لم يمض يوم إلا وتفوه كبارنا وصغارنا بكلمة كورونا هذا الفيروس الذي بات حديث الناس صباحا ومساءً.
إنما الخوف والذعر من فيروس كوفيد 19 هما أسوأ من الفيروس نفسه بسبب الانتشار العالمي للكورونا وأدعوكم إلى التزام الهدوء والتحصن بالحكمة والابتعاد عن وسواس المرض.
وكل ما بإمكانكم أن تفعلوه في هذه الفترة الحرجة هو تطبيق واحترام تعليمات السلامة والخطوات الاحترازية لإقصاء نفسكم والآخرين عن مخاطر التقاط عدوى الكورونا التي تشبه طريقة التقاطها من إنسان لآخر وأهمية ارتداء الكمامة ومراعاة إجراءات الوقاية لم تعد خياراً أمام المواطنين بل هو أمر واجب يجب على الجميع الالتزام به حماية لأنفسهم وللمجتمع وحتى لا يضطر المخالفون إلى تلقي العقوبات في حالة مخالفة تلك الإجراءات كما في إقامة المناسبات والتجمعات التي من شأنها أن تؤدي إلى انتشار العدوى بشكل كبير.
هل أصبحنا بحاجة إلى عقوبة وغرامة حتى نرتدي الكمامة ونحمي أنفسنا من خطر عدوى وباء كورونا ونضطر إلى دفع الغرامات المالية؟ لماذا ننتظر قراراً بعقوبة تلزمنا أن نكون حريصين على صحتنا؟ الأمر أصبح واجبا ومسؤولية علينا جميعاً لحماية أنفسنا وأبنائنا وأهالينا كبار السن..
إلا أن البعض للأسف ما يزال يصر على عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية إما استهتاراً وانتشار الوباء يتطلب من الجميع تحمل المسؤولية والالتزام حتى لا يكون سبباً في نقل الوباء فالشخص السليم المعافى مطلوب منه أن يحافظ على نفسه وأن يحرص على عدم انتقال العدوى إليه وذلك بالالتزام بالإجراءات الوقائية وأن يدرك أن ذلك مسؤولية شرعية واجتماعية.
حيث يتوجب على الجميع الحرص على الالتزام بالإجراءات الوقائية وواجب الالتزام بالحجر الصحي وعدم التهاون في ذلك حتى لا يتسبب في نقل العدوى للآخرين وقد يكونون من أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو غيرهم وهذا يتنافى مع القيم والأخلاق والشريعة فهو تعمد للضرر بالآخرين واستهتار بصحتهم بل بأرواحهم أيضاً أن البعض ما يزال يعتقد أن من حقه أن لا يلتزم بالإجراءات الوقائية معتبراً ذلك حرية شخصية هو يتحمل مسؤولية نتائجها وهذا فهم خاطئ لأن حفظ النفس واجب شرعي وليس حق الشخص أن يفرط بنفسه ويرمي بها إلى التهلكة سواء أدى ذلك إلى المرض أو الموت لا قدر الله.
فالخير من الأشياء التي ترفع من قدر الإنسان ويجعل الحب والوئام يسود في المجتمع كما يصفي القلوب ويزيل البغضاء بين الناس ويساعد عمل الخير فى تنقيه النفس البِشريه وتنظيفها من كل الصفات السيئه التى تتسبب فى تفكك المجتمع وانهيار العلاقات الانسانيه السيئه كصفات البخل والانانيه كذلك تساعد بالمقابل فى نشر الصفات الايجابيه كحب الناس والعطاء والتفكير فى مصلحه الناس واحتياجاتهم.
وأعمال الخير كثيرة منها عيادة المريض والإحسان إلى الجار والصدقة على الفقراء والمساكين وإغاثة الملهوف وطلب العلم ونصرة المظلوم وتربية الأولاد التربية الصالحة وإنجاز الأعمال المطلوبة في كافة جوانب الحياة وكفالة اليتيم ورعايته والاهتمام بتعليمه وتأديبه وتقديم المال والعطف والحنان له وتعويضه عن حالة اليتم التي يعيشها وإماطة الأذى عن الطريق وإغاثة الملهوف وتقديم العون لعابري السبيل والذين تقطعت بهم السبل وتقديم النصيحة والكلمة الطيبة للآخرين.
فالانسان دائماً يشعر بمصاب أخيه ويسارع في مساعدته دون سؤال وهذا يساهم في خلق الأمن الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع فمن سعى في حاجة أخيه كان الله في عونه وساعده وفرج عنه وحب عمل الخير للآخرين من أهم العوامل التي تؤكد على ثبات واكتمال الإيمان في القلوب والتمتع بمكاسب عديدة من بينها الفوز بمحبة الآخرين ومودتهم واحترامهم.
فإن التعاضد والتعاون ليسا فقط في تقديم العون والمساعدة للآخرين بل في الالتزام أيضاً وقد يكون التزام الجميع في هذه الظروف أكثر أولوية ويشمل كل شخص مهما كان موقعه فهو عنصر مهم في المجتمع فمحافظة الشخص على نفسه هي خدمة للمجتمع أيضاً وتأكيد لصدق انتمائه والتزامه.
التعليقات