صدر عن بيت الشعر في دائرة الثقافة بالشارقة العدد 25 من مجلة "القوافي" الشهرية؛ وجاءت افتتاحية المجلة تحت عنوان "ذاكرة القصيدة العربية وفضاءات التغريب والتجريب"، وفيها: تبقى القصيدة العربية، شاغلة الناس بلغتها وإيقاعاتها وحضورها في كل مفاصل الحياة، ولذلك يسعى كتّابها إلى التّعايش مع كل زمن بمستجداته وقضاياه، واختيار المفردات التي تتناسب مع كل حدث، فالتجريب في القصيدة العربية، ليس حكراً على حقبةٍ زمنية، وهو هاجس وجوديّ وفطريّ للإنسان، وكذلك الشاعر، فهو بطبيعته يميل إلى التأمّل والسباحة في عوالم التخييل، لاصطياد صور وأفكار جديدة؛ ففضاءات التأويل والابتكار واسعة، وسماوات التجريب مفتوحة، لكنها لا تنفصل عن ثوابتها التي هي حجر الأساس وواسطة العقد.
إطلالة العدد حملت عنوان التّغريب والتّجريب في الذّاكرة الشعرية ، وكتبته الدكتورة باسلة موسى زعيتر.
في باب "مسارات" تتبع الإعلامي حمدي الهادي موضوع المطبوعات الشّعرية.. صدى الذاكرة في الحاضر والماضي.
وتضمن العدد لقاء مع الشاعر السعودي محمد إبراهيم يعقوب وحاورته الشاعرة الإعلامية منى حسن.
واستطلعت الشاعرة الدكتورة حنين عمر الآراء حول الشعراء القدوة وكيف أثروا في أقرانهم عبر الزمن.
في باب "مدن القصيدة" كتب الشاعر إيهاب البشبيشي عن "الجيزة.. أمُّ المدائن والأهرام".
في باب "أجنحة" حاور الإعلامي أحمد اللاوندي الشاعرة المصرية هاجر عمر.
وتنوعت فقرات "أصداء المعاني" بين حدث وقصيدة، ومن دعابات الشعراء، وقالوا في، وكتبها الإعلامي فواز الشعار.
في باب مقال كتب الشاعر حسن المطروشي عن أحلام الشعراء والقصيدة الحلمية، زكتب الدكتور محمد زيدان عن السرد الشعري وبلاغة النص.
في باب "عصور" كتب الشاعر عقبة مزوزي عن الشاعر مالك بن الريب.
وفي باب "نقد" كتب الإعلامي محمد زين العابدين عن تأويلات الأشجار في الشعر وأبعادها الدلالية.
وفي باب "تأويلات" قرأ الشاعر حسن الراعي قصيدة "لآنسةٍ من خطاي" للشاعر السوداني أحمد اليمني، وقرأ الدكتور محمد صلاح زيد قصيدة "لحظة البدء" للشاعر الموريتاني المختار صلاحي.
في باب "استراحة الكتب" تناول الشاعر محمد العثمان ديوان "آدم الأخير" للشاعر عارف الساعدي.
وفي باب "الجانب الآخر" تناول الشاعر خالد بودريف موضوع "الشعراء والفروسية"، كما تناول الإعلامي محمد الجبوري موضوع "ألقاب الشعراء..
وزخر العدد بمجموعة مختارة من القصائد التي تطرقت إلى مواضيع شعرية شتى.
واختتم العدد بحديث الشعر لمدير التحرير الشاعر محمد البريكي بعنوان: "قصيدة بإيقاع غير ثابت" وجاء فيه:
دخلتُ من باب الشّعر، حيث كانت الأخيلة تتأرجح على الطرقات، وكانت النّصوص الشّعرية مثل سرب حمام في الأفق، والأشجار في ساعة المغيب، وعلى الجوانب أصوات قبّرات وبلابل، فكلُّ شيءٍ في هذا التوقيت يدعو إلى الموسيقى والغناء؛ فالشّعر ما هو إلّا موسيقى وغناء وطيور سائرة في الجبال والغابات، وأنا أستمتع بهذه القمة العالية التي جعلت من الشعر غذاء لأوراق الشّجر التي كانت تتمايل على وقع الهواء المتسرّب من الأعلى، فلا أعرف فنّاً أجمل من الشّعر، ولا جامعَ مثل الشّعر.
التعليقات