مصر دائما.. هى الحل!
لن أستطيع أن أمحو من ذاكرتي أبدا وعلى مدار حياتي وأنا شاب فيلم تسجيلي قصير للملك "فيصل" رحمه الله – أبيض وأسود- يلقى خطابا وهو يبكي "القدس"..
يبكي بالدموع بحرقة وألم شديدين ربما كانت تلك اللحظة "من صدقها العميق" كانت أول ما فتح نظري وعقلي وقلبي للقضية الفلسطينية..
كما لن أنسى الملفات التي أفرجت عنها المخابرات الأمريكية منذ عدة سنوات عن اللقاء التاريخي بين ثعلب السياسة الأمريكي "كسنجر" وبين الملك" فيصل" رحمة الله عليه ابان حرب 1973 عندما اتخذ هذا الملك الشجاع القرار بمنع البترول عن أمريكا والذي كان أشد تأثيرًا من أية سلاح فتاك أخر..
وجاء "كسنجر" إلى المملكة راجيًا إعادة تصدير البترول..
فكان رد الملك" فيصل" التاريخي عندما أقر وأكد له "كسينجر" بخنوع قائلا:
انا أريد البترول..
رد الملك بشكل قاطع:
وأنا أريد أن أصلى بالقدس!
ان حلم الملك "فيصل" ظل يراوده حتى آخر لحظة في عمره.. وكانت القدس قضيته الكبرى..
وتمر السنين والسنين ويشتد تعقيد قضية القدس يوما بعد الأخر، ولكن الله لم يرد أبدا أن يخزل حلم الملك "فيصل" حتى بعد رحيله ويلبى دعواته ويستجيب لها..
وها هو ولي العهد "محمد بن سلمان" هذا الرجل الذي سيذكره التاريخ بإنجازاته الرائدة في تاريخ ومستقبل المملكة ها هو قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلم الملك "فيصل" بالصلاة في القدس وإقرار الدولة الفلسطينية..
بل اصطاد عصفورين بحجر واحد تحت شرط وقف مجازر الكيان المحتل للفلسطينيين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 76 وعاصمتها القدس الشرقية في مقابل السلام مع إسرائيل وهو ما يعنى أن السلام سيعم ليس فقط للسعودية وانما سيكون الخطوة الكبرى ليعم على المنطقة بأثرها.
وهو ما كان قد بدأه الرئيس السادات منذ زمن طويل..
ولكن لم يكن ليحدث ذلك لولا العقل المخضرم والخبير لجلالة الملك "سلمان" نفسه.. والذي يزن السياسة بميزان من دهب ويعرف ويقدر ويحلل ويدرك قيمة كل حركات الشطرنج الحالية..
يتأملها.. يدرسها ويتوقع كافة احتمالات كل الحركات المستقبلية بوعي وصبر وحكمة السنين.
ان فن وبراعة استغلال اللحظة السياسية والتوقيت ليس شأنا سهلا على الإطلاق..
خاصة عندما تستغل تلك اللحظة السياسية ليس للمقايضة لمصلحه شخصية أو دعاية انتخابية وانما لمصلحه إنسانية ودينية لا مردود شخصي لها وانما هي بدافع مروءة وشهامة رجال لا يرجون الا وجه الله سبحانه وتعالى.
وبعد كل محاولات تدنيس اسم مصر وتاريخها للدفاع عن فلسطين عبر التاريخ بالأكاذيب.. وكل محاولات ابعادها من المشهد..
وبعد فشل كل المحاولات العالمية..
تعود مصر لتنهى كل المجازر والعبث السياسي بين كل من إسرائيل وحماس.. "حماس الخارج وحماس الداخل".. وتضع بصمتها الواضحة والحاسمة للحل في وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وعودة أهل غزة الى الشمال من جديد.. و...و....
وكما نقول في المثل الدارج المصري "ادي العيش لخبازه!!"
ومن ثم تكون مصر في القضية الفلسطينية هي دوما الحل هي كلمة السر والمفتاح الحقيقي لكل الأبواب المغلقة..
بخبرتها وقدرتها وحنكة قائدها وخارجيتها وديبلوماسياتها العريقة ورجال مخابراتها..
وكذلك بقوة حسم وردع جيشها الحكيمة.. جيشها الذي هو رمانة الميزان في المنطقة كلها.
لن ينسى التاريخ أيضا كل الجهود المضنية والفعالة لكل من الأردن والإمارات.. ومجهودات وساطة قطر..
أدعوا الله الخير للقدس.. ولامتنا العربية..
وبارك الله في قادتنا العرب وجيش مصر على أمل.. وفى انتظار السلام..
التعليقات