انتشرت على (السوشيال ميديا) صورة لمحمد فؤاد (فؤش)، كما يطلق عليه جمهوره، كان يبدو وكأنه قرين عبدالباسط حمودة، أو استنساخ للراحل شعبان عبدالرحيم، وتساءل البعض عن قسوة الزمن، ورددوا مع وردة (وعملت إيه فينا السنين؟).
الصورة تم فعلًا التدخل فيها عن طريق (الفوتوشوب) وتغيرت تسريحة شعر فؤاد وصنعوا مزيجًا من أغانى عبدالباسط وأغنية (كامننا).
الغرض من تداول الصورة- وهذه هى قراءتى- توجيه تحذير ساخر وصاخب من جمهور فؤاد إلى فؤاد، لعله يدرك أنه يقف على حافة الخطر، وخطوة واحدة ستذوب بعدها الفروق الجسدية بينه وبين شعبولا وعبدالباسط، وهما بالمناسبة لم يكن يفرق معهما الترهل ولا الكرش ولا اللدغ، على العكس، الناس أحبتهما بسبب كل تلك المساحات الزائدة، بينما جمهور فؤاد المفروض أنها معه تفرق وتفرق وتفرق.
عندما طالعت الصورة قرأت الوجه الإيجابى، رسالة تريد التنبيه، بينما فؤاد وكعادته بدا يعتقد أن هناك حربًا مدبرة، وأن نشرها فى هذا التوقيت ليس بريئًا على الإطلاق، وعليه أن يسارع بطرح فيديو سريع ينفى فيه أى صلة قربى أو نسب بتلك الملامح.
الحقيقة التى لا يريد فؤاد منذ نحو ربع قرن مواجهتها، أن مكانته على الخريطة تراجعت كثيرًا، وأن كل محاولاته لاستعادة الأرض المفقودة تنتهى عادة بخسارته أراضى جديدة.
وصل فؤاد للذروة الجماهيرية سينمائيًا وأيضًا غنائيًا فى فيلم (إسماعيلية رايح جاى) الذى كتب قصته كتنويعة على حياة محمد فؤاد، عُرض الفيلم عام 1997، وأدى إلى صعود جيل من نجوم الكوميديا الجدد، يقودهم محمد هنيدى، اختلفت حظوظهم على الخريطة وانكسروا تباعًا مع الزمن، ولكن يبقى لغز الحكاية، لماذا تراجعت بعدها مباشرة أسهم فؤاد سينمائيًا وغنائيًا؟، قدم بعد (إسماعيلية) أكثر من فيلم واستعان فى أفلامه بكل من أحمد حلمى ورامز جلال وأحمد آدم فى محاولة لتكرار نجاح (إسماعيلية)، ولكى يثبت أنه صانع النجاح وليس هنيدى، إلا أنه فى كل مرة يتراجع أكثر، كل فيلم نلمح خطوات للخلف دُر، حاول أن يمسك بكل الخيوط وغنى أيضًا مهرجانات دون جدوى، فى مرحلة سابقة طرق باب برامج المقالب، فشرب هو المقلب.
أعلم قطعًا أن وزن محمد فؤاد ليس هو المشكلة الرئيسية وترهله الجسدى ليس هو السبب الأول فى تراجع أسهمه الجماهيرية، ولكن هذه التفاصيل وغيرها تشير إلى أنه لم يعد لديه شغف بالحفاظ على مكانته.
الزمن قطعًا يلعب دورًا سلبيًا فى حياة النجوم، إلا أن القدرة على التعامل مع قسوة الزمن تظل واحدة من الأسلحة التى ينبغى أن يمتلكها الفنان، وهو ما استوعبه رفيق رحلته عمرو دياب، ولهذا ظل محتفظًا بجاذبية النجم الذى تنتظر حفلاته الملايين، وبات الحديث عن شبابه الفنى الدائم ولياقته وهو فى الستين من عمره أحد أهم أسراره.
اخترق عمرو حاجز الزمن، أدرك أن الفنان حالة متكاملة، صوت وأيضًا صورة نابعة من الحبال الصوتية وصورة أخرى ذهنية ترسمها مواقفه واختياراته وأيضًا معاركه، فؤاد لديه هاجس المؤامرة، ودائمًا ما يستشعر أن هناك من يترصده، ولهذا لم يعد يُطل على المرآة ليعرف وجه الشبه فى ملامح الوجه والجسد بينه وعبدالباسط وشعبولا، و(إيييييييييه)!!.
التعليقات