نعم صدقت عندما قالت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤن الأسرة: «لكل أمة نصيبها من الحظ والخير ونحن محظوظون بسلطان الثقافة والحكمة والإنسانية».(حفظهما المولى عز وجل).
نعم نحن محظوظون بوالد وقائد؛ ولدت معه ووجدت فيه مكامن الخير ( سِمَة وصَّفة ومعنى ) ، وتأرخت له الأعمال، والأفعال والصنائع ، فعرفها القَاصِي والدَّانِي. نعم نحن محظوظون بقائد عاضد ، ساند ، شاهد على ميلاد أُمَّة ما كانت لتكون لولا بركة رب كريم حكيم عليم ، واجتماع صفوة قادة تعاونوا وتعاضدوا وتساندوا على وجود كيان دولةً تشهد لها الآن كل الأمم ، قادة حباهم الله من فضله اسمى معاني الرجولة والإنسانية والحكمة والصبر، فعملوا بها واجتهدوا حتى اغتنموا النصر واقتطفوا الظفر واكتسبوا الولاء وافتخروا بالاقتداء.
حاكم الشارقة
ونعم نحن محظوظون بقائد تكلم بكل صدق وأمانة ومحبة وهو معتصراً فؤاده برحيل أخيه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه) ؛ حتى أسْمَعَتْ كلماتـه مَـنْ قد يكون بـه صَمَـمُ، حيث قال: «أيتها الأم... أيها الأب.. أمسك القلم، واجعل أبناءك حولك، وسطّر... هذا ما كان يحبه زايد، وهذا ما كان لا يحبه زايد، ونجمع تلك الأوراق، ونضعها في الصدور، ونضعها في مقدمة الدستور، وبهذا الوفاء نكون قد أوفينا زايد حقه». فكان ذلك أسمى معاني الوطنية والوفاء ( تجسيدا وتبيانا ) لقيم التضامن الإماراتي الرفيع الجميع النجيع.
ونعم نحن محظوظون بقائد مثقف قدم ولا يزال الدعم والإسناد ( ماديا ومعنويا ) للحراك الثقافي والمعرفي والعلمي والآدبي وللفنون، في سبيل إبراز دور دولة الإمارات العربية المتحدة في التقريب بين الثقافات العربية والثقافات الأجنبية والتفاهم الحضاري بين الشعوب، ووصولا إلى التعريف بالدور الحضاري الذي تقدمه الدولة في تنمية المعرفة الإنسانية، ودعم الكُتّاب والأدباء والأكاديميين والفنانيين والباحثين والطلاب والمبدعين على استدامة تقديم أعمالهم الثقافية والعلمية والآدبية والفنية والتقنية وإحياء التراث.
ولذلك سعى ويسعى سموه دائما إلى مزج الحداثة بالأصالة، ففي الوقت الذي اقام فيه المنشآت الحديثة في مختلف مجالات الحياة كذلك أولى اهتماما كبيرا للمحافظة على التراث المعماري بترميم القلاع والحصون والبيوت الأثرية، كما عمل على إحياء الموروث العلمي والثقافي والأدبي من خلال الاهتمام بالمخطوطات ونشر أمهات الكتب التي ساهمت لتكون جوهر تفعيل الحراك الثقافي على امتداد العصور .
إن القيادة الفذّة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو مجلس للاتحاد حاكم إمارة الشارقة ؛ وجهوده المحمودة، وسيرتة العطرة تلهم المعاصرين والأجيال وتؤثر بهم إيجاباً واقتداءاً، فإنجازاته وتفانيه وإخلاصه وعطاءه وبُعد نظرة هي دروس ومضرب أمثال يحتذى بها، فتباركت على وجه الخصوص إمارة الشارقة بالنهضة والعمران والثقافة والعلوم والبنية التحتية والبنية الفوقية، فوضعت بصمتها المتميزة والمميزة في قلب حضارات الأمم، وبذلك استحقت أن تكون عاصمة الثقافة العربية 1998، عاصمة الثقافة الإسلامية 2014، والعاصمة العالمية للكتاب 2019.
ولذلك نعم صدقت "سمو الشيخة جواهر " بأننا نحن محظوظون بسلطان الثقافة والحكمة والإنسانية فهو بلا شك قائدا حكيم، كريم، ثاقب الرؤى وواثق الخطى، يمشى عادلاً، متواضعاً، آمناً ومؤمناً ومحققاً لشعبه وأهله المستلزمات والمتطلبات والاحتياجات والتطلعات والرفاهية، والبيئة المجتمعية الأمنة ؛ ففي عهده طالت أياديه البيضاء المشاريع الاقتصادية، والصناعية، والزراعية، والبحرية، والصحية، والتعليمية، والرقمية والرياضية ؛ جميع مناطق الشارقة فنتج عنها الازدهار والارتقاء بالمواطن والمواطنة من كافة الأعمار مجتمعياً وعلمياً وعملياً وفكرياً وأمنياً وأخلاقياً.
يقول: صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إِبّان تقليد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة «وسام أم الإمارات»؛ بمناسبة اختيار سموّه، الشخصية الداعمة لقضايا المجتمع من برنامج «سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك للتميز والذكاء المجتمعي» في دورته الخامسة «إن صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، نموذج استثنائي لقائد ملهم، جمع عبر عقود من الزمن بين قوة الفكر والعلم، والعمل والإيمان بأهمية التقدم والتطور، مع المحافظة على ما توارثناه من تقاليد وعادات وهوية راسخة، ظهرت جلياً في كثير من المبادرات والأفكار التي تبناها سموّه، وعمل على إنجاحها بما يخدم شعبه والإنسانية».
