كان يحلم أن يكون طبيباً في مجال المخ والأعصاب، لكن وفاة جاره نتيجة الفشل الكلوي، دفعه أن يتنازل عن حلمه، ويدرس أمراض الكلى، ليكون أول طبيب مصري يحصل على دكتوراة من فرنسا في أمراض الكلى، وأخرى في أمراض ضغط الدم، ويعمل 9 سنوات في مستشفى بيتي – سالبيترير بفرنسا نفس المستشفى التي شهدت وفاة الأميرة ديانا، ورغم العروض التي حصل عليها للعمل في فرنسا لكنه قرر العودة إلى مصر ليستكمل رسالته في مستشفى المبرة بالمحلة الكبرى، ويُنشئ مركزاً طبياً ليرد الجميل لوطنه الذي نشأ وتعلم فيه.
البروفسيور ياسين الشحات المدير التنفيذي الطبي لمستشفى برجيل في أبوظبي وواحداً من الذين عايشوا عن قرب القفزة الكبيرة التي شهدتها دولة الإمارات في كافة المجالات لا سيما القطاع الطبي الذي برز بصورة واضحة واستقطب الكثير من العقول العالمية التي وجدت في الإمارات الأمل لحياة أفضل خالية من الصراعات ومكللة بالأمن والأمان.
الإمارات سحرت البروفيسور المصري الذي خطط للعيش فيها لمدة عامين فقط فوجد نفسه وقد أمضى فيها ثلاثين عاماً من السعادة، فلم يستطع أن يفارق أراضيها الطيبة لا سيما وأنه وجد فيها كل ما تصبو إليه نفسه من جودة في التعليم والخدمات، فضلاً عن السمعة الطيبة التي تسبقها في كل مكان.
الدكتور ياسين الشحات أكد في حواره مع "أعمال الشرق الأوسط" أن الإمارات تمتلك مستشفيات على مستوى عالمي من الجهوزية تستطيع أن تنافس أرقى المستشفيات في العالم، مشيراً إلى أن هناك تعاون كبير بين المستشفيات الحكومية والخاصة من أجل تنفيذ رؤية أبوظبي 2030 التي تستهدف جعل الإمارة قبلة السياحة العلاجية في المنطقة والعالم أجمع.
وشدد على أن مستشفى برجيل استقبل الشابة المصرية إيمان عبدالعاطي الملقبة بأسمن فتاة في العالم من منطلق أن الطب مهنة نبيلة شرفها الله، ورسالة إنسانية نبيلة يقدمها حاملها إلى من يحتاج إليها صديقاً كان أم عدواً.
رفض كل الاتهامات الموجهة إلى المستشفى والتي ترى أنه استقبل هذه الفتاة من أجل الدعاية، مشيراً إلى أن المستشفى رفض مداخلات من الصحافة العالمية حفاظاً على خصوصيات المريضة.
وأشار في حواره إلى أن عملية علاج أسمن امرأة في العالم تمر بثلاث مراحل متوازية بعد عملية التقييم الشامل من فريق عمل يضم أكثر من 20 متخصصاً في كافة فروع الطب، وقد شمل المحور الأول الخطة قصيرة الأمد وفيها تم علاج قرح الفراش والتهاب المجاري البولية واستعادة القدرة على البلع وتناول الطعام عن طريق الفم بدلاً من الأنابيب بالإضافة إلى التأهيل النفســـي وهي المرحلة التي انتهى منها المستشفى.
عن خطة علاج أسمن امرأة في العالم وغيرها الكثير من القضايا التي تهم القطاع الطبي كان لنا الحوار التالي:
حاوره في أبوظبي: محمد منير
- تقيم وتعمل في الإمارات منذ أكثر من 30 عاماً .. فما سبب اختيارك للإمارات تحديداً؟
الإمارات دولة تمكنت من تحقيق المعادلة الصعبة التي لم تسطع الكثير من الدول العربية الوصول إليها والمتمثلة في المزج بين العصرية والحفاظ على التقاليد، وذلك بفضل الاستراتيجيات المتميزة والتخطيط الجيد لكل الأمور، ناهيك عن السمعة الطيبة التي تتحلى بها الإمارات التي تعد أيقونة الدول العربية.
