يعتبر الإمساك أحد الأعراض التي تدل على وجود مرض أو مشكلة صحيّة، وتمثل هذه الحالة انخفاض تكرار حركات الأمعاء أو صعوبة تمرير البراز، ويعتمد حدوث الإمساك على مجموعة من العوامل؛ منها العمر، وعادات الأمعاء، والنظام الغذائي، ويمكن السيطرة على هذه الحالة من خلال اتباع مجموعة من الحلول المنزلية، في حين تتطلب بعض الحالات التوجه إلى الطبيب لإيجاد الحل المناسب.
أسباب الإمساك
يفسر حدوث الإمساك بامتصاص القولون كميات كبيرة من الماء، ويرتبط ذلك بانخفاض عدد مرات انقباض عضلات القولون أو تدني سرعة انقباضها، مما يؤدي إلى تحرك البراز ببطء شديد وفقدان المزيد من الماء، ويعزى حدوث ذلك إلى مجموعة من العوامل والأسباب، نذكر منها ما يلي:
العادات الغذائية الخاطئة:
مثل الاعتماد على النظام الغذائي الذي يفتقر إلى الألياف؛ إذ إن الأطعمة الغنية بالدهون مثل الجبن، واللحوم، والبيض تقلل من حركة الأمعاء وبالتالي تسبب حدوث الإمساك، إضافة إلى ما سبق فإن تناول الحليب ومنتجات الألبان وعدم شرب كميات كافية من الماء قد يكون سبباً في حدوث الإمساك.
عدم ممارسة التمارين الرياضية:
خاصة كبار السن، ويعزى ذلك إلى أن النشاط البدني قادر على المحافظة على عمليات الأيض بشكلها المناسب، وهذا بحد ذاته يُسرّع حدوث عمليات الإخراج في الجسم، وبالتالي فإن الخمول وعدم ممارسة التمارين الرياضية يُقلل من سرعة تلك العمليات وبالتالي يسبب الإمساك.
تناول الأدوية:
يحدث الإمساك كأحد الآثار الجانبية الناتجة عن تناول أنواع معينة من الأدوية، نذكر منها ما يلي:
- المسكنات الأفيونية (Opioid analgesics).
- مضادات الاكتئاب، وخاصة الأميتريبتيلين (Amitriptyline) وإيميبرامين (Imipramine).
- مضادات الصرع، مثل فنيتويين (Phenytoin) ومكملات الحديد التي تحتوي على كاربامازيبين (Carbamazepine).
- حاصرات قنوات الكالسيوم (Calcium channel blockers)، ومن الأمثلة عليها: ديلتيازيم (Diltiazem) ونيفيديبين (Nifedipine).
- مضادات الحموضة التي تحتوي على الألومنيوم.
- مدرات البول، مثل الكلوروثيازيد (Chlorothiazide).
الإصابة بالأمراض والمشاكل الصحية:
مثل القولون العصبي (Irritable Bowel Syndrome)، أوالاضطرابات العصبية، أو مشاكل الأيض والغدد الصماء، أو الأمراض الجهازية مثل الذئبة، أو السرطانات، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يتسبب وجود انسداد في القولون أو المستقيم بإبطاء حركة البراز أو إيقافها، ومن المشاكل الصحية التي تتسبب بحدوث هذا الانسداد ما يأتي:
- الشق الشرجي (Anal fissure).
- انسداد الأمعاء.
- سرطان القولون، أو سرطان المستقيم، أو وجود سرطان آخر في البطن يحدث ضغطاً على القولون.
- تضيق الأمعاء (Bowel stricture).
- انتفاخ المستقيم من خلال الجدار الخلفي للمهبل، وهذا ما يعرف بفتق المستقيم (Rectocele).
تغيرات الهرمونات:
إذ إن الهرمونات تلعب دوراً في الحفاظ على توازن السوائل في الجسم، وبالتالي فإن حدوث اضطراب فيها قد يؤدي إلى ظهور الإمساك، ويحدث ذلك في العديد من الحالات، منها الحمل، وفي حال المعاناة من مرض السكري، أو فرط نشاط الغدة الجار درقية (Hyperparathyroidism) أو قصور الغدة الدّرقية (Hypothyroidism).
التّقدم في العمر:
مع التقدم في العمر تصبح عمليات الأيض أبطأ وهذا بحد ذاته يقلل نشاط الأمعاء، كما أن كفاءة عضلات الجهاز الهضمي تقل أيضاً.
الاستخدام المفرط للملينات:
إذ إن الاستخدام المُنتظم للملينات يسبب اعتياد الجسم عليها ويتطلب ذلك زيادة الجرعة تدريجياً للحصول على التأثير نفسه، وهذا ما يجعل الشخص عرضة لحدوث الإمساك عند التوقف عن استخدامها.
العادات الخاطئة:
منها الامتناع عن الذهاب إلى الحمام عند الحاجة لذلك، وكلما زادت فترة تأخير التبرز، أصبح الإخراج أكثر صعوبة.
علاج الإمساك
يعتمد علاج الإمساك على المسبب الذي أدى إلى حدوثه، إذ إنه وبزوال المسبب يختفي الإمساك، وبشكل عام يقوم الطبيب بوضع أهداف واقعية للعلاج الطبي بما يتناسب مع حالة المريض، وقد يكون العلاج صعباً خاصة في حالات الإمساك المزمن، ومن العلاجات والطرق المنزلية والطبيعيّة التي يمكن الاستعانة بها للسيطرة على الإمساك ما يلي:
- تغيير النظام الغذائي بحيث يحتوي على كميات كبيرة من الألياف، ويمكن إضافة مكملات الألياف إلى النظام الغذائي، مثل تلك التي تحتوي على بذور القطونة أو السيليوم (Psyllium)، أو ميثيل سيللوز (Methylcellulose)، وعلى عكس الملينات فإن هذه المكملات لا تسبب اعتياد الجسم عليها وبالتالي يمكن أخذها باستمرار، بل إنها قد يساهم في الوقاية من حدوث الإمساك، وتجدر الإشارة إلى أهمية أخذها مع كمية كافية من الماء.
- ممارسة التمارين الرياضية يومياً وبانتظام، ويمكن ممارسة تمرين وضعية الركبة إلى الصدر والإبقاء على تلك الوضعية مدة تتراوح بين 10-15 دقيقة مع التنفس بعمق، إذ إن هذا التمرين يعمل على تنشيط حركة الأمعاء.
- تناول كمية كافية من الماء يومياً أي بمعدل 6 إلى 8 أكواب، إضافة إلى المشروبات والعصائر الأخرى.
- الامتناع عن شرب الكحول.
- التقليل من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- الحرص على الذهاب إلى الحمام لتفريغ الأمعاء في الوقت نفسه من كل يوم، ويفضل أن يكون ذلك بعد تناول وجبات الطعام.
- تجنب استخدام الملينات التي لا تستلزم وصفة طبية لصرفها، خاصة تلك التي تحتوي على السنا Senna) أو النبق (Buckthorn)، إذ إن تناولها لفترة طويلة يؤدي إلى ظهور آثار جانبية، بما في ذلك تعرّض النهايات العصبية في القولون للضرر أو تلف بطانة الأمعاء، ويجدر التنبيه إلى ضرورة الالتزام بتعليمات الطبيب المختص وما يصرفه من أدوية في مثل هذه الحالات.
التعليقات