سجلت النمسا، اليوم الإثنين، أول حالة إصابة بمرض جدري القردة في النمسا تعود إلى رجل يبلغ من العمر 35 عاما .
وأفاد بيتر هاكر، المستشار الصحي لمدينة فيينا، أن حالة المريض مستقرة، لكنه يعاني من تغيرات في الجلد وبثور على الوجه وأعراض إنفلونزا وحمى خفيفة، وأوضح أنه تم عزل المريض في قسم الأمراض المعدية، منذ وصوله إلى المستشفى بسيارة الإسعاف، مساء أمس الأحد.
وبدورها قامت السلطات الطبية المعنية بتطهير شقة المريض، وترصد حالياً اتصالاته لتعقب الأفراد المخالطين خلال الفترة الماضية، ونفت وزارة الصحة وجود أي سبب يدعو للقلق، وأكدت استعداد النمسا بشكل جيد، فيما أكدت عالمة الفيروسات مونيكا فريتس، صعوبة انتقال المرض واستبعدت حدوث جائحة تشبه الأمراض الأخرى.
إصابات "جدري القردة" تقترب من 100 حالة عالميا
مع اقتراب عدد الحالات المسجلة بجدري القردة من حاجز الـ 100إصابة في الدول التي لا يستوطن فيها المرض بدأت العديد من المنظمات الصحية حول العالم حملات تقصي واسعة لرصد الحالات الأولى فيها تحسباً لعدم تحول المرض إلى وباء جديد بغض النظر عن مدى حدته.
وسجلت منظمة الصحة العالمية حتى 21 مايو 92 حالة مؤكدة مختبريا و28 مشتبها بها من 12 دولة لا يستوطن فيها المرض.
وحذرت المنظمة العالمية من أن يتسبب الخجل من الإبلاغ عن الإصابة بالمرض في تشويش جهود التقصي عن الوباء، معللة ذلك بربط الإصابة به ببعض الممارسات الأخلاقية والسلوكية، وقالت: الجميع معرض للإصابة بالمرض ولا يمكن اعتباره مرضا محدود الفئة.
وترى المنظمات الصحية العالمية أن الخشية من الإعلان عن الإصابة قد تتسبب في إفشال حملات التقصي في بداية الإصابة وهو ما قد يشكل خرقاً كبيراً في إحباط مواجهة المرض في بدايته.
وأعاد انتشار الفيروس التأكيد على الحاجة الملحة إلى تعزيز الوقاية من الأوبئة ودعم الاستجابة المبكرة بعد أن تسبب فيروس كوفيد19 في تعطيل متفاوت في العالم على مدى أكثر من سنتين.
وفي الإمارات أكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، على جاهزية قطاع الصحة في الدولة للتعامل مع مرض جدري القردة الذي انتشر في العديد من الدول حول العالم.
وقالت الوزارة إنها بادرت بدراسة وتقييم خطر الوباء محليا وفق حجم السفر الدولي، مؤكدة انها أصدرت تعميما للكوادر الطبية للعمل على اكتشاف الحالات وإبلاغ الجهات الصحية عنها.
وذكرت الوزارة أن "الفريق التقني الاستشاري لمكافحة الجائحات قام بإعداد دليل الترصد والاكتشاف المبكر وإدارة الحالات المصابة إكلينيكيا والاجراءات الاحترازية".
وأهابت الوزارة سكان الدولة بضرورة استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية و"عدم تداول الشائعات والمعلومات المغلوطة"، بالإضافة إلى اهمية متابعة المستجدات والإرشادات الصادرة عن الجهات الصحية المعنية.
من جهتها نوهت دائرة الصحة في أبوظبي على كافة المنشآت الصحية العاملة في الإمارة، بضرورة التقصي عن مرض جدري القردة، وضرورة الإبلاغ عن أي حالة مشتبه بها أو محتملة أو مؤكدة عبر نظام التبليغ الإلكتروني الخاص بالأمراض السارية.
بدورها أصدرت هيئة الصحة بدبي تعميماً إلى كافة المهنيين الصحيين والمنشآت الصحية العاملة ضمن نطاق اختصاص الهيئة لتعزيز التقصي الوبائي لمرض جدري القرود المستجد الذي انتشر في عدد من الدول.
وقالت منظمة الصحة العالمية في نهاية الأسبوع الماضي إنه مع تطور الوضع وتوسع المراقبة، من المتوقع أن يتم تحديد المزيد من حالات جدري القردة.
وأوضحت المنظمة أن جدري القردة مرض فيروسي نادر وحيواني المنشأ (يُنقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان) وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدّة.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، "تنجم العدوى بالمرض من الحالات الدالة عن مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه، أو لسوائل أجسامها، أو آفاتها الجلدية، أو سوائلها المخاطية".
وأجمعت التقارير الصحية العالمية على مجموعة من الأعراض لفيروس جدري القردة تتمثل في الحمى والصداع الشديد وآلام العضلات وآلام الظهر وتضخم الغدد الليمفاوية والطفح الجلدي، ويبدأ الطفح الجلدي عادة في غضون يوم إلى ثلاثة أيام من بداية الحمى، وتستمر الأعراض ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع وتختفي من تلقاء نفسها.
التعليقات