أثبتت أكثر الدراسات النفسية الاجتماعية، أن الطلاق العاطفي أو الصامت أو الخرس الزوجي، يؤثر بشكل سلبي على الأبناء بصورة أقوى من الطلاق الفعلي، لكون الزوجين يعيشان منفصلين، ولا يربطهما سوى حاجات الحياة الأسرية الاعتيادية غير المنتهية، دون مراعاة لمشاعر الأبناء من خلال البعد العاطفي.
والجفاف في لغة الجسد، وفي نظرات العيون وفلتات اللسان بين الزوجين وفي اختلاف التربية والتذبذب في الرأي، إلى جانب القلق الذي يسود الأسرة والهموم.
وسيعاني هؤلاء الأبناء من الاكتئاب بداية، ثم مشكلات المراهقة التي قد ينحرف فيها الأبناء في علاقاتهم الخاصة للبحث عن الهناء الذي فقدوه بين أبويهم والأستقرار العاطفي الذي سلب منهم.
كما يجب وضع الأبناء على قائمة اهتمامات الأب والأم، لأن الأبناء يلاحظون هذه العلاقة الفاترة، وتؤثر عليهم سلبا.
فليس أجمل من أن يجد الأبناء العلاقة جميلة بين الأب والأم والمشاعر الفياضة، والأحاديث التي لا تنقطع، فكلها عوامل تزيد ثقة الأطفال في أنفسهم وتطمئنهم في الحياة.
وعكس ذلك يأتي بنتائج سلبية على الأبناء، ومن الأسباب المؤدية إلى هذا النوع من الطلاق فارق العمر الكبير بين الزوجين، واختلاف المستوى الثقافي أو الاجتماعي بينهما.
وبعض حالات عدم الإنجاب، والعصبية والخلاقات المتكررة بين الزوجين، وتدني المستوى الاقتصادي للعائلة، وتدني مستوى الوعي للزوجين فلا يتمكنا من حل المشكلات، وعدم التوافق في الطباع والميول والطموح، وبرودة العلاقة العاطفية والمشاعر وتزايد المشاحنات بين الطرفين.
وزيادة الضغوط على الزوجين وهو ما يزيد من المشاعر السلبية، لكل منهما تجاه الآخر.
وفقدان كل من الزوجين الفرصة لبدء حياة جديدة، وتصدير صورة سلبية مشوهة للأبناء عن الزواج. وزيادة المشكلات وتطورها ربما لشجار متواصل أمام الأبناء.
فهذه مشكلة تعاني منها الكثير من الأسر المصرية،وفي العالم أجمع خاصة في عصرنا الحديث.
هناك الكثير من الأسباب التي تسبب مشاكل بين الطرفين، وأهم مشكلة والتي تعتبر مشكلة غير فعلية حقا هى مشكلة تكبير الأمور وتضخمها والأصعب إهمالها، وتعتبر تلك أهم مشكلة ممكن ان تحدث بين أي زوجين على اعتبار ان ذلك يجنب مشاكل أكثر أهمية مثل مشكلة الطلاق.
إن عدم تقبل كلمة الطلاق ومواجهته ينعكس على الأسرة ،فيحدث ما يسمى بالطلاق الصامت الفعلي، وجود علاقة فاترة و باردة بين الطرفين و كأنها حرب باردة فيما بينهما ولكن أمام الناس، والمجتمع هما زوجان يعيشان حياة زوجية طبيعية كاملة.
تتعدد الأسباب وعلى سبيل المثال: البخل عند أحد الطرفين او كلاهما سواء بخل عاطفي او مادي او حتى بخل في التعامل. الغرور او التكبر او التقليل من الطرف الآخر، أوالأهتمام بالآخرين مثل الأهل سواء بتعمد او بدون تعمد.
تراكم المشكلات الصغيرة وعدم حلها أولا باول ، تلك التراكمات في نهايتها تؤدي إلى الخرس و البرود الزوجي، بين الطرفين وهو ما يوصف بالحرب الباردة.
الخوف على الأولاد والخوف من المجتمع من أهم و أقوى الأسباب للوصول لتلك المرحلة بدلا من حدوث الطلاق، ولكن ليس هذا هو الحل الأمثل والأسلم.
لابد من الوضوح مع أنفسنا أولا ووضع حلول، وحدود لتلك المشاكل و ذلك عن طريق المصارحة و المواجهة ، وأعتراف الطرفين او أحدهما بوجود مشكلة ما لحلها و العودة للحياة الطبيعية السليمة ؛ لأن في أغلب الأحيان تكون مشاكل بسيطة، ومشاكل تعايش سهل حلها والتعامل معها.
ولتجنب ذلك من الأساس لابد على الطرفين من وضع قواعد، وأساسيات لحياتهم من طريقة التعامل والكلام والتعامل مع المحطين، تجنبا للضغوطات اليومية التي تحدث تراكمات فيما بعد.
ومن الضروري عدم إدخال الأسر والأهل في المشاكل الخاصة ، فيما بينهما لأنها تزيد من حدة هذة المشاكل ولا تقللها إطلاقا.
كما لابد أن نراعي التجديد في الحياة الزوجية ،وإن كانت تجديدات بسيطة سواء في طريقة الأكل او الكلام او طريقة المعاشرة.
لأن التجديد يعتبير اساس راسخ في مقاومة الطلاق الصامت، كذلك الحوار مهم للغاية لأن كلما تحاورنا و تفاهمنا باحترام وود ، ولابد من مواجهة الذات قبل مواجهة المجتمع . ومواجهة الذات براغبتنا في طريقة العيش والتعايش ،و كيفية إدارة حياتنا وتربية أولادنا.
الطلاق النفسي أو الطلاق الصامت من الأمراض المزمنة التي تلازم الإنسان طوال حياته مما يؤدي إلى تعبه نفسياً وجسدياً، وقد انتشر هذا النوع من الأمراض كثيرا في بلادنا العربية، ففيه يقرر كلا الزوجين أن يعيشا معاً وكل منهما بعيد عن الأخر فما يجمعهما فقط هو سقف المنزل، وهنا يقع الطلاق النفسي الذي أشبه ما يكون فيكون الأزواج تحت سقف واحد منذ سنوات طويلة، لكن المسافات بينهما بعيدة، تلاشت ملامح الشراكة في علاقتهما الزوجية وحل عنها جمود في العواطف والمشاعر، ليصبحا كموظفين في الحياة الزوجية تجمعهما لقاءات عابرة، والتزامات مادية للحفاظ على شكلهما الاجتماعي والأسري أمام الآخرين.
كما أن الزوجين إذا عاشا حالة من الخلافات المستمرة، وتراجعت لغة الحب وتحولت الحياة إلى روتين قاس، فلن يتبقى للطرفين سوى جدران خاوية تفصل بينهما فلا حوار ولا تواصل حقيقي وهنا تزداد المشكلات.
وهذا يؤثر بشكل سلبي على الأبناء بصورة أقوى من الطلاق الفعلي، لكون الزوجين يعيشان منفصلين، ولا يربطهما سوى حاجات الحياة الأسرية الاعتيادية غير المنتهية، دون مراعاة لمشاعر الأبناء.
وعلى الزوجين الاعتراف بهذه المشكلة، وأن تكون هناك مكاشفة ومصارحة بينهما. فعليهما أن يكونا أكثر صبراً ،وتحملا لعيوب بعضهما البعض لتستمر الحياة الزوجية.
التعليقات