نعت الكاتبة سمر الرميمة، رئيسة تحرير المجلة اليمنية (أقلام عربية) الشاعر: أحمد غالب الجابري، الذي استطاع بقصيدة حماسية واحدة، أن يعزز الهوية الوطنية في نفوس الأجيال:
لمن كل هذه القناديل تضوي لمن؟
وهذي المواويل في العرس تشدو لمن؟
هل الأرض عاد لها ذو يزن ؟
فعاد الزمان وعادت عدن
لمن ؟ لمن ؟ لأجل اليمن
فالقناديل المضيئة ومواويل الفرح العذبة، لا تكون إلا لأجل معشوق خالد في النفوس، وهو الوطن، فهو من يستحق أن يرقص الكون طربا لأجله ويحتفي الحاضر بمعية الماضي فرحا بازدهاره ووحدته متسائلا هل الأرض عاد لها ذو يزن؟ فعاد الزمان، لمن لمن!؟ لأجل اليمن، وبالإضافة لكونها أغنية تلهب الحماس، وتوقد العواطف المتأججة بحب الوطن، ففيها أيضا معلومات تاريخية للأجيال عن ذي يزن تحث المتذوق للبحث عن ملوك اليمن، وتاريخهم المجيد وربط نهضتهم بالماضي المجيد، ناهيك عن قصائد أخرى متنوعة، في المجالات الوجدانية، والغزلية، والوطنية وفي الابتهالات أيضا، والتي تغنى بها الكثير من الفنانين.
وعدَّت سمر الرميمة “أحمد غالب الجابري، شاعرا ذا تجربة تتسم بمذاق خاص، وتنطوي تجربته الإبداعية على الوجع والحنين والعتاب المر، كتجربة وجدانية مغلفة بغلالة من الحزن الشفيف، الذي يعبر عن هواجس الاغتراب داخل الوطن، وذلك يجعلنا نتقصى عن الأسباب التي جعلت الحزن مرافقا لإلهامه، وعن سبب اختياره للعزلة! وباعتقادي أن عزلة الشاعر تكون على جانبين: إما بسبب خيبة أمله في العالم المحيط به، أو لأنه يخشى أن يصطدم بخيبات أمل جديدة فروحه العاطفية والشفافة لا تستطيع أن تتحمل المزيد من الصدمات، وربما أنه اختار الأخيرة؛ ليحمي نفسه من أذى الواقع وقسوة الظروف، وحفاظا على قدسية شعره من أن يشوبها الانحياز إلى ما لا يليق به. .”
العدد الجديد (85) من أقلام عربية (60 صفحة) يستضيف المايسترو محمد القحوم، ويستطلع رأي الكتاب العرب في الهوية، ويطوف بكتابات د. عباس القصاب (طقوس إثنية بين التوهج والتمرد)، وأمين الميسري (خواطر أغنيات يمنية)، ومحمد الحميدي (الإعجاز والتحدي … اللغة العربية من الإبلاغ إلى الإبداع)، ومها شجاع الدين التي قدمت ورقة نقدية عن رواية (حي البيازن، ورضا الأعرجي (نابليون الغائب في نابليون)، وحيدر الأسدي (الدستوبيا … الأزمة وتمثلها في الأدب) ود.عبد الحفيظ النهاري (خطاب الحزن في المجموعة الشعرية :واستدار رغيف من الأمنيات”)، وإبداعات (ملك فن البورتريه التشكيلي شهاب المقرمي)
استطلاع (أقلام عربية) المصور: توجو تواسي أسلافها المنسيين، بقلم وعدسة أشرف أبو اليزيد، يطير بنا إلى أفريقيا، حيث “وقفت جمهورية توجو على مائدة غرب وسط أفريقيا؛ تضع قدمين في المحيط، وترفع رأسا في السماء الاستوائية، مثل قطعة دومينو، تُستبدل فيها النقاطُ السوداء الصماء ببقاع خضراء وزرقاء، بتلك البقعة التي عرفت الاستقلال عن الاستعمار قبل أكثر من ستة عقود … إنها قطعة دومينو تنهض وسط قطع أخرى متراصة ومتلاصقة، رسمت خرائطها التواريخ السياسية، لكنها لم تكن لتفصلها الجغرافيا. يكفي أنني حين تحركت من غرفتي في الفندق، إلى قاعة المطعم، جاءتني على هاتفي المحمول رسالةٌ من شركة الاتصالات الدولية، تقول: “أهلا بكم في غانا!” رسالة عجيبة، فأنا لم أغادر الفندق حتى أغادر العاصمة، لكن العجب زال ونحن في الطريق مع مضيّفي، حيث أشار بيده إلى الأراضي الغانية على مرمى البصر! …”