وحقيقة جاء اختياري العمل في الإمارات بعد دراسة الأوضاع في مختلف الدول العربية، فوجدت أن ما يناسبني وزوجتي الأمريكية وأبنائي هي فقط الإمارات التي تتوافر بها مراكز تعليم عالية الجودة، فضلاً عن الأمان الذي تفتقده الكثير من البلدان، ولا أخفيك سراً أننا خططنا للبقاء هنا لمدة عامين فقط، لكن من يعش على أرض الإمارات لا يستطيع مفارقتها أبداً.
- إذاً أنت شاهد على التطورات التي شهدتها الإمارات في الثلاثين عاماً الماضية..
بالطبع، أنا شاهد على التطور الرهيب الذي يوازي سرعة البرق والفضل في ذلك أنه مبني على خطط تستشرف المستقبل بصورة كبيرة، وأنا شاهد قريب جداً كذلك على التطور الذي شهده القطاع الصحي، حيث أذكر أن في أبوظبي كان يوجد فقط مستشفيان هما الجزيرة والمركزي وكانا عبارة عن "كرافانات"، وكنا طبيبان فقط في الإمارات في تخصص أمراض الكلى، ولك أن تتخيل ضغط العمل كيف كان، نظراً لإقبال مواطنين خليجيين وغير خليجيين على العلاج في الدولة لأن الإمارات لا تنظر إلى جنسية أو دين وتعالج الجميع.
وأتذكر أن القيادة أصدرت تعليماتها بعدم رجوع أي مريض إلا وقد حصل على العلاج، وكانت الأمور في هذا الوقت بدائية، لكنها بدأت تتطور عن طريق خطط مستقبلية تتضمن استقدام أحدث تكنولوجيات العالم وأحدث العلاجات واستقبال أطباء على مستوى عال ونشر أبحاث علمية خاصة بالإمارات والشرق الأوسط.
وبدأنا في هذا التوقيت في تنظيم العديد من المؤتمرات العالمية بحضور كبار أطباء العالم كل في مجاله، فنظمنا مؤتمر زراعة الأعضاء عام 1998 تحت عنوان "مؤتمر الخليج الأول لزراعة الأعضاء" والذي شارك فيه الدكتور مجدي يعقوب والدكتور محمد غنيم، وفي عام 2000 عقد المؤتمر العربي الثاني لضغط الدم المرتفع وشارك فيه كبار أطباء العالم في هذا المجال.
حقيقة شهد القطاع الطبي في الإمارات قفزة كبيرة بفضل التخطيط الجيد لتطوير الأداء الصحي في كل الدولة، وبدأنا في وضع خطط لهذا التطوير، وفي السنوات العشر الأولى من الألفية الثالثة ظهرت بعض المستشفيات الخاصة، فقد شجعت الدولة ذلك وخلقت روح التنافس بين المستشفيات الخاصة والحكومية، وفي عام 2009 تركت الحكومة واتجهت إلى القطاع الخاص، حيث عملت في مستشفى برجيل التي تجمع بين جودة العلاج والخدمة بفضل المستوى العالي من التكنولوجيا وخدمات الفندقة.
في هذه الفترة أخذت مستشفيات خاصة في الظهور، لمواكبة توجه الحكومة، وفقاً لخطة 2030 التي تستهدف جعل أبوظبي عاصمة السياحة العلاجية في الشرق الأوسط بل والعالم أجمع.
