أين نجومنا، خاصة من نطلق عليهم (شباب)؟ رغم أن الجزء الأكبر منهم تخطوا سن الشباب، لم أعثر عليهم إلا قليلا في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، فهل يفعلونها في الختام، وهو أضعف الإيمان.
لماذا يغيب الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية تجاه ما يجرى في الوطن على كل المستويات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقطعا يأتى على رأسها ثقافيا.
مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عنوان مصر الأول، فهو الأكثر رسوخا وجماهيرية، منذ أن انطلقت أولى دوراته عام 1976، مهما تباين المستوى أو عانى بقدر ما من الأفول أو خفوت البريق، يظل تواجد نجومنا بمثابة إعلان الرأى بالتأييد في مواجهة مشعلى الحرائق الذين ازداد تواجدهم بكثرة في السنوات الأخيرة، وحاولوا، أكثر من مرة، وبأكثر من وسيلة، ضرب عنوان مصر الثقافى بافتعال معارك جانبية، يجب أن يشعر النجم بأنه لن يأتى المهرجان لكى يسرق الكاميرا من زملائه، لكن لكى يمنح مزيدا من الضوء لمهرجان بلاده.
اقرأ المزيد ..
النجم عادة له حسابات معقدة جدا وخارج عادة النص، وقبل أن يتخذ أي خطوة يحسبها عشرات المرات، ثم بعدها لا يقرر مباشرة، لكنه يعيد الحساب مجددا، ويظل يفكر ويفكر ويفكر، ويقرر الغياب، عادة يلبى الدعوة لثلاثة أسباب لا رابع لها، إما أنه مكرم بالمهرجان، أو سوف يسلم الجائزة لمن يكرم، أو لأنه عضو لجنة تحكيم، والسبب الثالث، ولأنه يعنى التزاما بمشاهدة أفلام وحضور مناقشات لجنة التحكيم، فإنه عادة عن ثالثًا، ويتبقى فقط أولا وثانيا، غير كده (ولا الهوا).
لن تجد النجوم يشاركون في الحضور بعيدا عن السببين المذكورين، علينا أن نُطل مثلا على نجوم فرنسا الذين يضيئون بوجودهم مهرجان (كان) كل عام، ورغم أن الجمهور الفرنسى مثل كل شعوب الدنيا يتهافت أكثر على نجوم (هوليوود)، إلا أنهم لم يتخلوا يوما عن الحضور، سواء لهم أفلام أو تكريم أو بلا تكريم أو أفلام، فهم يدركون أنه مهرجانهم، وحتى لا يختلط الأمر على أحد، فإن دعم المهرجان لا يعنى أبدا أن الفنان لو وجد سلبيات يغض الطرف عنها، بل واجبه، حرصا على مهرجان بلاده، ألا يتقاعس عن إعلانها، هذه نقرة وتلك نقرة.
أثناء رئاسة محمد حفظى للمهرجان كانوا يحرصون على التواجد، فهو ينتمى لنفس الجيل، وبينه وبينهم مشروعات متعددة ككاتب ومنتج، مع حسين فهمى لا يتوفر قطعا هذا الشرط، لكنها كانت وستظل ثقافة مفقودة عند نجومنا.
التواجد مقابل الصعود على خشبة المسرح، ولو لم يتحقق هذا الشرط فهم غالبا يضعون هذا التاريخ، أعنى الافتتاح والختام، خارج الأجندة.
حضور النجوم للأفلام بات نادر الحدوث هذا العام وأيضا الأعوام الماضية، لم ألمح سوى ليلى علوى وإلهام شاهين، أتذكر أن أكثر نجمين كنت أشاهدهما في الماضى في مهرجان (كان) يحضران الأفلام بانتظام هما محمود حميدة ولبلبة، كما أن حميدة كان أكثر نجم حتى مطلع الألفية يشارك بالحضور في أفلام مهرجان القاهرة وحضور المناقشات، ومع الزمن صار تواجده مقصورا فقط على حفلى الافتتاح والختام.
إنها رسالة يجب أن يستشعر النجم أهميتها، خاصة في تلك السنوات التي بات فيها كثيرون يوجهون سهامهم للفن، فيصبح تواجدهم على السجادة الحمراء هو خط الدفاع الأول، هل أرى نجومنا مساء غد في حفل الختام؟.
التعليقات