في السنوات الأخيرة، تزايد الاهتمام بدراسة تأثيرات نقص فيتامين د على الصحة العامة، وبرزت العديد من الأبحاث التي تشير إلى وجود علاقة محتملة بين نقص هذا الفيتامين الحيوي والاكتئاب. فيتامين د، المعروف بتأثيره الكبير على صحة العظام والقلب، بدأ يظهر دوره الحيوي في التأثير على الصحة النفسية وتنظيم المشاعر. في هذا التقرير، سنستعرض الأدلة العلمية التي تدعم هذه العلاقة، ونسلط الضوء على الأسباب المحتملة لنقص فيتامين د لدى المصابين بالاكتئاب، وأهمية التعرض لأشعة الشمس وتناول الغذاء الصحي في الوقاية من هذه المشكلة الصحية. سنستعرض أيضًا الفئات الأكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين د والاكتئاب، بالإضافة إلى الأعراض والعوامل المؤثرة على هذا النقص، وكيفية الوقاية منه من خلال الجرعات الموصى بها.

تأثير نقص فيتامين د على الصحة 

يظهر نقص فيتامين د في العديد من المشكلات الصحية، منها تأثيره على صحة العظام والقلب، وقد تم ربطه مؤخرًا بالاكتئاب. سنتعرف في هذا التقرير على العلاقة بين نقص فيتامين د والاكتئاب.

العلاقة بين نقص فيتامين د والاكتئاب

تشير العديد من الأبحاث إلى وجود علاقة بين نقص فيتامين د والاكتئاب. دراسات أجريت على نساء مصابات بالاكتئاب كشفت أنهن يعانين أيضًا من نقص فيتامين د. الأسباب المحتملة لهذا النقص عند مرضى الاكتئاب تشمل:

- الميل إلى البقاء في المنزل وعدم التعرض الكافي لأشعة الشمس.

- عدم تناول طعام صحي.

- قلة ممارسة الرياضة.

بما أن فيتامين د له مستقبلات في الدماغ تساعد على تنظيم المشاعر والسلوك، فإنَّ نقصه قد يُساهم في ظهور أعراض الاكتئاب. كما يساعد فيتامين د في تحسين مستويات السيروتونين في الدماغ، وهو نفس الهرمون الذي تستهدفه أدوية مضادات الاكتئاب.

الفئات الأكثر عرضة للاكتئاب، مثل كبار السن والمصابين بالسمنة وأمراض مزمنة كالسكري، هي أيضًا الفئات الأكثر عرضة لنقص فيتامين د.

أعراض الاكتئاب عند المصابين بنقص فيتامين د

- فقدان الاهتمام بالأمور المحببة.

- الانعزال الاجتماعي.

- فقدان التركيز.

- صعوبات في النوم والشهية.

- التفكير بالانتحار.

عوامل تزيد من خطر الإصابة بنقص فيتامين د والاكتئاب

عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة، منها:

- التعرض المحدود لأشعة الشمس: تختلف كمية أشعة الشمس الكافية لإنتاج فيتامين د بحسب الوقت من السنة والمناخ ولون البشرة.

- الغذاء غير المتوازن: يوجد عدد محدود من الأطعمة الغنية بفيتامين د، مثل سمك السالمون وزيوت الأسماك.

- السكن في مناطق ذات ارتفاعات عالية: هذه الأماكن تتعرض لأشعة شمس أقل.

- لون البشرة الداكن: يقلل الميلانين في البشرة الداكنة من تصنيع فيتامين د.

- الوزن الزائد: يحتاج الأشخاص ذوو الوزن الزائد إلى كميات أكبر من فيتامين د.

- العمر: تقل فعالية الجلد في تصنيع فيتامين د مع التقدم في العمر.

الجرعة الموصى بها من فيتامين د

للحماية من نقص فيتامين د والاكتئاب الناتج عنه، يجب تناول الكميات الكافية من فيتامين د عبر الطعام والمكملات. الكميات اليومية الموصى بها هي:

- 600 وحدة دولية (15 ميكروغرام) من فيتامين د للأشخاص من عمر سنة إلى 70 سنة.

- 800 وحدة دولية (20 ميكروغرام) من فيتامين د للأشخاص فوق 71 سنة.

إذا ثبت وجود نقص في فيتامين د، يجب مراجعة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة للعلاج.