الأميرة ديانا
- ما كواليس العمل في فرنسا؟
بعد التخرج عملت نائباً عاماً في مستشفى المبره في المحلة الكبرى، وفي هذه الفترة رشحت لمنحة في فرنسا لمدة 18 شهراً، حيث حصلت على دكتوراه في أمراض الكلى وأخرى في أمراض الدم المرتفع، هذا بخلاف الدبلومات، وهذه التخصصات لم تكن متاحة في مصر آنذاك، فأنا أول طبيب يحصل على شهادة متخصصة، وعملت في المستشفى الفرنسي لتسع سنوات، وهي بالمناسبة المستشفى الذي توفيت فيه الأميرة ديانا، وعرض علي الاستمرار في المستشفى ومنحي الجنسية الفرنسية بعد الاطلاع على أبحاثي، لكنني فضلت العودة لمصر فعملت بها 6 سنوات، وانشأت مركزاً طبياً، والتحقت بمستشفى المحلة الكبرى، وفضلت السفر لإلحاق أولادي بمدارس أفضل، وكانت وجهتي هي أبوظبي.
هذه قصة قديمة، فقد كان لي جار أصيب بالفشل الكلوي، وحاول أهله علاجه بمركز الدكتور محمد غنيم، لكن توفاه الله وكان شاباً صغير السن، وبسبب ذلك غيرت رغبتي في تخصص المخ والأعصاب إلى أمراض الكلى وضغط الدم، وأنشأت مركزاً خاصاً في المحلة يعمل حتى الآن ويديره أخي.
- تمتلك خبرة أكثر من 9 سنوات في مستشفى بيتي – سالبيترير بفرنسا.. بالتأكيد أضافت لخبراتك العلمية والعملية، ما وجه الاستفادة من تلك التجربة؟
شهدت تلك المرحلة من حياتي المهنية مزج الخبرة بالتطبيق العلمي، فلا أستطيع الاعتماد على الخبرة وحدها أو الأبحاث العلمية فقط، فلابد من الدمج بينهما ليعود ذلك بالنفع على المرضى عن طريق أحدث التطبيقات العلمية، والخبرات التراكمية والاطلاع الدوري على كل الأبحاث العلمية بشكل يومي عن طريق الهاتف المحمول، فالعلم لا ينتهي.
- هل توجد مستشفيات في الشرق الأوسط تنافس مثيلاتها في أوروبا وأمريكا؟
بالطبع، ففي إمارة أبوظبي توجد مستشفيات في القطاع الحكومي مثل الشيخ خليفة وكليفلاند كلينيك، وتوام، تعمل على مستوى عالٍ جداً، وعلى مستوى القطاع الخاص مستشفى برجيل ينافس مثيلاته العالمية على أعلى مستوى، وسنوياً يزور المستشفى عدد كبير من الأطباء على مستوى العالم، وينبهرون بجودة وأداء وتكنولوجيا والمستويات العلاجية في "برجيل"، فكل الأجهزة الموجودة في العالم لدينا منها نسخة في المستشفى، كما أن العلاج بمجرد إقراره عالمياً يستورده برجيل في الحال.
عقدة "الخواجة"
- لماذا يلجأ العديد من مرضى الوطن العربي للعلاج في الخارج من أمراض تبدو بسيطة؟
هي أشياء تراكمية نتجت عن عقدة "الخواجة" بالإضافة إلى فقدان الثقة في النظم الطبية في بعض البلاد العربية، وتحديداً في مصر، كما أن التحول من العلاج الحكومي إلى الخاص كان بشكل عشوائي وبغرض تجاري لهذا تكثر المشكلات في هذا القطاع في مصر، على عكس التحول في دولة الإمارات فهو منظم ومدروس واتبعت فيه الحكومة أطراً قانونية لا يستطيع أحد تعديها، فلا يرخص مستشفى أو مركز إلا إذا كان مستوفياً كل الشروط الموضوعة من المشرع.