في الاستطلاع يزور الكاتب “بيت العبيد”، الذي يعرف أيضا باسم بيت وود، تاجر الرقيق الاسكتلندي جون هنري وود، في حي لاكومي بمدينة أغبودرافو، بعد عام 1835، بعد تنصيب الملك أسياكولي في أغبودرافور. كان الغرض من المنزل هو تشغيل تجارة الرقيق غير المشروعة، على الرغم من إلغاء إنجلترا لتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي في عام 1807. كافح أسياكولي للحفاظ على التجارة المربحة على الرغم من الأوامر الصادرة من القوى الغربية ومراقبة الرحلات البحرية المناهضة للعبودية في خليج بنين. تم استخدام هذا المنزل للاتجار غير المشروع حتى عام 1852. يقع المبنى المصمم على الطراز الأفرو برازيلي على بعد ثلاثة كيلومترات قبالة ساحل المحيط الأطلسي، ويبلغ طوله 21.60 مترًا وعرضه 9.95 مترًا. ويتكون من ست غرف نوم وغرفة معيشة وممرات بعرض 1.5 متر وقبو صغير بارتفاع 1.50 متر تحت الأرض حيث كان على الأفارقة المأسورين البقاء قبل مغادرة إفريقيا. قد يقضي الأسرى في هذا القبو الضيق والمظلم لأسابيع وأحيانًا شهور. كانت الغرف العلوية بمثابة أماكن إقامة لتجار الرقيق، بينما كانت الأقبية ثكنات للعبيد.
وحسب اليونسكو يعد هذا المنزل نصبا تذكاريا للعبودية وشاهدا على هذه المأساة الإنسانية التي حدثت على ساحل توجو بين الربع الأخير من القرن السابع عشر ونهاية القرن التاسع عشر”، أما اليوم، فهو منزل لعائلة منحدرة من أسياكولي. وقد تم تسجيل الموقع منذ 8 يناير 2002، على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وتم ترميمه في عام 2006:
“هنا في أغبودرافو، جذب منزل العبيد والبئر المربوطة بالسلاسل (Gatovoudo) انتباه الوزير والوفد المرافق في نقاشاته مع السلطات المحلية، من المحافظ إلى رئيس بلدية البحيرة ونواب من المنطقة والزعماء التقليديين والعائلات حول المواقع المذكورة. كان عليه أن يجعل جميع أصحاب المصلحة يفهمون التزام الدولة ببذل كل ما في وسعها لاستعادة التاريخ المرتبط بتجارة الرقيق في توجو وإعادة تكوين ذلك الجزء التاريخي للبلد في سلسلة العبودية على ساحل غرب إفريقيا. رحبت السلطات المحلية والسكان المحليون برؤية الحكومة هذه، ووافقت بالتالي على موعد نهائي مدته شهر واحد لتحديد وضع هذا التراث الذي تسببت النزاعات على الأراضي في إبطاء تقييمه لفترة طويلة. وبعد هذه الجلسة، استطاع الوزير أن يراقب حالة الترميم المتقدمة للمباني، وجدد التزام الحكومة بترميم آثار حقبة الماضي الاستعماري لتوجو.”
نُشر طبقاً لبروتوكول النشر الدولي المشترك مع مجلة "آسيا إن"
التعليقات