يشهد العالم انقساما حول فاعلية الهيدروكسي كلوروكين (البلاكونيل)، في علاج المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وصدرت دراسة نشرتها مجلة "ذي لانسيت" الطبية الجدل حول العقار عندما اعتبرت هذا العقار غير مفيد لمرضي كوفيد-19، لا بل قد يكون ضارّا لهم، وأنها تزيد من خطر الوفاة ومن عدم انتظام ضربات القلب.
ودفعت الدراسة العديد من الدول وفي طليعتها فرنسا إلى وقف استخدام العقار، حيث كان الطبيب والباحث الفرنسي ديدييه راوول من كبار المروجين لاستخدام الهيدروكسي كلوروكين.
وألغت فرنسا في 27 مايو الإعفاء الذي كان يسمح منذ نهاية مارس للمستشفيات بوصف الدواء لمرضى كوفيد-19 الذين تعتبر حالتهم خطيرة.
كما علقت دول أخرى وصف الهيدروكسي كلوروكين للمصابين بكورونا المستجد، ومنها إيطاليا ومصر وتونس وكولومبيا وتشيلي والسلفادور والرأس الأخضر وألبانيا والبوسنة والهرسك، غير أن تناول العقار ما زال ممكنا في إيطاليا ضمن تجارب سريرية.
أما ألبانيا، فأوقفت استخدام العقار "للمرضى الجدد" لكنها توصل وصفه "للذين سبق أن باشروا تناوله"، وفق ما أوضح متحدث باسم الحكومة.
كذلك تعتبر الحكومة الألمانية أن "الدراسات الحالية لا تسمح في الوقت الحاضر بمعالجة مرضى مصابين بكوفيد-19 بالكلوروكين أو الهيدروكسي كلوروكين بشكل اعتيادي، خارج التجارب السريرية".
في المقابل، ثمة دول عديدة تشيد بفاعلية الهيدروكسي كلوروكين ولا تعتزم وقف استخدامها، مثل البرازيل والجزائر والمغرب وتركيا والأردن وتايلاند ورومانيا والبرتغال وكينيا والسنغال وتشاد وكونغو برازافيل.
وتواصل الهند وفنزويلا استخدام الهيدروكسي كلوروكين من باب الوقاية، وتؤكد السلطات الصحية الهندية أنها لم تلاحظ "أي مفاعيل جانبية كبرى".
وفي الولايات المتحدة، لا يمكن مبدئيا وصف العقار لمرضى كوفيد-19 إلا في المستشفى، لكن وكالة الغذاء والدواء الأميركية حذرت منذ أبريل من مخاطر عدم انتظام دقات القلب.
كان الرئيس دونالد ترامب الذي يعتبر من أشد المدافعين عن الدواء، قد أكد أنه يتناول الهيدروكسي كلوروكين يوميا من باب الوقاية، قبل أن يعلن بعيد صدور الدراسة أنه توقف عن تناولها، غير أن البيت الابيض عاد وأعلن الأحد إرسال مليوني جرعة هيدروكسي كلوروكين إلى البرازيل لمساعدتها على مكافحة الوباء.
حملت الدراسة على تعليق العديد من التجارب السريرية، بدءا ببرنامجي "سوليداريتي" التابع لمنظمة الصحة لعالمية و"ديسكوفري" الأوروبي الذي ينسقه المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحث الطبي (إنسيرم) الأدوية، اللذين أوقفا ضم مرضى جدد إلى تجاربهما على الهيدروكسي كلوروكين.
كما علقت تجربة "كوبكوف" الدولية التي كانت توزع جرعات من الهيدروكسي كلوروكين على عناصر الطواقم الطبية الذين يحتكون بمصابين بفيروس كورونا المستجد، وتجربتان تجريهما العيادة الطبية الجامعية في توبينغن (ألمانيا) وخمس تجارب في الدنمارك. كما أبدت مالي استعدادها لتعليق تجاربها السريرية.
هيدروكسي كلوروكين، والذي يباع تحت اسم العلامة التجارية Plaquenil وأسماء أخرى، هو دواء يستخدم للوقاية والعلاج من أنواع معينة من الملاريا.
يتم استخدامه على وجه التحديد للملاريا الحساسة للكلوروكين، وتشمل الاستخدامات الأخرى علاج التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة الحمامية والبرفيرية الجلدية الآجلة، ويؤخذ عن طريق الفم.
التعليقات