النقيب الجديد مصطفى كامل، عندما سألوه: هل يوافق أن يمارس أبناؤه المهنة؟، قال للمذيعة: (إلا الفن)، رغم أنه على مدى أكثر من 35 عاما يكتب ويلحن ويغنى، هل من الممكن أن يصبح واجهة لنقابة فنية، وهو لا يرى أن ممارسة مهنته مصدر فخر لأبنائه؟.
لدينا نظرة دونية للفن يؤكد عليها مع الأسف بين الحين والآخر أبناء (الكار)، أدرك أن مصطفى يعبر عن قطاع عالى الصوت فى المجتمع، لا يرضى عادة سوى بالإذعان المطلق لأفكاره المتحفظة والمتحفزة.
استبشرت خيرًا أن نقابة الموسيقيين ستتفرغ أخيرا لحل مشاكل أهل المهنة، بدلا من تلك الحروب (الخزعبلية) التى مارسها النقيب السابق، ووصل به الحال أن يطلب من مطربى المهرجانات أن يغيروا أسماءهم، وهكذا وجدنا (عناب) حتى يحصل على الكارنية، يسمى نفسه (عنبة)، وصرنا أضحوكة العالم بسبب تلك العشوائية.
مصطفى كامل، أتصور من خلال الكثير من تصريحاته السابقة، أنه حريص على دعم صندوق النقابة بحفلات يتبرع بها الأعضاء القادرون على جذب الجمهور فى الداخل والخارج، وأتمنى ألا يبدد وقته فى سفاسف الأمور، مثلما حاولوا توريطه فى الهجوم على أغنية حققت مؤخرا (التريند) (إنتش واجرى) التى غناها هيثم على طريقة الراب وأطلق على نفسه (ويجز الغلابة)، كلمات غير مفهومة، ترديد لإحدى أغانى مايكل جاكسون، وأى كلام ونجحت، لا توجد كلمة مفهومة مثلما لا توجد كلمة نابية، تراها مثلا رديئة؟، ممكن، الرداءة شىء ومخالفة الآداب شىء آخر.
(بنت الجيران) التى سيطرت على المشهد قبل عام ونصف العام، وبددت نقابة الموسيقيين طاقتها فى تلك المعركة الخائبة، بحجة مواجهة الرداءة، رغم أنه لا يوجد فيها خروج عن الآداب، يجب أن نتعود على أن تلك الأغانى جزء من السياق العام للحياة، مثلما سيطرت فى مرحلة ما أغنية (المعزة شيماء)، غناها من أطلق على نفسه يوسف سوستة، كانت هى (الاشتغالة) ثم اختفت، وظهر كالعادة صوت حنجورى يتباكى على الأخلاق متسائلا أين أغانينا التى تمجد إنجازات نجيب محفوظ ومجدى يعقوب وأحمد زويل؟.
هل تعلم أن الفنان من الممكن أن يقدم النوعين معا؟، هل يختلف أحد على ثقافة ووطنية الموسيقار الكبير على إسماعيل؟، بعد هزيمة 67 كتبت زوجته الشاعرة نبيلة قنديل ولحن هو لعايدة الشاعر (الطشت قالى/ يا حلوة ياللى/ قومى استحمى)، واعتبرها البعض معبرة عن الإسفاف فى أقصى درجاته، رغم أن (الطشت) لا يعد خروجا عن الآداب، فهى تدخل تحت إطار الأغنية الشعبية الخفيفة، هل تعلم مجددا أن على إسماعيل بعدها بعامين فقط وقبل نصر أكتوبر 73 لحن كلمات نبيلة قنديل رايات النصر (راجعين بإيدنا سلاح)، ولم يقل أحد كيف لمن لحن (الطشت) يسمح له بتلحين (رايات النصر) وبعدها (أم البطل).
هذه الأغانى الشعبية وأيا ما كان المسمى (راب) أو (مهرجانات)، وغيرها، يجب التعامل معها باعتبارها جزءا من الحياة، وفى حالة تجاوزها حدود الآداب يطبق عليها القانون ويدخل المطرب والكاتب والملحن السجن.
(الطشت) الوجه الشعبى لأغنية عبد الوهاب الوقورة التى كتبها أحمد رامى (الميه تروى العطشان/ وتطفى نار الحران/ يا جمالها والحوض مليان)، الطشت هو البديل عن الحوض (البانيو).
أتمنى من النقيب مصطفى كامل أن ينسى (إنتش واجرى) وأخواتها، لأنها ستموت مع الزمن، مثلما مات ما قبلها، وسيموت ما بعدها، ويبدأ فورا معركته الحقيقية، حل حاسم للمآسى التى يعيشها مئات من الموسيقيين بلا مورد رزق!!.
التعليقات