حوار مع الكاتبة مها داود حاورها :طارق العمراوي
علينا تقديم نص منسوج بحذر، ومدروس بإتقان وتمهل؛
نص يراعي كافة الجوانب المرتبطة بذلك الطفل
للمجلات الموجهة للطفل تأثير كبير في تنمية وتطوير شخصيته وتعزيز سلوكياته الإيجابية وتحسين ذائقته الفنية
كيف تقدمين الكاتبة مها داود لقراء (آسيا إن) العربية؟
مها داود من سورية، أحمل إجازة الإعلام ودبلوم التأهيل التربوي من جامعة دمشق؛ حيث حمل مشروع التخرج عنوان “دور المسرح في تنمية القيم لدى الطفل”
عملت سابقاً في التعليم، وأعمل حالياً في التوجيه الإداري.
لي كتابات قصصية وشعرية ومسرحية، مدربة مسرحية ومحركة دمى ومقدمة عروض في مسرحي العرائس وخيال الظل.
ما هي أهم الرسائل التي تشتغلين عليها؟
أشتغل على الرسائل التربوية والتعليمية الهادفة والقيم كالمحبة والتسامح وعمل الخير والهوايات وتنمية الإبداع، والمواضيع الاجتماعية والنقد البناء للمشكلات، وأستلهم قصصي من الواقع المعاش، وأسعى لتقديم العرض المسرحي بصبغة درامية وكوميدية
هل نجحت كل الوسائل الحديثة التواصلية في تقريب قراءة القصص والمطالعة؟
يحكم ذلك معايير ترتبط بكل وسيلة؛ فربما تنجح أو تفشل في تقريب قراءة القصص والمطالعة.
اليوم مازالت دور النشر العربية و المنصات الالكترونية تقدم النصوص العالمية كبينوكيو وغيره لماذا؟
تتميز هذه الأعمال بالبعد الثقافي والنفسي ويتميز كاتبها بالوعي والنظرة الثاقبة العميقة بعيدة المدى؛ فأعماله شاملة وحيّة لا تقتصر على طرح قضايا الحدث المؤقت بقدر ما تعتمد على محاكاة مكنونات هذا الطفل النفسية والعقلية وخصائصه العمرية التي يشترك بها جميع الأطفال في كل زمان ومكان في هذا العالم.
هل يواكب الكاتب اليوم التجارب العربية وغيرها لتطوير تجربته أو يقتصر على زاوية نظره لهذه الفئة الهشة ويتابع اخر الابحاث في علم نفس الطفل كي لا يساهم في تشويش افكاره ومستواه الحس حركي والثقافي التربوي؟
يعود ذلك للكاتب ذاته ومدى سعيه للتميز والتفرد وحبه للاطلاع على تجارب الآخرين وانفتاحه؛ فالكاتب الخبير والمطلع يعرف ماذا يريد الطفل وماذا يناسبه؛ فهو ذو العقل المنفتح والواعي وأعماله الراسخة تتحدث عنه والتي تعيش على المدى الطويل على عكس الكاتب ذي الاطلاع المحدود والأعمال المستنسخة
هل مازلتم تراهنون على عالم المجلات الموجهة للطفل ولماذا؟
للمجلات الموجهة للطفل تأثير كبير في تنمية وتطوير شخصيته وتعزيز سلوكياته الإيجابية وتحسين ذائقته الفنية وذلك لتنوع موادها المطروحة بأسلوب جذاب ولطيف ولغة بسيطة وهادفة.
فيما مضى كان عالم المجلات الموجهة للطفل قوياً ويفرض ذاته على الساحة بكل ثبات، ولكن منذ سنوات ومع ظهور وسائل أخرى أكثر جذباً وتشويقاً وسهولة ووفرة تقلص دورها بشكل ملحوظ.
وأود أن أنوه أن الطفل في عصرنا الحالي يحتاج لعقل رشيد يوجهه ويد تأخذ بيده لمتابعة محتوى غني يحمل الفائدة والمتعة في ظل الحركة التكنولوجية فائقة السرعة وإلا فسيختار الطفل ما يجذبه ويلفت انتباهه من ألوان وموسيقى وحركات حتى لو كانت مفرغة من المحتوى أو القيم أو الغنى الفكري ما يؤثر سلباً في تكوينه النفسي والعقلي.
مسرح الطفولة يحتاج نص مميز وديكور ومن المستحسن أن يكون الطفل ممثلا، لماذا؟
بسهولة بالغة يلتصق المحتوى الموجه للطفل بعقله ونفسه وقلبه يما يحمله من أفكار وسمات؛ لذلك علينا تقديم نص منسوج بحذر، ومدروس بإتقان وتمهل؛ نص يراعي كافة الجوانب المرتبطة بذلك الطفل؛ أي أننا نريد أن نقدم لهذا الطفل وجبة غنية ومتنوعة وخفيفة وشهية تشبع كافة اهتماماته وميوله واحتياجاته النفسية والعقلية والتربوية والاجتماعية والإنسانية وغيرها في مكان مناسب يعتمد على ديكور بسيط ومدروس يلائم الأحداث دون وجود أية إضافة لا معنى لها تؤدي إلى تشتت انتباه الطفل؛ أي يجب أن يخدم الديكور فكرة العمل. وفيما يخص مشاركة الطفل في التمثيل فإن ذلك يسهم بشكل كبير في تكوين شخصيته؛ فتزيد ثقته بنفسه وفصاحته وطلاقة لسانه، كما أن للتمثيل دوراً في معالجة بعض الصعوبات التي تواجهه كالخجل والتلكؤ في الكلام. بالإضافة إلى أنه يؤثر في اتساع مداركه الثقافية واكتسابه الكثير من المهارات كالتحليل والنقد والتواصل والحوار والمرونة الجسدية والحركية والعقلية وتقبل الآخر والانفتاح وغيرها.. فالتمثيل فن والفن له دور في تهذيب الروح والسمو والارتقاء بالنفس البشرية.
ما هي الإشكاليات التي اشتغلتم عليها في مسرحياتكم؟
أشتغل على المشكلات والصعوبات التي تواجه الطفل كالإشكاليات النفسية كضعف الثقة بالنفس والانطواء والتأتأة وصعوبات التعلم وغيرها.. والاجتماعية كالأنانية والتنمر والغيرة والتكبر.. والإشكاليات الصحية كالبدانة والغذاء الصحي وتوعية عن الإصابة ببعض الأمراض، والتطرق لمواضيع أخرى
هل نجحت المسرحيات العربية في ثنائية المتعة والرسائل؟
حسب ما تابعته من مسرحيات على عدد من المسارح السورية في الآونة الأخيرة؛ وجدت أن بعضها جمع بين المتعة والرسائل الهادفة؛ حيث اعتمدت على مواضيع تحاكي عقل الطفل وخصائصه العمرية والنفسية وتميزت بتنوع التقنيات والقدرة على الاحتفاظ بانتباه الطفل طيلة مدة العرض كما تضمنت الحكاية والغناء والفكاهة والموسيقى والرقص وتقنيات الإضاءة والألوان. وبالمقابل لا يخلو الأمر من أعمال فارغة نوعا ما من المحتوى والهدف وتقدم مادة تعتمد على التهريج والإضحاك دون أي هدف.
نُشر طبقا لبروتوكول التعاون الدولي مع "آسيا ان"
التعليقات