- هل تستدعي بعض الحالات فعلياً السفر للخارج لتلقي العلاج؟
نعم هناك حالات معينة تستدعي ذلك، وغالباً ما يحدث ذلك في علاج الأورام، لأن هناك علاجات معينة غير متوافرة في الدولة، ونحن نعمل على التغلب على هذه المشكلة عبر إقامة مدينة برجيل الطبية في مدينة محمد بن زايد، والتي ستفتتح بعد سنة، والتي ستجهز بأحدث العلاجات وأجهزة التشخيص بما في ذلك أمراض الأورام بكل أنواعها، لاستيعاب المرضى الذين يسافرون للعلاج بالخارج، الأمر الذي يخفف عنهم الضغوط النفسية والاجتماعية، مع الوضع في الاعتبار أن المرضى يعودون بالتشخيص والعلاج نفسه الذي حصلوا عليه داخل الدولة.
- يوجد أيضاً بعض أنواع التحليللات تجرى في الخارج.. فهل يرجع ذلك إلى نقص في الأجهزة؟
ليست أجهزة فقط ولكن إمكانات بشرية أيضاً، مع الوضع في الاعتبار كم التحاليل المطلوبة، فبعضها لا يُطلب إلا قليلاً، ومع ارتفاع سعر الأجهزة مقابل 5 تحاليل في السنة مثلاً يكون ذلك غير مجدٍ، وبالتالي نضطر إلى الاعتماد على التحاليل الخارجية.
النظام في العمل والجودة ونتائج علاج الحالات، كلها سمات مميزة لبرجيل عن أي مكان آخر، إلى جانب ميزة أخرى تتمثل في وجود أحدث التكنولوجيا التشخيصية سواء في المختبر أو الأشعة، ويتيح المستشفى إجراء أبحاث طبية، والاطلاع على أحدث المستجدات العلمية كل في مجاله، عن طريق السفر لحضور المؤتمرات العلمية والاشتراك في الدوريات العلمية، وكل هذا على نفقة برجيل، كما أن نظام التعليم الطبي مستمر على مدار السنة، عن طريق عقد 5 لقاءات شهرية، تتضمن محاضرات علمية على أحدث ما توصل إليه الطب في العالم، وتعطى المحاضرات للأطباء العاملين في المستشفى وخارجها، بالإضافة إلى عقد ندوات خاصة بالحالات المرضية الصعبة وكيف تم علاجها داخل برجيل، بالإضافة إلى ندوات حول حالات الوفيات لعرضها على الأطباء لبحث كيفية الاستفادة من الحالة في العلاج أو التشخيص والتعلم منها.
- من منظور مشاهدتك منذ البداية لتطور القطاع الطبي في الإمارات .. ما تقييمك لهذا القطاع؟
التطور الطبي في دولة الإمارات وتحديداً العاصمة أبوظبي ملحوظ جداً، وذلك نتيجة تراكم الخبرات والاطلاع العلمي المستمر، كما أن الحكومة توفر كل شيء من وسائل تشخيصية وعلاجية، وعلى المستوى نفسه تكون المستشفيات الخاصة، لأنها إن لم تكن كذلك أو أعلى فلن تستطيع المنافسة أو النجاح.
- هل يوجد تعاون مشترك بين مستشفى برجيل وأي من المراكز والمستشفيات العالمية؟
بالفعل أبرمنا اتفاقات مع جامعة كلومبيا في ولاية نيويورك، وجامعة فلوريدا، كما أن لدينا اتفاقاً مع أكبر مركز لعلاج الأورام في العالم ويدعى "إم دي أندرسون" بأمريكا، بالإضافة إلى مراكز بحثية في فرنسا، وبلجيكا، والهند، ليصب ذلك في مصلحة المرضى.
