روى الناقد الفني المصري مجدي الطيب، قصة من الذاكرة في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، عندم تم دعوته لحضور مهرجان الخيالة للأفلام، الذي نظمته الشركة العامة للخيالة، بالاشتراك مع رابطة الأدباء والكتاب وكلية الفنون والإعلام.
وأضاف "الطيب"، عبر صفحته الشخصية على "فيس بوك"، أن المهرجان كان تحت رعاية أمانة اللجنة الشعبية العامة للاعلام والثقافة والتعبئة الجماهيرية (وزارة الثقافة)، في الفترة من 28 إلى 31 ديسمبر 1994، في دور عرض: الوليد / الودان / الزهراء ومجمع الفتح الثقافي (القبة السماوية)، في العاصمة الليبية طرابلس.
وتابع، أن المهرجان شهد عرض فيلم "زيارة السيد الرئيس"، بطولة محمود عبد العزيز ونجاح الموجي، وإخراج منير راضي، الذي رآها فرصة لتسويق الفيلم في الجماهيرية، وبالتالي سافرنا أنا والفنان نجاح الموجي، والمخرج منير راضي، وعُرض الفيلم في سينما "الودان"، حسبما تسعفني الذاكرة، وقوبل بحفاوة جماهيرية كبيرة، لحظة اعتلاء نجاح ومنير خشبة المسرح.
وأكمل الناقد الفني المصري: "ومن ثم انتهت مهمتنا الأولى، لتبدأ المهمة الثانية، المتمثّلة في طلب مقابلة الأخ العقيد معمر القذافي، قائد الثورة الليبية، الذي كان بيده وحده قرار الموافقة على شراء الفيلم، للعرض في الجماهيرية، لكننا فوجئنا بأن طلب الموافقة يعني، بالتبعية، عدم استطاعتنا مغادرة ليبيا، أو التفكير في ذلك، إلى أن يأتي الرد بالموافقة أو الرفض".
وأردف قائلا: "وهكذا وجدنا أنفسنا مُطالبون بإلتزام حدود "الفندق الكبير" (الاسم الذي أطلق على فندق "جراند أوتيل"، في إطار حملة تعريب الأسماء الإنجليزية، التي تزعمها "القذافي" وقتها")، في ما يُشبه "الإقامة الجبرية"، خشية أن يطلب "الأخ العقيد" مقابلتنا ولا يجدنا، ما يتسبب في الأذى لمسئولي المراسم، وبالتالي كنا نمضي وقتنا في زيارة غرف بَعضُنَا البعض".
وأضاف مجدي الطيب: "لكن السهرة مكانها اليومي، في غرفة الفنان نجاح الموجي، الذي لم أر، في حياتي إنساناً بمثل "طيبته"، وتواضعه؛ فقد اكتشفت أنه طفل بريء، لدرجة أنه كان كاد يطير من الفرحة، عندما وجد الناس في ليبيا مازالت تعلق بذاكرتهم العبارة المأثورة التي كان يرددها في مسلسل "أهلاً بالسكان"، رغم مرور ما يقرب من ست سنوات على عرض المسلسل، وفِي كل مرة كنا ننزل فيها الشارع للتسوق، أو "الفُرجَة"، كان الليبيون يتسابقون إلى التقاط الصور الفوتوغرافية معه لدرجة أنه كان يعايرنا، أنا والمخرج منير راضي، بسخريته المُحببة، وخفة ظله المعهودة : "أهو انت مخرج وانت ناقد .. حد فكر يتصور معاكم ؟" .
وختم: "رحم الله نجاح الموجي، صاحب صاحبه، وصاحب "الإفيهات"، التي تُنعش القلب، لأنها صادرة من "الشعب"، كما كان يُطلق على نفسه في مسرحية "المتزوجون".
التعليقات