يعرف غذاء ملكات النحل، أو ما يعرف بالعسل الملكي، أو الهلام الملكي؛ بأنه سائل هلامي القوام، أبيض اللون، وقد جاءت تسميته من الغاية التي صنع لأجلها؛ إذ تنتجه النَحل العاملات في الخلية عن طريق غددها البلعومية لتغذية ملكة النحل، ويرقاتها فقط، الأمر الذي يؤدي إلى تميزها عن باقي أفراد الخلية؛ حيث إنه يسبب تغيرات هرمونية، وبيو كيميائية في جسمها، مما يؤدي إلى تطور الأعضاء التناسلية لديها بطريقة تمنحها خصوبة عالية لتتمكن من وضع آلاف البيض يوميًا، والذي ينتج عنه جميع أفراد الخلية>
كما يتألَف هذا الغذاء بشكل رئيسي من الماء؛ إذ إنَه يشكل ما نسبته 60% إلى 70% منه، بالإضافة إلى محتواه من العناصر الغذائية الأخرى، كالبروتينات، والفيتامينات، والأملاح، والدهون، والأحماض الأمينية، وغير ذلك من المغذيات التي تعزز قيمته الغذائية، وعلاوةً على ذلك فإنَه يمكن أن يتمتَع بخصائص علاجية مهمة؛ إذ إنه مضاد للتأكسد، والبكتيريا، والالتهابات، الأمر الذي جعل الناس يتجهون نحو استخدامه لعلاج العديد من الحالات المرضية، وذلك إما بتناوله عبر الفم، أو بتطبيقه بشكلي موضعي على الجسم
أضرار غذاء ملكات النحل
يعتبر تناول غذاء ملكات النَحل عبر الفم آمنًا على صحة معظم الناس، كما تجدر الإشارة إلى أن بعض المنتجات التي تحتوي على هذا الغذاء ثبتت سلامة استهلاكها مدة تصل إلى شهرين، وبعضها الآخر إلى ثلاثة أشهر، وعلى الرغم من ذلك فإن هذا الغذاء قد يتسبب ببعض ردود فعل تحسسية خطيرة قد تصل إلى الموت، ومنها: تورم الحلق، والربو، بالإضافة إلى بعض الحالات النادرة التي يحدث فيها آلام المعدة، ونزيف القولون، إضافة إلى الإسهال الذي يُصاحبه النزيف.
ومن ناحيةٍ أخرى فإن تطبيق غذاء الملكات بشكل موضعي على الجلد يعد آمنًا أيضًا، إلا أن تطبيقه على فروة الرأس قد يؤدي إلى الإصابة بالطفح الجلدي التحسسي، والالتهابات، ومن الجدير بالذكر أن هنالك عدة أضرارٍ أخرى يمكن لهذا النوع من منتجات النحل أن يتسبب بها، وفيما يأتي أبرزها:
التهاب الجلد: إذ إنه يمكن لاستخدام غذاء الملكات أن يزيد من التهاب الجلد سوءًا.
الربو أو الحساسية: حيث إن غذاء ملكات النحل يمكن أن يسبب للأشخاص المصابين بالربو أو الحساسية اتجاه منتجات النحل ردود فعل تحسسية خطيرة قد تصل إلى الموت، لذلك ينصح بتجنبه في هذه الحالات.
ضغط الدم المنخفض: فقد تبين أن غذاء ملكات النحل يمكن أن يقلل من ضغط الدم، لذلك ينبغي للأشخاص المصابين بانخفاض ضغط الدم عدم استهلاكه.
التفاعلات الدوائية: إذ يمكن لغذاء الملكات أن يتداخل مع بعض أنواع الأدوية، ومنها: دواء الوارفارين، كما يمكن أن يكون له تأثير في مستويات هرمون الديهيدرو إيبي أندروستيرون، وغيره من الهرمونات.
فوائد غذاء ملكات النحل
على الرغم من الحالات التي شهدت أضرارًا صحيةً نتيجة استخدام غذاء ملكات النحل، إلا أن ذلك لا يتعارض مع الفوائد التي يقدمها لتعزيز صحة الجسم، وفيما يأتي أهمها:
تعزيز صحة القلب: وذلك عبر الحد من مستويات الكوليسترول، وضغط الدم؛ إذ إن ارتفاعهما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، كما أكدت العديد من الدراسات هذه النتائج، فعلى سبيل المثال؛ أظهرت أبحاث أنابيب الاختبار أن استهلاك العسل الملكي يساعد على استرخاء العضلات الملساء في الشرايين والأوردة، مما يقلل من ضغط الدم، كما
تعزيز عملية التئام الجروح: وذلك لامتلاكه خصائص مضادة للبكتيريا والالتهابات، ومعقمة للجروح، مما يقي من التعرض للعدوى
الحد من القلق: الذي ينتج عن خللٍ في توازن الناقلات العصبية، الأمر الذي يسبب نوبات شديدة يمكن أن ينتج عنها تأثيرات خطيرة، مثل: التعرق، والأرق، وزيادة ضربات القلب، واضطراب المعدة، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، وقد وجد أن الهلام الملكي يحتوي على عناصر غذائيّة تحد من القلق، وتعزز الشعور بالاسترخاء، وتنظم تكوين الهرمونات، مثل: فيتامين ب3، وفيتامين ب12، وحمض الفوليك، بالإضافة إلى فيتامين ب5.
أو ما يعرف بحمض بانتوثينيك، وكذلك يطلق عليه اسم فيتامين الإجهاد؛ وذلك لأنه يساهم في تكوين مرافق الإنزيم-أ، الذي يُعتبر عاملًا أساسيًا في إنتاج النواقل العصبية، وتخفيف الإجهاد، والقلق، علاوةً على ذلك، فإن فيتامين ب5 ضروري لإنتاج هرمون الميلاتونين الذي يفيد في تقليل الأرق، ويساعد على الشعور بالاسترخاء.
التعليقات