الزراعة هي أحد أهم مصادر العيش في الحياة، بل هي العمود الفقري لاقتصاد أي بلد. كما أن الزراعة مهمة للاقتصاد، أصبحت أيضاً هامة في مجال الصحة والأعضاء، نسمع يومياً عن زراعة الكبد والقرنية والنخاع وكثير من الأعضاء الأخرى. وفي مجال الأسنان، أصبح للزراعة دور كبير في السنوات الأخيرة حيث أصبحت أحد أفضل البدائل في تعويض الأسنان المفقودة، إذ تحاكي بشكل كبير الأسنان الطبيعية، ولا تؤثر على الأسنان المجاورة والأنسجة المحيطة بها، بل تعمل على تعويض جذور الأسنان المفقودة.
خطوات الزراعة بالترتيب:
- يتم وضع الغرسة (بديل الجذر) داخل عظم الفك.
- ننتظر مدة ليحدث الالتئام العظمي Osseointegration.
- وضع الغطاء Abutment.
- تركيب الضرس.
ولكن ماذا يحدث في عيادة الطبيب بالتفصيل؟
الزيارة الأولى: يطلب الطبيب من المريض بعد الخلع أنواع الأشعة المناسبة (عادية - مقطعية) ودراسة منطقة الزرع من خلال الأشعة، ثم يتم أخذ مقاس للمريض للحصول على قالب يتم من خلاله دراسة شكل الفك.
الزيارة الثانية: تعتبر هذه الزيارة الأهم والأطول حيث يتم تخدير المريض بالتخدير الموضعي حتى لا يشعر بأي ألم. يجري الطبيب قطعاً صغيراً في اللثة، يستطيع من خلالها كشف العظم، والوصول إلى جزء عميق فيه، لوضع الغرسة المصنوعة من معدن التيتانيوم داخل العظم، باستخدام أدوات ومثاقب خاصة، ثم يُضع غطاء على الغرسة Healing cap. يعمل هذا الغطاء على مساعدة العظام وأنسجة اللثة على الاندماج مع الغرسة، كما أنه يحمي الجزء العلوي في الزراعة من تراكم الطعام والجير عليه. يغلق الطبيب مكان الزرع بالغرز الطبية، ثم ننتظر فترة اندماج الغرسة والعظم لتعمل كدعامة قوية للتركيبة النهائية بعد ذلك. تتراوح هذه الفترة من 3 إلى 6 أشهر اعتمادًا على جودة العظم، ولكن يجب عدم تعريض الغرسة في هذه الفترة إلى أي ضغط حتى لا يؤثر على طبيعة الالتئام.
الزيارة الثالثة: يتابع الطبيب بعد العملية زيارات متقطعة للتأكد من عدم وجود أي عدوى في مكان الزرع، والاطمئنان على سير عملية الالتئام. يختبر الطبيب الغرسة بعد انتهاء فترة الشفاء للتأكد من نجاح عملية الزرع، وثبات الغرسة في مكانها، وقدرتها على تحمل قوة المضغ. يكمل الطبيب عملية الاستعاضة عن طريق ربط جزء علوي في الغرسة، ثم تصميم التركيبة ووضع التاج على الجزء العلوي وبهذا يكون اكتمل زرع الضرس.
ملاحظات هامة:
- إذا كان هناك مشكلة في تواجد العظم مكان الزرعة (قليل في الكمية - ضعيف الصلابة)، يجب قبل الشروع في زراعة الغرسة أن نضيف له كمية من العظم، وإلا سيكون مصير هذه الزرعة هو الفشل.
- يجب من خلال دراسة الحالة في البداية وتحديد مكان الزرع أن يتم الأخذ في الاعتبار الأعصاب الهامة الموجودة بجوار الفك، حتى لا يتعرض العصب لأي ضرر خلال الزرع، وذلك بمراعاة المسافة الآمنة بينهما.
- أحدث التكنولوجيا في عالم زراعة الأسنان، هو استخدام الأشعة المقطعية (CBCT) والتي تعطي صورة ثلاثية الأبعاد للعظم والأنسجة المحيطة به والأعصاب الهامة الموجودة بجوار الفك. تستخدم هذه الأشعة في التخطيط الدقيق للزرع.
التعليقات