اشتهرت الفنانة الكبيرة أمينة رزق بلقب راهبة أو عذراء الفن؛ لأنها لم تتزوج رغم أنها اشتهرت بأدوار الأم؛ وكانت أفضل من جسد الأمومة؛ على الشاشة؛فهى من مواليد 15 إبريل 1910 بإحدى القرى المجاورة لمدينة طنطا، لأب وأم ميسورى الحال.
التحقت امينة رزق بمدرسة طنطا في السادسة من عمرها، وكانت تشاهد السيرك في احتفالات مولد السيد البدوي؛ وقدمت استكشات على المسرح، وبسبب ذلك تعلقت بالفن،
تحدثت الفنانة أمينة رزق بعض المواقف التى حدثت لها وهى فى سن الطفولة والصبا، وقالت إنها كانت تعيش فى طنطا مسقط رأسها عام 1920؛ عندما افتتحت إحدى السينمات هناك فكانت عيداً للكبير والصغير؛ وفى سن 6 سنوات اصطحبها خالها إلى السينما لأول مرة، فشعرت بفرح وسعادة كبيرة؛ وكأنها انتقلت إلى عالم أخر وهى تشاهد الفيلم .
ولكنها عندما عادت إلى المنزل وعرف والدها بأن ابنته ذهبت للسينما اشتغل غضبه؛ وأمسك بالكرباج وضربها به علقة ساخنة بلا رحمة ؛وهو يردد " معنديش بنات يروحوا سينما ويشوفوا المسخرة وقلة الأدب" ، ولم يشفع لها تدخل خالها؛ ومحاولته أن يؤكد لوالدها أنه هو الذى أخذها معه ، وتشاجر الأب معه ومع والدة أمينة وكاد الأمر يصل للطلاق.
وبعد وفاة أبيها عام 1918 سافرت هي وأمها إلى القاهرة؛ وعمرها ٨ سنوات التحقت بمدرسة ضياء الشرق، وعندما عاد سعد باشا زغلول من منفاه وخرج الشعب له لاستقباله، خرجت مدرسة أمينة رزق أيضا للاحتفال مع الجماهير، وحملت الطالبات زميلتهن أمينة على أكتافهن؛ وأخذت تهتف وتلقى خطبة رنانة فى حب سعد زغلول؛ وفى الوطنية والفداء وأعجب بها سعد زغلول ؛ومن يومها أصبحت معروفة بين زميلاتها فى المدرسة؛ بموهبتها فى الخطابة وبصوتها القوى.
وفي عام 1922 وقفت على المسرح؛ مع خالتها لأول مرة منشدين في كورس فرقة علي الكسار، وكان ذلك على مسرح روض الفرج ؛وبدأت تتردد مع خالتها أمينة محمد على كازينوهات ساحل روض الفرج؛ لمشاهدة العروض التمثيلية والفواصل الغنائية ؛التى كانت تقدمها فرقة يوسف عزالدين، ثم انتقلت إلى شارع عماد الدين.
وكانت أسرة أمينة رزق تعرف أسرة أحمد عسر؛ الذى كان يعمل مع يوسف وهبى فى مسرح رمسيس، وكانت أمينة تستمع إلى أحاديث عسر عن يوسف وهبى؛ ومسرحه فشعرت برغبة شديدة فى أن تقابل يوسف بك ؛وتعمل فى مسرحه.
فاصطحبها جارهم عسر هى وخالتها أمينة محمد إلى مسرح يوسف وهبى ؛ ولم تكن مقابلته بالأمر السهل ولكنه أحسن استقبال الأمينتان، وعملت معه أمينة رزق؛ لأول مرة فى مسرحية " الذهب" وكان عمرها لا يتجاوز 9 سنوات؛ وعلمت والدتها بالأمر فضربتها علقة ساخنة، وحرمت عليها الخروج.
وفي عام 1925؛ أسند لها يوسف وهبي أول دور رئيسي هو "ليلى" في مسرحية (الذبائح)؛ وفي عام 1930 ؛أسند لها أدوار البطولة بالتبادل مع الفنانة فردوس حسن، وبعد خروج فردوس حسن من الفرقة في الثلاثينات أصبحت أمينة رزق بطلة الفرقة بلا منازع.
وظهرت أمام يوسف وهبى في العديد من المسرحيات منها: "أولاد الفقراء، بنات اليوم (1931)، الطمع، عطيل م(1932)، فاجعة على المسرح، حب عظيم، رجل الساعة (1935)، الدنيا مسرح كبير، الدم الملوث (1937)" وغيرها؛وفي مايو 1944 بعد أن حل يوسف وهبى فرقة رمسيس ؛أنضمت الفنانة أمينة رزق إلى الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى.
وفى عام 1958 التحقت امينة رزق؛ بالمسرح القومى مع سائر أفراد فرقة رمسيس، وأمضت أكثر من ربع قرن كواحدة من بطلاتها المعدودات، حيث تألقت في عشرات العروض منها: "النسر الصغير، وشهرزاد وشهريار، وإيزيس، ومجنون ليلى ، وبداية ونهاية، وطعام لكل فم وغيرها.
في مجال السينما بزغ نجمها كممثلة قديرة؛ تهز مشاعر الجمهور، وقد ظهرت لأول مرة على الشاشة في فيلم "أولاد الذوات" (1933)، ثم توالى ظهورها في أفلام عديدة منها: "المجد الخالد، الدكتور، قلب امرأة، أولاد الفقراء، عاصفة على بيت، كليوباترا، البؤساء، أريد حلاً"؛وقدمت أعمالا في الإذاعة والمسرح بجانب أعمالها في مسلسلات التليفزيون التاريخية والاجتماعية.
ومن مسرحياتها قبل وفاتها (إنها حقا عائلة محترمة والسنيورة).
وتمثل رحلتها مع السينما عمر هذه السينما حتى وفاتها، ونجحت امينة باقتدار في أن تفصل بين أدائها المسرحي والسينمائي.
وتقديراً للمكانة الرفيعة التى أحتلتها الفنانة القديرة أمينه رزق في حياتها الفنية فقد تم تعينها عضواً بمجلس الشورى .
وفى عام 2003 توفيت الفنانة أمينة رزق عن عمر يناهز 93 عامًا.
التعليقات