أمراض ضغط الدم والسكري
- لماذا ترتفع معدلات الإصابة بأمراض ضغط الدم والسكري في الإمارات، وما هي أسباب ذلك؟
كنت أنا صاحب أول بحث نشر في الإمارات عن ارتفاع ضغط الدم، وقدرت آنذاك نسبة الإصابة بأمراض ضغط الدم في الإمارات بنحو 26%، كما أنها احتلت المرتبة الثانية عالمياً من حيث عدد المصابين بمرض السكري، ويرجع ذلك إلى تغيير نمط الحياة من البدوي بنظامه الصحي البسيط، إلى نظام حياة الرفاهية بسياراتها وأجهزة التكييف ونمط الغذاء كل هذا أثر بالفعل ورفع عدد حالات المصابين بتلك الأمراض.
- هل لحملات التوعية وتقدم القطاع الطبي تأثير في انخفاض معدل الإصابة بأمراض ضغط الدم والسكري؟
بالطبع، تقلصت النسب في السنوات الآخيرة، إلى 24% لمرضى ضغط الدم بدلاً من 26%، و18% للسكري بعد أن كانت 24%، وحدث ذلك وفقاً لتخطيط وتوفير علاج لكل المرضى في كل المجالات.
- عملت في القطاعين العام والخاص في الإمارات.. ما أوجه الشبه والاختلاف بينهما؟
التحول من القطاع العام إلى نظيره الخاص سلس ومدروس ومنظم من قبل الدولة، فلم أجد أوجه اختلاف كبيرة بين القطاعين، وللنجاح في القطاع الخاص كان يتوجب عليّ خلق روح تنافسية لجذب أكبر عدد من المرضى، وذلك عن طريق خلق مستويات أعلى في العلاج والتشخيص، عامة هناك تعاون كبير بين القطاعين الطبي الخاص والعام.
أسمن فتاة في العالم
- بعد وصول إيمان عبد العاطي من رحلة علاج غير موفقة في الهند إلى أبوظبي .. إلى أي مدى اختلفت حالتها؟
القصة من البداية تعود لشهر فبراير الماضي عندما سمع رئيس مجلس الإدارة الدكتور شمشير فاياليل، عن حالة إيمان عبد العاطي من وسائل التواصل الاجتماعي، وأخذته الحمية وسافر إلى إيمان برفقة وفد طبي إلى محافظة الإسكندرية، وعرضوا نقل المريضة إلى مستشفى برجيل لعلاجها وفقاً لخطة علمية ممنهجة، وفي الوقت نفسه عرض وفد هندي أيضاً السفر على إيمان، لكنهم رفعوا سقف التوقعات أمام أهل إيمان كعودتها للسير مجدداً وغيره، مما دفعهم إلى الموافقة على العرض الأخير، وبدأ العلاج في الهند بعملية قص معدة وإزالة المرارة، وهذا شيء جيد إلى حد ما، ولكن حالة إيمان تدهورت بشكل غريب، حيث ظهرت تشنجات مستمرة تطورت إلى نوبات غيبوبة، هذا إلى جانب تسمم دموي ميكروبي غير معروف السبب، ولذلك لجأت أختها إلى وسائل التواصل الاجتماعي، مرسلة صرخة مدوية تستنجد بالعالم، وشاهدنا لقاءها على قناة العربية، وعرضنا القضية على الدكتور شمشير، فسافر بطائرة خاصة إلى الهند وزار المريضة، فوجد أن وضعها مزرٍ جداً، وبعد مناقشات، نقلنا إيمان إلى أبوظبي في مبادرة إنسانية وتحدي لتقديم خدمة تعيد الأمل في الحياة لهذه المريضة.
وتعاني إيمان قبل نقلها من الهند من الحمى وجفاف شديد واكتئاب، ولم تكن تستطيع التحدث أو الحركة بعد الإصابة بجلطة منذ عامين ونصف، فضلاً عن أنها تمكث في منزلها منذ 25 عاماً، بعد أن استنفذ ذويها كل طرق البحث عن العلاج داخل وخارج مصر ولم يصلوا إلى نتيجة، وتدهورت الحالة بعد الجلطة لذا لجأوا لوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي فلم يستجب أحد بخلاف مستشفى برجيل والوفد الهندي.
