هرمون الحليب أو ما يسمى بالبرولاكتين (prolactin) هو هرمون أخذ اسمه في الأصل بسبب وظيفته لتعزيز إنتاج الحليب اللازم لعملية الرضاعة (lactation) في الثديات، ومنذ ذلك الحين تبين أن لديه أكثر من 300 وظيفة في الجسم، ويمكن تقسيم هذه الوظائف إلى عدد من المجالات: الصحة الإنجابية، والتمثيل الغذائي، وتنظيم السوائل والضغط الأسموزي، وتنظيم جهاز المناعة، والوظائف السلوكية.
في البشر، يتم إنتاج البرولاكتين في الجزء الأمامي من الغدة النخامية، من خلال خلايا مفرزة البرولاكتين التي تنتج هرمون البرولاكتين، ليتم تخزينه في حاويات صغيرة تسمى الحويصلات، ثم يتم تحريره في الدم عن طريق عملية تسمى إيماس (قذف الخلية لمحتوياتها)، وكذلك يتم إنتاج البرولاكتين في مجموعة من المواقع أيضاً مثل الرحم، والخلايا المناعية، والمخ والثدي، والبروستاتا، والجلد، والأنسجة الدهنية.
أما بالنسبة لمعدلاته الطبيعية، فهي:
- للمرأة غير الحامل يجب أن يقل عن 25ng/mL.
- للمرأة الحامل يتراوح ما بين 34-386ng/mL.
- للرجل يجب أن لا يتجاوز 15ng/mL.
أعراض ارتفاع هرمون الحليب
ارتفاع نسبة هرمون الحليب في الدم يظهر مجموعة واسعة من الأعراض وتختلف بين الرجل والأنثى والطفل، وهذه أهم تلك الأعراض:
المرأة قد تعاني من:
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- انقطاع الدورة الشهرية بشكل كامل.
- تأخر الإنجاب " العقم ".
- قلة الرغبة الجنسية (البرود الجنسي) أثناء المعاشرة الزوجية.
- إفرازات حليبية من الثدي، فيخرج الحليب من تلقاء نفسه أو عند الضغط عليه، مع العلم أنّه قد يخرج الحليب من تلقاء نفسه في الوضع الطبيعي لدى المرأة الحامل في آخر حملها، وأيضاً في بعض النساء المرضعات بعد أن يتممن رضاعة طفلهن.
- زيادة نمو الشعر في الوجه ومناطق أخرى غير مرغوب بها لدى الأنثى.
- ألم وثقل في الثديين.
- جفاف المهبل لدى المرأة.
- المزاج السيئ والاكتئاب.
أما عند الرجل فتظهر الأعراض التالية:
- تقليل الخصوبة والعقم.
- الضعف الجنسي وعدم القدرة على الحصول على الانتصاب.
- قلة الشهوة الجنسية.
- قلة شعر الوجه.
- كبر حجم الثدي لدى الرجل.
- في حالات نادرة جداً قد تتسرب إفرازات حليبية من ثدي الرجل.
في الأطفال تظهر الأعراض على المدى الطويل، وهي:
- تأخر في النمو.
- تأخر في البلوغ.
- قلة كثافة العظم.
وهناك بعض الأعراض الأخرى قد تظهر في حال كان السبب هو تضخم في الغدة النخامية:
- صداع مزمن.
- مشاكل في الرؤية مثل الرؤية المزدوجة، وعدم الرؤية الطرفية.
- التأثير على باقي إفرازات الغدة النخامية مما يؤدي لضعفها.
وظائف هرمون الحليب البرولاكتين
كما ذكر سابقاً في المقال أن لدى هذا الهرمون عدد هائل من الوظائف، وهذه بعض منها:
- يدخل في تنظيم منسوب المياه والأملاح في الجسم.
- يدخل في عمليّات النمو والتطور.
- له دور مهم في عمليّات الأيض وتنظيم عمل جهاز الغدد الصماء.
- له دور مهم في تطور الدماغ وطريقة التفكير.
- الشعور بالنشوة الجنسية بعد حدوث الجماع بين الأزواج.
- إفراز الحليب عند الأم المرضع، حيث يلاحظ زيادة واضحة في إفراز هذا الهرمون أثناء فترة الحمل عند السيدات.
- مخفض لنسب الهرمون الأنثوي (الإستروجين) عند النساء، والهرمون الذكري (التستوستيرون) عند الرجال.
- تقليل التوتر السطحي للرئة عند الجنين بعد الولادة.
أسباب ارتفاع هرمون الحليب
أسباب الارتفاع في هرمون البرولاكتين الحليب كثيرة تتراوح ما بين أمور طبيعية وغير خطيرة، إلى أمور خطيرة مهددة لحياة الشخص المصاب، ومن أهم هذه الأسباب:
- اضطرابات في إفرازات الهرمونات الناتجة عن قصور الغدة الدرقية.
- الضغوطات النفسية والتعب والإرهاق والقلق والتوتر الدائم.
- تناول بعض الأدوية المحفزة لإفرازه مثل أدوية الصرع، وحبوب منع الحمل، وأدوية خفض ضغط الدم، وأدوية الغثيان، وبعض علاجات الاكتئاب.
- طول فترتي الحمل والرضاعة.
- بعض أورام المخ كأورام الغدة النخامية.
- نقص إفراز هرمون الدوبامين، والذي يتمثل دوره في تثبيط تدفق هرمون الحليب.
- شرب بعض الأعشاب المدرة لهرمون الحليب، مثل: اليانسون، والحلبة، والقريص.
- ارتداء الألبسة الضيقة في منطقة الصدر.
- تعاطي المخدرات.
- بعض المشاكل المزمنة في الكليتين.
- تليف الكبد.
- الفحص المتكرر للثدي، والذي يتضمن تدليك مستمر محفز لزيادة إفراز هذا الهرمون.
- تكيس المبايض لدى النساء.
- متلازمة كوشينج.
- الغرناوية أو داء الساركويد.
- قد يرتفع إفراز الهرمون بدون أي سبب واضح.
تشخيص وعلاج ارتفاع هرمون الحليب
يستند تشخيص ارتفاع هرمون البرولاكتين على الأعراض الفردية للمريض والتاريخ المرضي له، ويستخدم اختبار الدم للكشف عن هرمون البرولاكتين الزائد، وعادة ما يتم المزيد من الاختبارات للتأكد من مستويات هرمون الغدة الدرقية في الدم، وسيقوم الأطباء بالتأكد من عدم وجود الحمل أو استخدام الأدوية المؤدية لذلك، بالإضافة إلى التّصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ والغدة النخامية.
أما العلاج فيكون بحسب المسبب الرئيسي وتبعاً لعدة عوامل بما في ذلك سن المريض، والتاريخ الطبي السابق، والصحة العامة، وقد توصي مجموعة متنوعة من الخيارات العلاجية المختلفة، وأغلب الأحيان أفضل مسار للعلاج هو مراقبة الأعراض مع مرور الوقت دون التدخل إلا إذا ساءت الحالة، وفي بعض الأحيان هناك حاجة إلى التدخلات الجراحية في حال وجود ورم في منطقة الغدة النخامية، وفي حالات محددة، يمكن أن يكون العلاج بالأدوية للسيطرة على الأعراض.
التعليقات