ولدت الفنانة الكبيرة لبنى عبد العزيز يوم 24 مايو عام 1935م في القاهرة؛ وتلقت تعليمها في مدرسة “سانت ماري” للبنات؛ ثم تخرجت من الجامعة الأمريكية بالقاهرة؛ كما حصلت على درجة الماجستير في الفن المسرحي والسينوغرافي من الولايات المتحدة الأمريكية.
بدأت “لبنى عبد العزيز” مشوارها من خلال العمل في الإذاعة؛ وعمرها لا يتجاوز العاشرة، وذلك بعد أن رشحها صديق الأسرة مدير البرامج الأوروبية بالإذاعة “عبد الحميد يونس” للاشتراك في برنامج “ركن الأطفال”؛ الذي كان يذاع على موجات البرنامج الأوروبي.
نجحت “لبنى” وتوطدت علاقتها بالإذاعة؛ حتى أُسند لها تقديم البرنامج وهي لم تتعد الرابعة عشرة من العمر؛ وذلك لإجادتها التحدث باللغتين الفرنسية والانجليزية؛ إلى جانب العربية كما زادت مسئوليتها عن البرنامج بعد ذلك وتولت إعداده وتقديمه وإخراجه.
انضمت “لبنى” أثناء دراساتها بالجامعة الأمريكية إلي فريق التمثيل بالجامعة؛ وقدمت العديد من العروض المسرحية على مسرح الجامعة، مما لفتت إليها نظر النقاد المسرحيين؛ خاصة بعد فوزها بلقب فتاة الجامعة؛ وعلى الرغم من كثرة العروض التي انهالت عليها؛ إلا أن حصولها على منحة للدراسة في جامعة كاليفورنيا بأمريكا أبعدها بعض الشيء عن هوايتها في عالم التمثيل.
في عام 1957م كانت البداية الفنية الحقيقية للفنانة “لبنى عبد العزيز”، بعد أن التقت بالمنتج “رمسيس نجيب” والمخرج “صلاح أبو سيف” اللذين عرضا عليها العمل في السينما؛ لكنها رفضت كعادتها إلا أن الاتصال المفاجئ من العندليب “عبد الحليم حافظ” الذي طلبها لمشاركته في بطولة فيلم “الوسادة الخالية” كان عرضاً مغرياً بشكل لم تستطع رفضه، وبالفعل حقق الفيلم نجاحاً هائلاً.
أصرت “لبنى” بعد ذلك علي التحرر من شخصية الفتاة الرومانسية الحالمة؛ وهو ما زاد من تألقها في العديد من الأدوار السينمائية المتنوعة؛ والتي بلغت حوالي 18 فيلماً، من أبرزها “الوسادة الخالية” و”هذا هو الحب” و”أنا حرة” و”وا إسلاماه” و”لا تذكريني” و”غرام الأسياد” و”آه من حواء” و”عروس النيل” و”العنب المر” و”إضراب الشحاتين” و”المخربون” و”العيب” و”جدو حبيبي”.
ولكن لم تحقق “لبنى عبد العزيز” نفس الشهرة والنجاح في مجال الدراما التلفزيونية التي قدمت بها ؛عملين فقط هما “قوت القلوب” و”عمارة يعقوبيان” كما أنها لم تشارك إلا في عمل مسرحي واحد بعنوان “سكر هانم”.
نالت الفنانة “لبنى عبد العزيز” العديد من الجوائز والتكريمات خلال مشوارها الفني؛ حيث حصلت علي وسام الفنون عام 1965م وجائزة الإبداع الذهبية؛ من مهرجان الإذاعة والتلفيزيون عام 2006م، كما حصلت علي الميدالية التقديرية في الفنون في عهد الرئيس الراحل “عبد الناصر”.
بالإضافة إلى تكريمها في عده مهرجانات سينمائية؛ منها مهرجان سينما الأطفال عام 1999م ومهرجان القاهرة؛ السينمائي الدولي عام 2000م ومهرجان القاهرة السينمائي التاسع والعشرون ؛على مجمل أعمالها الفنية والمهرجان الكاثوليكي المصري للسينما في دورته الـ56 عن مجمل أفلامها السينمائية خلال الفترة (1957 – 1967).
أشارت الفنانة لبنى عبدالعزيز، إلى إنها تعتبر ثورة 30 يونيو أهم يوم في تاريخ مصر الحديث، وإن الثورة أجنت ثمارها بفضل القائد العظيم والرئيس عبدالفتاح السيسي وشعب مصر العظيم؛ وأخذت مصر خطواتها الأولى في المستقبل والنجاح والصعودز
كما قالت إن الكاتب الكبير الراحل إحسان عبد القدوس من الكتاب القلائل في مصر والوطن العربي من المحال تكراره مرة أخرى فهو في وجداننا وعقولنا دائما.
ووأضافت: بالنسبة لي كانت تجمعني به علاقة إنسانية وطيدة حيث قدمت أشهر أعماله "أنا حرة والوسادة الخالية هي والرجال وغيرها؛ من الأفلام التي تركت بصمة في تاريخ السينما المصرية؛ ولم يتكرر مثيلها، وأكدت أنه كان يصر إصرارا كبيرا على أن أقدم تلك الأفلام ولا يريد أي نجمة غيرى تقدمها.
يذكر أن الكاتب الكبير الراحل "إحسان عبد القدوس" قدم سلسلة من الأعمال الروائية في حقبة تاريخية مهمة في مصر؛ وأنار بإعماله عقول كثيرين وتحولت أغلب رواياته إلى أفلام سينمائية ؛وكان للمرأة المصرية والعربية نصيب الأسد منها.
التعليقات