فريق طبي مكون من 20 طبيباً
عند وصول إيمان إلى أبوظبي كان في استقبالها فريق طبي مكون من 20 طبيباً في مختلف المجالات، وبعد إجراء الكشف عليها وضعنا خطة علاجية، حيث اكتشفنا إصابتها بقرح فراش من الدرجة الثالثة والرابعة ملوثة وتسكنها الديدان، وأيضاً اكتشفنا إصابتها بتسمم ميكروبي في الدم من نوع "إيكولاي" وهو نوع خطير قد يؤدي إلى الوفاة، ونتجت هذه الإصابة عن التهاب في الكلى والمجاري البولية وقسطرة بولية ملوثة، كل هذا بالإضافة إلى ارتجاع في الصمام الأورطي بالقلب ولم يذكر ذلك في أي تقارير طبية في مصر والهند.
واكتشفنا كذلك إصابتها بحالة اكتئاب شديدة وعدم القدرة على تحريك الأطراف، فوضعنا خطة علاجية المرحلة الأولى فيها تتلخص في علاج الحالات الحادة والأمراض التي تشكل خطورة على حياتها، مع الاستمرار في عملية إنقاص الوزن بطريقة علمية مع مراعاة عدم فقدان العناصر الغذائية، وتجنب المضاعفات، وقد فقدت حتى الآن 30 كيلوجراماً منذ دخولها مستشفى برجيل، مع تنفيذ علاج طبيعي مركز لاستعادة حركة الأعضاء، وفي الوقت نفسه نعمل على علاج القدرة على الكلام عن طريق متخصص في التخاطب، كما أن هناك طبيبة نفسية تزورها يومياً، وبعد أسبوعين فوجئ الفريق الطبي بظهور نتائج إيجابية وتحسن وتغير كامل في الحالة.
وقد تحسنت حالة المريضة بعد أن استقدمنا والدتها من مصر، وقد ساعد ذلك كثيراً في تقليص توقيت المرحلة الأولى من 3 أشهر إلى شهر فقط، وقد تحسنت قرح الفراش بنسبة 75% وأصبحت لا تعاني من أي التهابات، ومازلنا في طور العلاج الطبيعي والتخاطب والعلاج النفسي.
والآن تمكنت إيمان من نطق جمل مفيدة، وبدأنا بالفعل في المرحلة الثانية، والتي يركز فيها الفريق الطبي على إنقاص الوزن بشكل خاص، وتليها المرحلة الثالثة والتي ستشهد التركيز على ارتجاع الصمام الأورطي وعمليات التجميل وشفط الدهون، وبعدها سنستعين بخبرات عالمية لاستعادة جزء من قوة عضلات الساقين والركب.
- بالنسبة لاستعادة الركبتين.. هل تحتاج إيمان جلسات علاج طبيعي؟
لا بل ستحتاج إلى عمليات جراحية، عن طريق زراعة ركبتين جديدتين، ونأمل على المدى القريب في جلوسها على كرسي ٍكهربائي متحرك وعدها به رئيس مجلس الإدارة، لتستطيع الحركة مجدداً لترى الدنيا وتتعامل مع الناس، أما المرحلة الأخيرة فنأمل في أن ننجح في مساعدتها على المشي مجدداً، وسيكون ذلك عن طريق الاستعانة بخبراء في مجال العضلات، وقد خضعت لدراسة على العضلات والأعصاب والمخ وأظهرت النتائج وجود أمل يبشر بتحسنات أخرى.
