في قلب صناعة السينما والإعلام بمصر والشرق الأوسط والعالم، يبرز اسم عادل أديب كمخرج فذّ ورائد في مجاله، منذ ولادته في القاهرة عام 1966 وحتى اليوم، لم يكن طريقه نحو القمة سهلاً أو تقليدياً، بل حافلاً بالتحديات والإنجازات التي شكّلت مسيرته، حيث نشأ في بيئة عائلية تعجّ بالإبداع والفنون، مما غذى شغفه بالسينما منذ نعومة أظافره، من هنا، انطلق عادل أديب ليبني لنفسه مساراً استثنائياً، حيث تجاوزت إبداعاته حدود الوطن، ليصبح اسماً لامعاً على الساحة الدولية، وبينما نستعد لاستعراض محطات هذه الرحلة الفريدة، نتوقف قليلاً لنكتشف كيف استطاع عادل أديب أن يمزج بين عبقريته الفنية ورؤيته الريادية، ليترك بصمته الخالدة في صناعة السينما.
عادل أديب يتحدث عن نشأته
كشف المخرج السينمائي المصري عادل أديب، عن تفاصيل حياته الشخصية والمهنية في حديث مفتوح عبر قناة "سكاي نيوز عربية"، تناول نشأته في أسرة متواضعة ومرتبطة رغم تحديات الحياة.
تحدث أديب عن كفاحه المبكر، حيث عاش مع أشقاءه في غرفة واحدة وكانوا يدرسون في المطبخ مع والدتهم، واصفاً علاقة الأسرة بأنها "مرتبطة وغير مترابطة"، حيث كانوا يجتمعون مرة واحدة في العام خلال شهر رمضان.
أديب أوضح أن شقيقه عمرو أديب تولى الكثير من المسؤوليات داخل الأسرة، بينما كان هو الأقرب إلى والده الذي ورث عنه الطيبة والسماحة، وهو ما دفع البعض لإطلاق لقب "الهرم الرابع" على والده.
أشار عادل أديب إلى أن جنازة والده شهدت حضوراً كبيراً من الغفير حتى الأمراء والوزراء، مشدداً على أهمية القيم التي غرسها فيه والده، والتي تعلم من خلالها القراءة والتحليل العميق.
انطلاقة عادل أديب إلى العالمية
وفي حديثه عن مسيرته التعليمية، أوضح أديب أن والده رفض في البداية دخوله معهد السينما، ليكون ذلك المرة الأولى التي يقف فيها والده ضد رغبته، ورغم ذلك، تمكن أديب من الالتحاق بالأكاديمية باسم عادل عبد الحليم، وحقق التفوق في الامتحانات التحريرية والشفوية، مما فتح له الطريق ليصبح مخرجاً سينمائياً، على الرغم من أنه لم يكن يتخيل أن يكون مخرجاً في بداية حياته.
وعن علاقته بفن الإخراج، أشار أديب إلى حبه الشديد لكل عناصر السينما، مؤكداً أن المخرج يجب أن يكون بمثابة "دكتور نفسي" لفريق العمل، ليتمكن من استخراج أفضل الطاقات منهم.
فيلم هاجمه اللوبي الصهيوني
كما تحدث عن تجربته في كتابة فيلم "ليلة البيبي دول" مع والده، والتي استمرت لمدة خمس سنوات، وأوضح أن الفيلم لم يُفهم قيمته الحقيقية إلا بعد عرضه بخمس سنوات، حيث حصل على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان بروكسل.
وأشار أديب إلى أن الفيلم واجه محاربة شديدة من اللوبي الصهيوني بسبب تطرقه لموضوع الهولوكوست ووضعه جملة تردد في أروقة هيئة الأمم المتحدة حتى الآن، قالها محمود عبد العزيز في الفيلم "ما يفعله الإسرائيليين في الفلسطينيين اليوم هو أبشع مما فعله فيهم هتلر"، مما أثار الجدل حول الفيلم، مبينا أنه رفض حذف هذه الجملة من الفيلم، ما يفسر الحملة التي تعرض لها العمل.
وفي حديثه عن مسيرته المهنية الدولية، أكد عادل أديب أنه عمل في أكثر من 18 دولة، وقدم أعمالاً في تركيا والعراق والجزائر والخليج، مشيراً إلى أنه عندما بدأ بتسويق الأفلام المصرية عالمياً، أدرك أن الفنان هو إنسان عالمي بطبيعته.
التعليقات