الفنانة السورية الحسناء نسرين طافش صارت تحمل لقب ثالث أجمل امرأة مسلمة فى العالم (الوصيفة الثانية)، بينما تربعت على القمة التركية هاندا أرتشيل، والتى سبق لها الحصول على لقب (ملكة جمال العالم)، أما الوصيفة الأولى فإنها الهندية زيرين خان.. أجرى هذه المسابقة موقع (FILLGAP NEWS).
أجمل امرأة فى العالم هى أيضا أجمل امرأة مسلمة، وهذا طبيعى ومنطقى.. ولو لم تحصل على اللقب بعد أن أضيف له البعد العقائدى لأصبح هناك خلل فى التقييم، إلا أن السؤال: ما دخل الدين؟ هل الأديان على اختلافها وتعددها تساهم فى زيادة أو تناقص عوامل الجمال؟، وهل الأكثر جمالا هى مثلا الأكثر إيمانًا؟.. الجانب الإيجابى فى تلك المسابقة أنها ترديد مباشر للمقولة الشهيرة ( الله جميل يحب الجمال)، بعد أن أصبح تعريف الجمال عند البعض يساوى الوجه الآخر للغواية.
فى أوروبا وأمريكا، يحلو لهم بين الحين والآخر إقامة مسابقات نوعية، من الممكن أن تتم هذه المقارنات ببساطة مثل: أجمل امرأة سوداء أو بيضاء أو فوق السبعين أو من الأقزام.. وغيرها، وتعلن نتائج ولا تثير أى ظلال أخرى.. ولكن فى عالمنا العربى هناك دائما ظلال سلبية، ولو قلنا أجمل امرأة أو فتاة مسلمة أو مسيحية، فلن تستقيم العبارة، الجمال فى تلك المسابقات سيوضع داخل إطار الطائفية البغيضة.
يظل التغنى بالجمال هو الهدف. أكثر مطرب فى عالمنا العربى غنى للجمال هو فريد الأطرش (جميل جمال / مالوش مثال/ صدق اللى قال/ زى الغزال)، و(يا جميل يا جميل يا جميل).. مرة واحدة انطلق فريد الأطرش من الغناء للمطلق إلى النسبى، وذلك عام 1970 عندما توجت وعن جدارة واستحقاق جورجينا رزق بلقب ملكة جمال الكون.غنّى فريد باسمها (جورجينا جورجينا /حبيناكى حبينا) كان يرددها بين أصدقائه، إلا أنه وأثناء تنفيذ آخر أفلامه (نغم فى حياتى) الذى عرض عام 1975- بعد رحيل فريد بعام - اتفق مع الشاعر اللبنانى توفيق بركات على تغيير فى الكلمات لتصبح (حِبينا حِبينا / حبيناكى حبينا)، وهى كما ترى مجرد كلمات لا تحمل أى عمق، وبسبب جمال اللحن، كُتب لها النجاح الطاغى.
فى أحداث الفيلم كان فريد يغنيها لميرفت أمين، بينما نظرات حسين فهمى فى (الكادر) تكاد تغتال فريد غيرة وحسدًا.
الجمال قطعًا لا يكفى، وحتى أمام الكاميرا هناك وجوه يصالحها الجمال وأخرى يخاصمها. جورجينا حاولوا معها كثيرا وأُسندت لها بطولة ثلاثة أفلام (جيتار الحب) و(باى باى يا حلوة) و(الملكة وأنا)، لم تحقق جورجينا نجاحًا يدفع المخرجين والمنتجين للمزيد، رغم أن المخرج عاطف سالم عندما سألته عن الموقف الذى ندم عليه.
أجابنى: عندما اعتذرت فى اللحظات الأخيرة عن إخراج فيلم (المذنبون) قصة نجيب محفوظ، وحاول كاتب السيناريو ومنتج الفيلم ممدوح الليثى إقناعه بالعدول عن القرار، لكنه تمسك بموقفه وأخرج الفيلم بدلا منه سعيد مرزوق، وأصبح واحدًا من أهم أفلام السينما المصرية.. أما سبب الاعتذار فلقد تلقى مكالمة من بيروت تدعوه للمجيء فورا لأنه سيخرج فيلم (الملكة وأنا) بطولة جورجينا رزق، فلم يستطع سوى الإذعان.
نعم.. للجمال سطوة، إلا أن أهم صفاته أنه عابر لكل الثقافات والأعراق واللغات والأديان!.
التعليقات