- هل تستطيع إيمان تناول الطعام بشكل طبيعي؟
نعم بدأت إيمان فى البلع التدريجي للطعام وحسب خطه دقيقه، ووصلت الآن إلى تناول وجباتها كاملة وبنفسها، وكذلك كامل الأدوية الموصوفه لها عن طريق الفم، وتم إزالة أنبوبة المعده وذلك بعد إجراء اختبارات دقيقه للبلع، وكانت النتيجة إيجابية، وبدأنا بطريقة منتظمه إطعامها عبر الملاعق، وحدث تحسن كبير جداً أيضاً في حالة قرح الفراش والتي قاربت على الإلتئام التام، وهذا يتم تحت الإشراف الطبى لإستشارى جراحة التجميل، والذى بدأ فى وضع التصورات النهائيه لخطته فى إجراء الجراحات اللازمة لشفط الدهون والجراحت التجميليه والتى ستتم حسب خطه علميه دقيقه ومنظمة.
- متى تستطيع إيمان الجلوس على كرسي متحرك والتحدث بصورة طبيعية؟
هناك تحسن كبير فى الحركه، وبدأت إيمان فى تحريك القدمين والرجلين بصوره أكثر هارمونية، وتستخدم الذراعين بفعالية كبيرة، وهي الآن تجلس على كرسي صنع خصيصاً لها، وتجلس على السرير، لكننا نريد أن تجلس على الكرسي الكهربائي العادي.
- هل تكفلت المستشفى بكل شيء يخص إيمان حتى إقامة والدتها؟
نعم كل التكاليف وتشمل مصاريف تأشيرات الدخول إلى الإمارات وتذاكر الطيران والإقامة.
- ما هو رد فعل والدة إيمان عند لقائها للمرة الأولى في مستشفى برجيل؟
تفاجأت بالتحسن الكبير في حالة ابنتها وقالت نعاني منذ 3 سنوات، والآن هناك تطور ملحوظ في حالة إيمان.
- هل يواجه الفريق الطبي تحديات في علاج "أسمن امرأة في العالم"؟
لا يوجد شك في ذلك، ومن البداية حيث قرح الفراش الملتهبة التي تعيش بداخلها ديدان بعمق من 5 إلى 7 سم فضلاً عن حالات الاكتئاب والتسمم الدموي والتشنجات.
- ما هو عدد الفريق الطبي المعالج لإيمان بشكل خاص، والمستشفى بشكل عام؟
يعالج إيمان 20 طبيباً، ويوجد في المستشفى 264 طبيباً في كل التخصصات.
- بعض الصحف تقول إن المستشفى تعالج الحالة من أجل الترويج لنفسها.. ما تعليقك؟
لو كان الأمر كذلك لكنا أرسلنا للصحفيين صوراً للمريضة في بداية الأمر، ولكننا كنا حريصين على خصوصية المريضة، ونحذر دائماً من التطرق إلى خصوصيات المرضى، وذلك حتى نستطيع الوصول إلى نتائج ملموسة لإظهارها للعالم، وهذا ما حدث في أخر بيان للمستشفى، الذي تضمن تحسن الحالة بعد قدرتها على التحدث وتحريك يديها وفتح وإغلاق زجاجة مياه، وإطعام نفسها، وإذا كان هدف برجيل الترويج للمستشفى، لفعلنا مثل المستشفى الهندية، ووضعنا كاميرا في غرفتها بموافقة أهلها، ونشرناها على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا لا يحدث داخل برجيل، فنحن نعد ضمن أفضل وأهم المستشفيات الخاصة في أبوظبي والإمارات والشرق الأوسط.
- هل لعلاج إيمان علاقة بمبادرة عام الخير التي تطلقها الإمارات؟
بالتأكيد علاج إيمان من منطلق إنساني بحت، ولولا الضغوط الإعلامية علينا ما كنا في حاجة إلى إصدار بيانات عن الحالة، لأنها أصبحت حالة رأي عام، فهدفنا هو العلاج لتكون قادرة على ممارسة حياتها اليومية بشكل طبيعي.
التعليقات