هى أصل المشكلة.
التعليقات