في مثل هذا اليوم قبل 210 سنوات، شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن واحدة من أعنف الهجمات التي تعرضت لها خلال حرب 1812، حيث قام الجيش البريطاني في 25 أغسطس 1814 بحرق العاصمة واشنطن، بما في ذلك مقر الرئاسة "البيت الأبيض"، في عملية أطلق عليها لاحقًا اسم "حريق واشنطن".
الهجوم البريطاني وأسبابه
جاء هذا الهجوم كجزء من سلسلة من الأحداث التي سبقتها معركة يورك عام 1813، حيث غزت القوات الأمريكية عاصمة كندا العليا (تورونتو حاليًا) وقامت بنهب وإحراق مبانٍ حيوية بما في ذلك برلمان كندا العليا.
كرد انتقامي، قررت الحكومة البريطانية، التي كانت في حالة حرب مع فرنسا النابليونية، استغلال قواتها البحرية والجوية المتاحة لشن هجمات على طول الساحل الأمريكي.
التخطيط للهجوم وتنفيذه
قاد اللواء البريطاني روبرت روس جيشًا قوامه 4500 جندي، مصحوبًا بالأسطول البريطاني تحت قيادة الأدميرال جورج كوكبيرن. استهدف الهجوم العاصمة واشنطن بسبب ضعف دفاعاتها وتأثيرها السياسي البالغ.
ورغم الأوامر بعدم تدمير الممتلكات الخاصة، إلا أن حريق واشنطن تضمن حرق مبانٍ حكومية حيوية، بما في ذلك البيت الأبيض، ونهب محتويات تاريخية بعضها لا يزال مفقودًا حتى اليوم.
نتائج الحريق وآثاره
تسبب الهجوم في تدمير كبير للبنية التحتية في واشنطن، وأدى إلى إخلاء الرئيس جيمس ماديسون ومسؤولين حكوميين آخرين الذين لجأوا إلى بلدة بروكفيل في ولاية ماريلاند. وقد عرفت المدينة بعاصفة شديدة غير متوقعة زادت من فداحة الأضرار.
الأهمية التاريخية للحادثة
يعتبر حريق واشنطن نقطة تحول هامة في حرب 1812، حيث أكدت الأحداث على هشاشة الدفاعات الأمريكية في مواجهة القوات البريطانية المدربة. وعلى الرغم من أن الهجوم كان بمثابة انتقام، إلا أنه شكل درسًا للولايات المتحدة في تعزيز قدراتها الدفاعية وتحسين استراتيجياتها العسكرية.
التعليقات