For a long time, Egyptian artist Adel Mustafa has been admiring the jasmine trees that fill the streets of Alexandria, scattering their white flowers on the ground. A five-shaped white flower with a rolled texture, inside of which is a beautiful yellow color, with long and slender leaves consisting in its stems of circular clusters with very diverse directions: “Jasmine has a beautiful presence and impact on me. It also has a place in the poems of poets, and its name is always associated with beauty and tenderness.”
يرى الفنان عادل مصطفى (مصر) أن التحدُّث بلغة الفن التشكيلي بمفرداته، وأبجدياته هو حديث ممتع يخاطب الخيال والوجدان معًا، ويُعنى بلغة الشكل بمفرداتها؛ الخط واللون والمساحة والملمس، وهي لغة بصرية أكثر من كونها لغة أدبية قصصية سردية والتي قد تكون لغة الكتابة أجدر بطرح تلك الموضوعات وسبيل أكثر سهولة في تحقيق أهداف المعلومة والحقيقة …من هنا تأتي قيمة لغة الشكل في الإمتاع البصري والروحي والعاطفي، فالفنان ذلك الشخص الدائم البحث عن تلك المفردات التشكيلية وعن تسجيل عواطفه وإنفعالاته وأحلامه من خلال وسيط جميل وهو لغة الشكل.
عن تجربته الفنية يشرح؛ إنها تبدأ أولا بالإستمتاع بالخوض في مفرداتها، والتحليق في ذلك العالم الخيالي الذي يرتكز على صورة قد تبدو واقعية ولكنها من نسج الخيال والحلم ومن تداعيات العاطفة ومداعبة الوجدان، وبالمتعة البصرية أثناء ممارسة العملية الإبداعية ذاتها، وصولاً لمتعة المتلقي في إستقبال هذا الشغف الذي عايشه الفنان في خلق هذا العالم الخاص، والذي يأمل دائما أن يكون له الأثر الجيد الإيجابي المُبهِج ( بصرياً ووجدانياً ) في نفوس من يستقبله.
المعرض الذي استضافته القاهرة نهاية ربيع هذا العام، وجدى قبولا لدى أطياف الجماهير التي رأت فيه غيمة ظليلة من قيظ الواقع، ومساحة تسبح فيها الأحلام لتقاوم كوابيس واقعية. وتأتي تلك التجربة في سياق سلسلة متتابعة من التجارب التي تحتفي بالخيال والرومانسية وخلق عالم فانتازي يشبه “الواقعية السحرية”؛ فمراكب الورد بألوانه المفرحة الزاهية، والسُحُب المُلوَّنَة، و أشجار الياسمين بحضورُه الجميل، وغواية الأخضر بتنويعاته وإيحاءاته، والعرائس الخشبية ( الحية ) وطائر النورس، والتركيبات المعمارية، والبحر المتلألئ ( فضةً وذهبًا) كلها عناصر وكائنات هذا العالم الجديد والذي قد يكون ملاذاً مؤقتاً لتلك الضغوطات الحياتية وصور الحروب والدمار والصراع المحيط بالعالم في هذه الفترة.
يقول الفنان التشكيلي عادل مصطفى: “منذ فترة بعيدة وانا مُعجب بأشجار الياسمين التي تملأ شوارع الإسكندرية، ناثرةً أزهارها البيضاء على الأرض، زهرة بيضاء خماسية التكوين ملفوفة القوام داخلها لون اصفر جميل، وأوراقها طويلة ممشوقة تتكون في ساقها من مجموعات دائرية ذات إتجاهات متنوعة في غاية الدلال والرقة،، فالياسمين له حضورٌ ووقع جميل في نفسي وله مكانة أيضا في قصائد الشعراء ومتعلق إسمه دائما بالجمال والرقة”.
يضيف الفنان: “لدرما الضوء والظل حضورٌ مهم في تلك التجربة، فالضوء دائما يأتي من منتصف مركز اللوحة العلوي وكأنه يوحي بالغروب الدافئ ذهبي الأشعة وكأننا في إنتظار دخول ليل المحبين الرومانسي وسكون صَخب النهار ، وفي أحيان أخرى الضوء يمثل أشعة الصباح الذي يشير للتفاؤل والأمل، وأحيانا أخرى تكون الأضواء الليلية هي بطل المشهد، مش ضوء القمر او أضواء المراكب النيلية بهيجة اللون والحالة”.
العرائس الخشبية المُلوَّنة مصرية الطابع هي أبطال المشهد دائما، بحرية توظيفها وتحريكها وأنسنتها، احيانا بأذرع وأيدي واحيانا بدون، حسب الحاجة والضرورة، فالجانب التعبيري حاضر حركاتها وأوضاعها وتفاعلاتها داخل المحيط الجديد المُتخيَّل في ذلك العالم الإفتراضي الفانتازي
تدرجت تجارب عادل مصطفى التشكيلية، وقد بدأت بعد الدراسة الأكاديمية بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، ثم محاولات عديدة للبحث عن ذاته وهويته الفنية والتي تدرجت في سلسلة متتالية. فبعد معرضه (خارج الإطار ٢٠١٥) واستلهام المدينة المتوترة بتركيباتها المعقولة باستخدام الكولاج مع اللون الرمادي، خرج بتجربة (الطريق ٢٠١٨) لاكتشاف البراح، ومحاولة خوض تجربة جديدة، ثم عودة للمدينة بعين جديدة أكثر بهجة في معرض (إسكندرية وعيد الحب ٢٠٢١)، ومنها لتجربة مراكب الورد، والتشبع اللوني في معرض ( بحر الفضة ٢٠٢٣) وتحقيق اكبر قدر من الحلم والخيال في خلق عالم متفائل جديد موازي للواقع المتخم بالحروب والمرض والصراع، ومنها – وامتدادا لها – تأتي التجربة الحالية وهي الأكثر رومانسية ودراما في معرض (حضور الياسمين ٢٠٢٤).
نُشر طبقا لبروتوكول التعاون الدولي مع "آسيا ان"
التعليقات