الإعلامية الدكتورة هاجر سعد الدين الرئيس الأسبق لشبكة إذاعة القرآن الكريم؛ بدأت مسيرتها الإذاعية؛ في البرنامج العام فقدمت أول برنامج ديني؛ بعنوان (دنيا ودين) وكان عبارة عن آيات قرآنية ؛توضح الدلالة العلمية فيها باستضافة الأساتذة المختصين في كل المجالات؛ (الفلك والطب والهندسة والزراعة) عملا بالآية الكريمة (فاسأَلوا أَهل الذكرِ إِن كنتم لاَ تَعلَمون) سورة النحل؛ وسورة الأنبياء ؛وكان يذاع في شهر رمضان قبل صلاة الفجر؛ ولاقى نجاحا عظيما فاستمر طوال العام وتغير موعد إذاعته قبل الإفطار في رمضان.
وكذلك برنامج (رأي الدين) على إذاعة البرنامج العام؛ لمدة لفترة كبيرة بشكل يومي؛ وهو يهتم بالرد على أسئلة المستمعين الخاصة بأمور دينهم؛ والتي كانوا يتلقونها عبر البريد.
وقد أشرفت على البرامج الدينية بالبرنامج العام بالإذاعة في بداية حياتى؛ العملية على أحاديث الصباح الدينية في البرنامج العام؛ وكانت مدتها لا تتعدى الخمس دقائق.
وحينها استضافت كبار العلماء؛ في الفقه وعلوم الدين للإمام الباقوري والشيخ محمد البهي والشيخ الفحام والشيخ جاد الحق على جاد الحق والشيخ محمد طنطاوي و الدكتور محمد سلاّم مدكور.
ومنذ عملها فى الإذاعة التقت بعلماء أجلاء افاضل؛ فى برنامج أحاديث السهرة فى البرنامج العام أبرزهم؛ إبراهيم بيومى مدكور رئيس مجمع اللغة العربية السابق ورشدى صالح ومحمود حافظ الدكتور مجدى وهبة وفى أحاديث الصباح الدينية؛ الدكتور محمد البهى وزير الأوقاف الأسبق والدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق وعبد المنعم خلاف والدكتور عبد المنعم النمر وزير الأوقاف الأسبق وزكى نجيب محمود ويحيى حقى والشيخ عطية صقر وغيرهم.
ثم بعد ذلك أنتقلت إلى إذاعة القرآن الكريم؛ ثم شغلت منصب المدير العام لبرامج الأسرة والمجتمع الإسلامي بشبكة القرآن الكريم ؛ ثم نائب لرئيس شبكة القرآن الكريم ثم رئاسة شبكة القرآن الكريم؛ فى الفترة من عام 1998 وحتى 2006
وكانت حريصة علي تقديم الإسلام بصورة صحيحة ؛ومختلفة عن الصورة التقليدية في البرامج ؛ففي برنامج (فقه المرأة المسلمة) قدمت كل الفتاوي التي تهم المرأة وقدمت برامج بالإنجليزية عن الإسلام؛ وقدمت (دنيا ودين) في البرنامج العام عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم .
واستضفت علماء عظاماً؛ مثل د.فاروق الباز وقدمت برامج عن المدن الإسلامية وأمهات المؤمنين؛ وتقديم برامج إسلامية ودينية ؛تخاطب كل المستويات .
ونجحت في تقديم برنامج أعلام خفاقة في سماء الفقه ؛الذي تطرقت من خلاله لحياة كبار الفقهاء المصريين الذين لا نعلم عنهم أمثال الليث بن سعد
وقدمت أيضا برنامج قواعد فقهية ؛وتطبيقات عملية الذي تطرق لكيفية تطبيق تلك القواعد في حياتنا وكلها برامج؛ حققت نجاحات واسعة وارتبطت بشهر رمضان علي وجه الخصوص..
وحصلت على الماجستير فى رسالة بعنوان "فقه عمر بن الخطاب رضي الله عنه" ؛ثم حصلت على الدكتوراه فى رسالة: (في حقوق الزوجة المادية الناشئة عن عقد الزواج).
واشارت د.هاجر سعد الدين قائلة :فليس للإعلام؛ وحده الدور المؤثر والفعال في شخصية الإنسان؛ فللمسجد دوره وللمدرسة والبيت؛ والدعاة فكل هذه العناصر تتضافر معا؛ وتعمل على تكوين شخصية الشباب .
ولابد أن تكون هناك برامج إذاعية أو تليفزيونية باللغة الإنجليزية؛ مثل التي كنت أقدمها في إذاعة القرآن الكريم؛ مثل برنامج (نقطة الالتقاء) الذي كان يتحدث عن حقيقة الإسلام .
وأنا متيمة بالعمل في إذاعة القرآن الكريم؛ وفور التحاقى بإذاعة القرآن الكريم عملت على تكوين مكتبة خاصة؛ بالجهود الذاتية فلجأت إلى مجمع البحوث ثم للإذاعة؛ وحصلت على أمهات الكتب؛ حتى صارت لدينا مكتبة كبيرة تعتبر مرجعاً لكل العاملين .
