عودة سوريا إلى مقعدها بجامعة الدول العربية، بعد تجميد عضويتها منذ 2011 واندلاع الحرب الأهلية الدامية على أراضيها، حيث وافقت الدول العربية، خلال اجتماع غير عادي لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، على عودة سوريا لتشغل مقعدها مرة أخرى داخل أروقة الجامعة العربية.
عودة سوريا لمقعدها بالجامعة العربية خطوة جادة وخطوة هامة على الطريق الصحيح، تضيف مزيدا من الاستقرار للمنطقة العربية، وتعمل على استقرار سوريا ومن ثم عودة سوريا للجامعة العربية.
وكل هذه الأمور ستنعكس بشكل كبير على استقرار المنطقة من ناحية، وعلى الأمن القومي العربي وقطع الطريق على كافة الأجندات الأجنبية والتدخلات الاجنبية بالداخل السوري.
وعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد 12 عام بجهود الدولة المصرية لعودة سوريا لأحضان الجامعة العربية بدأت عام 2014، بعد أن حددت الدولة المصرية موقفها تجاه الدولة السورية.
وهو ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وضرورة دعم موقف سوريا في مواجهة الهجمة الشرسة التي شنت عليها، من قبل أطراف مختلفة.
الموقف المصري برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي كان يتسم بالثبات والوضوح بضرورة الحفاظ على الأراضي السورية، وتعزيز المؤسسات الوطنية، المنوط بها حماية سوريا.
أن الدولة المصرية قامت بالعديد من الجهود، من خلال التواصل مع الحكومة السورية، وتقريب وجهات النظر العربية، لإعادة احتضان سوريا مرة أخرى.
أن الدول العربية ترى في عودة سوريا عدة مكاسب ابرزها عودتها إلى الحضن العربي وقطع الطريق على تنفيذ عدد من الأجندات الأجنبية من شأنها تهديد الأمن القومي العربية وعودة سوريا الى أحضان الوطن العربي من إستقرار بالمنطقة .
وقد تحل الأمور بالداخل السوري من خلال الوساطة العربية والجلوس على مائدة المفاوضات مع كافة الفصائل السورية لتحقيق الدولة المستقرة والمشهد السياسي المكتمل.
والدور الذي قامت به مصر مع عدد من الدول العربية، على رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات، بدور كبير في عودة سوريا لمقعدها بالجامعة العربية
أن عودة انضمام سوريا سيضفي مزيدا من الاستقرار بالمنطقة، فقامت الدول الثلاثة بدور كبير.
وخاصة مصر، في تقريب وجهات النظر مع الدول العربية المتحفظة على عودة سوريا لجامعة الدول العربية، ومن ثم جاء القرار العربي الموحد.
وتجدد سوريا العضو المؤسس لجامعة الدول العربية، موقفها المستمر بضرورة تعزيز العمل والتعاون العربي المشترك
وتحاول الدول العربية التوصل إلى توافق بشأن دعوة الأسد لحضور قمة جامعة الدول العربية في 19 مايو في العاصمة السعودية الرياض لمناقشة وتيرة تطبيع العلاقات، وكذلك الشروط التي يمكن بها السماح لسوريا بالعودة إلى الجامعة.
وجمدت عضوية سوريا في الجامعة خلال اجتماع طارئ دعت له على مستوى وزراء الخارجية في نوفمبر 2011، بموافقة 18 دولة، واعترضت ثلاث دول هي سوريا ولبنان واليمن، وامتنع العراق عن التصويت وقتها.
وبدأ الأسد في استعادة السيطرة على البلاد في عام 2015 ، بمساعدة روسيا - ما دفع بجيرنها إلى إعادة التفكير في مستقبل العلاقات مع سوريا بوجود الأسد في مكانه
أن المرحلة المقبلة تتطلب نهجا عربيا فاعلا وبناء يستند على قاعدة الحوار والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة للأمة العربية
وتفاعلت الدول العربية مع قرار عودة سوريا لأحضان الجامعة العربية وضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرج نحو حل أزمة سوريا وفق مبدأ الخطوة مقابل الخطوة.
و عودة سوريا إلى شغل المقعد هي بداية حركة وليست نهاية مطاف وأن مسار التسوية سيحتاج وقتا وأن القرار يدخل الجانب العربي لأول مرة منذ سنوات في تواصل مع الحكومة السورية للبحث في كافة عناصر المشكلة.
عودة سوريا إلى مقعدها بجامعة الدول العربية وذلك بعد سنوات من القطيعة العربية لدمشق،
أن القرار يصب في مصلحة كل الدول العربية، بينما انتقدته الولايات المتحدة.
كانت جامعة الدول العربية علقت عضوية سوريا بالجامعة في عام 2011 بعد قمع نظام الرئيس السوري بشار الأسد للاحتجاجات في سوريا وهو ما تطور لحرب أهلية، ودعت الجامعة آنذاك إلى سحب السفراء العرب من دمشق.
وتشهد عزلة سوريا عن محيطها العربي انفراجة منذ الزلزال المدمر الذي ضرب البلد في فبراير الماضي وما أعقبه من زيادة التواصل العربي مع دمشق ونظام الأسد.
إن تلك التوجهات والتفاعلات الإيجابية التي تجري حاليا في المنطقة العربية تصب في مصلحة كل الدول العربية وفي مصلحة تحقيق الاستقرار والأمن والازدهار .
التعليقات