ومضات من أقوال سموه مد الله في عمره وحفظه:
• تأتي أهمية بناء الإنسان قبل بناء المرافق الثقافية المختلفة، حيث به تنهض الأمم والحضارات فهو من يثري المعرفة ويعمر الأرض
• التربية الصحيحة هي الحصن الحصين ضد الأفكار الهدامة والجماعات الضالة التي تهدم المجتمعات، وصلاح الأمم لا يكون إلا بصلاح الأسرة والرجوع إليها
• عقود تمر على اتحادنا وقد كان لنا ما أردنا، دولة عصرية قوية، شعب أبي يعيش بكرامة وإنجازات عظيمة تفخر بها البلاد
• من يتخلَ عن لغته فسيلفظه التاريخ ولو بعد حين
• إن إمارة الشارقة أولت بناء الإنسان والتنمية المستدامة أهمية خاصة ووضعتها على سلم اهتماماتها، ووضعت الخطط والرؤى التي تركز على الفرد خلال مرحلة حياته، لأنه الثروة الحقيقية والاستثمار الأمثل للمجتمعات
• أن العمل التطوعي يشكل قيمة إنسانية نبيلة، ويعد رافداً مهماً لتحقيق التنمية الشاملة للمجتمعات، ويعزز مكارم الأخلاق لدى الأفراد بمساهمتهم الفاعلة وعطائهم اللامحدود
• إذا ما أردنا مجتمعاً مثقفاً مفكراً، يجب أن نبدأ من القاعدة وعلينا أن نبدأ من الأطفال والناشئة ونربيهم التربية الصحيحة المرتبطة بثقافة خالية من الشوائب
• كان الإنسان هو محور اهتمامها وأساس تنميتها، فقد أدركت الإمارات مبكراً أن الاستثمار الأمثل هو استثمار العقول والقدرات البشرية، وقد أثبت أبنائها وبناتها أن رهان القادة المؤسسين رحمهم الله بهم كان في محله، فها هم اليوم يرفعون راية الدولة والعرب إلى الفضاء وينقشون اسم دولة الإمارات العربية المتحدة في تاريخ الفضاء كأول دولة عربية تصل إلى الكوكب الأحمر.
وإننا لنفخر بوصول مسبار الأمل لكوكب المريخ، كونه سيشكل منعطفاً تاريخياً هاماً في مسيرة العلوم والمعارف العالمية ويقدم خدمات جليلة للبشرية والعلماء والباحثين وطلبة العلم من مختلف أقطار العالم.
جدير بالذكر أن سموه (حفظه الله) ولد يوم الأحد في الثاني من يوليو عام 1939 بمدينة الشارقة، مقدما خلالها مسيرة ذهبية خالصة في حب الوطن والعطاء ...
من مؤلفاته :
سرد الذات - القواسم والعدوان البريطاني 1797 - 182 - رحلة بالغة الاهمية - حديث الذاكرة (ثلاثة أجزاء) - سيرة مدينة (جزئين) - صراع القوى والتجارة في الخليج - حكم قراقوش، مباحث في حكم التاريخ - رأس الأمير مقرن - بيبي فاطمة وأبناء الملك - مراسلات سلاطين زنجبار - إني أدين - عودة هولاكو - الإسكندر الأكبر - الِطّيبُ في التّشْبيب في قصائد الشيخ سلطان بن صقر القاسمي
الأوسمة والميداليات
• درع منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»
عرفاناً وتقديراً لدور سموه في دعم برامج اليونيسيف من خلال ما يقدمه للطفولة في الشارقة والعالم.. الشارقة، الإمارات العربية المتحدة 16 يناير 2020
• «وسام أم الإمارات»
تقديراً لجهود سموه في المجالات الإنسانية والمجتمعية والثقافية في دولة الإمارات والعديد من دول العالم. الإمارات العربية المتحدة
25 نوفمبر 2019
• ميدالية جامعة ياجيلونسكي الذهبية.
تقديراً لجهود سموه في دعم التبادل الثقافي والحضاري بين الأمم والشعوب. كراكوف، جمهورية بولندا 15 أكتوبر 2019
• درع جامعة الدول العربية، تقديراً لدعم سموه لكافة جهود إنشاء وتأسيس البرلمان العربي للطفل. الشارقة، الإمارات العربية المتحدة. 07 أبريل 2019
• القلادة الذهبية رفيعة المستوى للمنظمة العالمية للفن الشعبي، تقديراً لدور سموه في دعم الفنون الشعبية والتراثية، ولإنشائه عدداً من المراكز التراثية والثقافية في أقطار متنوعة حول العالم. الشارقة، الإمارات العربية المتحدة. 02 أبريل 2019
• درع الشخصية المتميزة لعام 2018. تقديرًا وعرفانا لما قدمه لجامعة القاهرة من دعم كبير، وباعتباره أحد أبرز خريجيها. القاهرة، مصر. 4 فبراير 2019
• درع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي - تقديراً لدعم سموه للتعليم العالي والبحث العلمي بجمهورية مصر العربية. القاهرة، مصر 6 نوفمبر 2017 م
• درع المعهد القومي للأورام - تقديراً لدعم وعطاء سموه وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، للمعهد والمؤسسات والمراكز البحثية المكافحة لأمراض السرطان في مصر والعالم. القاهرة، مصر 6 نوفمبر 2017 م
ختاماً نذكر بما قال وشكر: نشكر سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، والمناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، وكذلك سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، وما يتبعها من مؤسسات تعمل في مجال الإنسانية، ونترحّم على شهداء لبنان، وعزاؤنا للجميع، ونتمنى لجميع الجرحى والمصابين الصحة والسلامة ..
ونعم نحن محظوظون بسلطان الثقافة والحكمة والإنسانية ...
التعليقات