قضية التفكك الأسرى وعلاجه من أخطر القضايا التي تواجه المجتمع الإسلامي لأن الأسرة لبنة في بناء المجتمع .. ولا يكون البناء قويا إلا إذا كانت لبناته متماسكة.
أن الدين الإسلامي يدعو إلى ترابط الأسرة وهذا ما كنا نراه في الأسرة قديما حيث كانت مترابطة ومتعاونة . حتى أن الابن كان يخجل من أن يشرب سيجارة أمام أبيه.
بعكس ما يحدث الآن فإن الأبناء لا يلتزمون بالقيم والمبادئ التي كان عليها آباؤهم . مما أدى إلى كثير من الأحيان إلى حدوث التفكك الأسري.
كما أن الأزمة الاقتصادية التي نعيشها دفعت المرأة إلى الخروج لمجالات العمل المختلفة، والمرأة العاملة مثقلة بأعباء كثيرة فهي مسئولة في مقر عملها مسئولية كاملة وهى أيضا مسئولة أمام زوجها في المنزل مسئولية كاملة.
أن من أهم أسباب التفكك الأسرى ضعف الوازع الديني عند أفراد الأسرة سواء كان الزوج أو الزوجة أو الأولاد ..فإن ضعف الدين يجعل الزوج يفرط في حقوق زوجته وأولاده فلا يهتم بحقوقهم دينيا.
ومن أسباب التفكك الأسرى الموجود في بعض بيوتنا أساسه الأول نسيان الناس الحق الواجب عليهم تجاه الآخرين.
فقد ينسى الرجل حق زوجته عليه وما يجب لها تجاهه .. فتنشأ الخلافات الزوجية وتتأزم الأمور وتصل هذه الخلافات إلى حد الفرقة بين الزوجين.
كما أنه من أهم أسباب التفكك الأسرى ايضا أعطاء الأولاد الحرية الزائدة عن الحد بحجة التمدن والحضارة حيث يترك الآباء أبناءهم دون رقابة جدية فيتأثرون برفقاء السوء وهذا يؤدى إلى تفكك الأسرة ولهذا فإنه يجب وضع الرقابة على الأبناء خصوصا في سن المراهقة ... فكم رأينا من أزواج مستهترين بحقوق زوجاتهم .. فمنهم من يضربها أو لا ينفق عليها ويبذر نقوده فيما لا يفيد ومن هنا تكثر المنازعات والمشاحنات وتتفكك الأسرة أما بالطلاق وأما بتشريد الأولاد لأن والدهم وأمهم في مشاحنات مستمرة فلا يتفرغان لتربيتهم تربية دينية راقية.
وأن ضعف الدين لدى الزوجة يسوقها إلى أن تطلب من زوجها مطالب كثيرة فوق الطاقة، فيضطر إلى أن يمد يديه، فيختلس أو يسرق وتكون العاقبة وخيمة وتتفكك الأسرة.
أما إذا كان الزوج متدينا فإنه يحترم زوجته وينفق عليه من الحلال فتعيش الأسرة سعيدة وتكون لبنة صالحة في بناء المجتمع الصالح .وكم من الأسر تفككت روابطها وهي في أشهرها الأولى لعدم الوئام القلبي بين الزوج والزوجة.
أننا بحاجة إلى رفع روح التعاون والتكافل ومقومات التماسك لحماية الأسرة ورعايتها ومساندتها للحفاظ على تماسك المجتمع وصلابة بنيانه.
وإن الإسلام لكي يحافظ على الأسرة متماسكة مترابطة دعا إلى توثيق الروابط بين الزوجين وطالبهما بأن يعيشا في أطار من المودة والتراحم من خلال القواعد الحكيمة للحفاظ على الأسرة من الشقاق والشتات وأرسى المبادئ القويمة التي تدرأ عنها المشكلات... تلك المشكلات التي تنغص على الزوجين سعادتهما وتذهب بالمودة والسكينة بينهما.
كما منع الإسلام كل ما من شأنه أن يفرق بين أفرادها، أو يعيق الأسرة عن تحقيق أهدافها...
ويمكن أن يعالج التفكك الأسري في جو من الحب والتفاهم وتوافر الثقة بين الزوجين والمصارحة بين الزوج وزوجته وعدم أخذ الموضوع بحساسية شديدة ولا شك أن التفاهم بين الرجل والمرأة والحب المتبادل بينهما يؤدى إلي دوام العشرة واستمرار الحياة الزوجية وبالتالي تستقر الحياة داخل الأسرة بل وفى المجتمع كله.
التعليقات