من أقيم وأعظم ما تفعله بمن تحب أن تجعله يرى نفسه بعينيك.
عندما تلتقي من أحببت ردد في أذنيه أنك كنت ولازلت هنا وأنت تشير إلى قلبك.
إذا أردت أن تعيد إنسان للحياة ضع في طريقه شخص يحبه.
الحب هو السند الآمن، هو كل عبارة لا تحتاج لقولها، كل لفتة تخرج من إنسانيتك تعبر عن عمق روحك ونقاوة سريرتك.
عرفت نفوس لم تقل لي يومًا كلمة أحبك، لكن ظلت قلوبهم تفعلها حتى فارقوا دنيانا، فكان لهم الخلود في روحي وترقب اللقاء.
إن الحب يا صديقي هو طريقك المأمون، هو خط دفاعك الأوحد لصد النوائب، هو رسالتك على الأرض ونَسَكَ آخرتك، هو حسابك الجاري لعدة حيوات أخرى آمنة.
في كل الأماكن التي تزرع فيها الحب يبقى أثره في روحك وكيانك، لو لم يستقبله أحد ... فإنه يرقد في حناياك حتى يأتي محظوظ ما ليستقبله.
نحن لا نملك قَدَر اختيار المحبين … بل فقط ترف انتظار صدفة لقائهم.
ما نمتلك حقًا هو قدرة تلك المضغة الرقيقة على الثبات بجمال، على وهب المَلاحَة ونثر المحبة والفُرُوهَة في الطرق.
الوسادة الآمنة تجدها في المكان الذي مررت به وتركت فيه ريحك الطيب. عطر بهاءك يجعل المكان يليق بروحك وتستمر فيه ذكراك.
لكن تبقى بعض الظلال باهتة لأن قلوبها منفى لا يليق بالاستمرار!
لماذا تحب المروج؟ لماذا تنتعش روحك في ظلالها؟ لماذا كل منبت أخضر يستحق البقاء بجواره؟ ولما لا تؤنس وحدتك الصحاري الصفراء؟
الحب ببساطة هو مستنبت المحبة!!
حافظ على جودة النوايا، يلحق بك كل شيء جميل.
هناك أرواح لاجئة في بيوتها، فالصحبة إن لم تغلفها مودة وتنافسها محبة فهي المنفى وسوء العقاب.
يتخلى عنك الربيع عندما تغيم سماء قلبك، عندما تتقدم في العمر ولا تتقدم في الحب، عندما تعمل على ما تحتاج وليس ما يُفْتَقَرَ إليه.
الحب أن تطمئن، ألا يخالجك شك أن من أحببت سيظل في انتظارك، سيبديك على روحه، ستكون أول كلماته وآخرها، وأن تنكر على قلبك كل عطاءك فتظل تجود كما تتنفس.
الحب أن تحضر .. ألا تأفل، أن تضحى شرسًا في خوفك على من تحب، أن تحتاج عمرًا إضافي تكتنف من أحببت وتكون له كساء الشتاء.
الحب أن تعطي في المكان والزمان الذي لا يروق لك، أن تؤمن على دعوات قلبك بحياة خالية من الأنا، أن يُستَوطَن قلبك فيطرح من خلالك البركة.
الحب أن تعرف أن أيامك ليست أبدية وأنك في سباق شرس قبل أن تُحرم.
إذا عرفت أن هذا هو الحب، فلتعلم يا صديقي أن الانتماء هو أن تظل أنت وقلبك في ذات المكان الذي أحببت فيه.
الحب مكلف بحق، يحتاج سنوات من السند والسعد والرجاء.
أما السند فهو كل ما خلَّفَت عن طيب خاطر وأنت غير قادر ليستمر بنيانك آمن، وأما السعد فهو تلك الإشراقات التي أضفتها وأنت منطفيء، ثم يأتي الرجاء أن يستمر الصرح في السند والعِمَارَة براء من الفقد والتيه والخسران.
سيظل الحب أقيم إرثك!
الهبوط الاضطراري في قلب أحدهم هو أعظم ما يترتب على الحب.
اليتم الحقيقي هو أن تغادر الدنيا بقلب وَخِم خالٍ ونفس غليظة قاسية.
لن أخبرك كيف تحب فهو طريق تسلكه انت وقلبك، لكني سأخبرك ألا تتواجد في الأماكن التي ليس بها متسع خاص لك.
اختار أنس التواجد مع من يتحدث تلك اللغة الرفيعة الراقية، مع من يسمع تنهيدة القلب، من ينظر في عينيك فيعرفك، من إذا مِلت يعيدك إلى حيث تنتمي بهي أَنِيق.
الحب هو خمائل المودة تنبت من أهازيج الصبر ودوام البقاء.
كل الأرواح تنطفيء إلا أهل الحب .. هم أحياء ولو كانوا مقبورين.
كل الأشياء ترافقك لفترات قصيرة ثم تخبو … إلا الحب يبقيك حيّ للنهاية.
ذلك الركن الصغير في صدرك هو رزقك الباقي متنفسك في الضراء يخلفه كل آيات الحمد مِنَّة على نعمائه.
الحب هو العمل الشريف الذي يكتنفه الإتقان، وأن تقلص مراتع الجفاء وغربة الوصال وأن تليق بك المحبة … الحب هو فن إتقان الحضور.
ويبقى أجمل ما بالحب أن تظل منتظر، أن تبقى على العهد، ألا تعي جهدك بل تستصغر عطاياك، ثم تهب بلا اكتفاء.
على نياتكم ترزقون، وبقدر قلوبكم تُحبَرون، بسعة أرواحكم تشملون أمنًا سرمدي يفيض على أرواحكم مَسَرَّة وإِسْتِبْشار.
حتى في ذاك الركن القصي من عمرك يهاجر خلفك جيران المحبة يستوطنوا جوارك ويعمروا من حولك الدنيا لتليق بشمس دنياك التي تبعث فيهم الدفء والأمل والتؤدة.
من المؤكد أن الحب هو مصنع إنتاج الإنسان، يخلُف منتج خاص يشعر يحب ويتألم لكنه يبقى ما بقي الزمان.
أمواج المحبة التي خلفتها في القلوب تظل تبعث التواد تدفئ الأيادي وتعطر الأيام، حتى إذا انكسر وعاء القلب تجد آلاف الأيادي ترممه.
التعليقات