ثم قمت بتأسيس قسم خاص بمراجعة مواد البرامج؛ التي تذاع كآيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية والقدسية الشريفة؛ وقد رفع هذا القسم مستوى المواد المقدمة؛ وجودتها وما زال هذا القسم موجوداً حتى الآن.
كما أتذكر أيضا أن نجاحاتى الإعلامية؛ كرئيس للشبكة ارتبطت بشهر رمضان؛ فقد قدمت الشبكة لأول مرة نقلاً خارجي للصلاة من بيت المقدس؛ والذي تواكب مع الاحتفال بمرور 41 قرناً علي دخول الإسلام إلي مصر.
كما قدمت نقلا خارجيا من المسجد الأموي بسوريا ؛ومسجد الزيتونة بتونس؛ ومحمد الخامس بالمغرب؛ وأيضا نقلت الصلاة من مساجد الأردن؛ والإمارات وجاكرتا ومسجد القفال في طشقند؛ إضافة إلي نقل صلاتي التراويح والتهجد من المسجد الحرام والمسجد النبوي؛ في العشر الأواخر من رمضان
وإذاعة القرآن الكريم قادرة علي المنافسة؛ رغم أن أمامها قنوات دينية عديدة؛ ولم أر أن أي قناة دينية رغم تميزها انتقصت من ريادة وبراعة ؛ومهنية إذاعة القرآن الكريم .
أقول لزملائي إن إذاعة القرآن الكريم؛ تلي جامعة الأزهر ؛في تقديم صورة الإسلام ؛والدقة في التناول الصحيح للدين.
الوالد له دور كبير جدا في حياتي؛ فكان أبي يرحمه الله؛ مثاليا في علاقته بي وإخوتي فكان يعدل بيننا ؛بنين وبنات؛ علمنا كيف نحب الله.
فقد كان يعقد معنا ؛ونحن صغار جلسات تأمل فمرة يأتينا بوردة؛ لنتحدث عن قدرة الله؛ فيها فيسألنا واحدا واحدا عما نرى فيها، وكان يفعل هذا معنا؛ عادة بعد صلاة الفجر وقراءة القرآن.
وكان يستخدم معنا مبدأ الثواب والعقاب. وكان هذا أسلوبا محفزا جدا إلى أبعد مدى؛ وهو ما تعلمته وعملت به مع أولادي والعاملين معي في إطار من الأسرة.
والوالد شجعنى على الدراسة في الأزهرالشريف ؛حيث كان يهدينى أمهات الكتب في الفقه الحنفي وتفسير القرآن للقرطبي؛ مما أدى على حفظى للقرآن الكريم في الإجازات الصيفية .
وأتذكر أجمل جائزة في حياتي؛ فقد عودنا أبي يرحمه الله أن يكافئ كل من ينجح؛ منا ويتخرج في الجامعة بجائزة عظيمة وهي أداء فريضة الحج ؛وقد حججت بعد نجاحي على نفقة والدي يرحمه الله تعالى.
عندما تقدم سيرة الصحابة أو الخلفاء الراشدين ؛في صورة دراما تصل إلي الملايين؛ في ظل عالم الفضائيات فهذا شيء جيد.
فالأعمال الفنية في حد ذاتها هامة جدا ؛في التحدث عن الصحابة والخلفاء والأنبياء! وهناك أعمال درامية؛ قدمت في هذا الصدد مثل مسلسل: لا إله إلا الله الوعد الحق؛ والكعبة المشرفة وعلي هامش السيرة ؛وعمرو بن عبدالعزيز ومحمد رسول الله وغيرها.
لكن لابد من الدقة المتناهية؛ في تقديم الصورة الدرامية للشخصيات البارزة في التاريخ الإسلامي .
وكان بابا شارو رحمه الله ؛يقول لنا قبل ظهور التليفزيون: المذيع الإذاعي؛ لابد ألا تظهر صورته في الصحف؛ لأن المستمع يتخيله بصورة معينة؛ فما بالك بالشخصيات المؤثرة في التاريخ الإسلامي.
ومن أغرب المواقف التي قابلتها جاء ذلك أثناء تقديمى لبرنامج «رأي الدين»؛ مع الشيخ عطية صقر رحمه الله حين أرسل مستمع من لبنان يسأل عن حكم الدين في جلوسى مع الشيخ صقر لتقديم البرنامج؛ على اعتبار أنه خلوة فردت عليه بأنه لا خلوة في الأمر؛ فمعنا في الأستوديو مهندس صوت ومخرج البرنامج.
ومن أشهر لقاءتى بالعلماء؛ لقائى بالشيخ محمد متولى الشعراوى وقت أن كان وزيرا للأوقاف مرة أو مرتين على الأكثر فى منزله بحى الحسين؛ للاتفاق على فكرة برنامج كانت ستقدمه فى الإذاعة يوميا فى رمضان؛ وكان من المفترض أن يكون الشعراوى ضيفا ثابتا؛ إلا أنه رفض للأسف فى آخر لحظة قبل رمضان بيوم واحد ؛وأعتقد أنه اعتذر لظروف عمله كوزير.
وأتذكر أنني كنت سجلت مع الدكتور عبد الحليم محمود؛ فى منزله بجسر السويس الساعة 6 صباحا ؛لأنه كان يفضل أن يؤدى صلاة الفجر! والتسجيل معه ثم يذهب لعمله.
التعليقات