تعتبر أضراس العقل (Wisdom Teeth) آخر الأضراس ظهورًا في الحجرة الفموية، والتي تظهر عند الإنسان البالغ بين عمر 17 - 21 سنة، ومعظم الأشخاص لديهم 4 أضراس عقل؛ واحد في كل زاوية من الفم، ومن الممكن أن يكون لدى الشخص أكثر من 4 أضراس العقل، كما من الممكن أيضًا أن يكون لديه أقل من ذلك؛ فقد لا يكون هناك أضراس عقل بتاتاً عند بعض الناس، وقد لا تظهر أضراس العقل أحياناً داخل الفم لأنها تكون مطمورة تحت اللثة، وفي بعض الأحيان تظهر أضراس العقل مائلة أو تظهر بشكل جزئي، ويعود ذلك لقلة الفراغ المتاح لها لتظهر، وفي حال ظهرت أضراس العقل بشكلها الصحيح والسليم فإنها تغدو ذات فائدة في مضغ الطعام، ويستمر ظهور أضراس العقل لثلاثة أشهر من بداية بزوغها وحتى ظهورها بشكل تام، ولأن أضراس العقل لا تبزغ كلها في وقت واحد، فإن أعراض ظهورها قد تمتد لفترة طويلة.
أعراض ألم ضرس العقل
إن بزوغ أضراس العقل يتسبب في حدوث بعض الأعراض والعلامات؛ منها أن يشعر الشخص ببعض الضغط، وكذلك بنبض خفيف مزعج في مؤخرة الفك، وعادة ما ترافق ظهور أضراس العقل بعض المشاكل إذا لم يتوفر لها الفراغ الكافي لبزوغها، مما يؤدي إلى نموها بشكل خاطئ، حيث إن أضراس العقل التي لا تظهر بشكلها وموقعها الصحيحين تؤدي إلى تجمع بقايا الطعام حولها، ونمو البكتيريا بعد ذلك، كما أن أضراس العقل المطمورة جزئياً تعطي فرصة للبكتيريا للنمو، وحصول الالتهاب كنتيجة لذلك، وتظهر أعراض هذا الالتهاب على شكل احمرار وانتفاخ في اللثة المحيطة بضرس العقل، بالإضافة للألم الذي ينتج من الضغط على الأضراس الخلفية، وقد يرى الصديد أو القيح (Pus) خارجاً من اللثة، ويرافق ذلك وجود طعم سيء ورائحة كريهة في الفم، ومن الأعراض الأخرى التي تصاحب التهاب ضرس العقل أثناء نموه وجود ألم في الفك تصاحبه صعوبة في فتح الفم، وفي بعض الأحيان يتسبب الالتهاب بحدوث انتفاخ في اللثة المحيطة بالضرس، والخد، ومناطق أخرى محيطة بالفك في نفس الجهة، وقد يؤدي الانتفاخ لحدوث ضغط على المناطق المحيطة بضرس العقل، كما قد يمتد الألم ليصل إلى الأذن ويتسبب بحدوث ألم فيها.
علاج ألم ضرس العقل في المنزل
هناك العديد من الوصفات البيتيّة التي تساعد على تخفيف ألم ضرس العقل، ولا بد من التنويه إلى أن تخفيف الألم بهذه الوصفات يكون مؤقتًا، ولا يغني عن تشخيص المشكلة وعلاجها عند طبيب الأسنان، ومن هذه الوصفات ما يلي:
استخدام غسول الفم الملحي:
حيث يتم استخدام الماء الدافئ المذاب فيه ملح الطعام كغسول فموي؛ فالمحلول الملحي يساعد على قتل البكتيريا، وتتم المضمضة بالمحلول الملحي مرة أو مرتين في اليوم، ويكون ذلك لمدة 30 ثانية في المرة الواحدة.
استخدام زيت القرنفل:
حيث يحتوي زيت القرنفل على مادة مخدرة تسمى الأوجينول (Eugenol)، ويتم وضع القليل من زيت القرنفل على قطعةٍ صغيرة من القطن ليتم وضعها على منطقة الألم، على أن لا توضع طويلاً لأن ذلك قد يتسبب بتهيج المنطقة التي يوضع عليها.
استخدام زيت النعناع الفلفلي:
والذي يوضع على قطعة من القطن لتوضع على مكان الألم، وكذلك المضمضة بشاي النعناع بعد أن يبرد، ولزيت النعناع القدرة على تخفيف الألم والالتهاب على حد سواء.
استخدام الثوم والزنجبيل المهروسين:
حيث يتم هرسهما حتى يصبحا كالمعجون، ثم يوضع المعجون على اللثة، وللثوم والزنجبيل القدرة على قتل البكتيريا، وكذلك قد يخلط الثوم المهروس بقليل من الملح، ثم يوضع الخليط على منطقة الألم.
علاج ألم ضرس العقل عند الطبيب
في حال زيارة طبيب الأسنان عند وجود ألم أو التهاب في ضرس العقل، فإن طبيب الأسنان يقوم بفحص المريض وأخذ صور لضرس العقل باستخدام تقنية الأشعة السينية (X-ray)، ويقرر فيما إذ كان المريض بحاجة لخلع ضرس العقل أم لا، وهناك حالات يكون فيها خلع ضرس العقل هو الحل للتخلص من المشاكل التي ترافقه؛ ومن هذه الحالات ظهور الألم، ووجود الالتهاب، ووجود الأكياس، أو مصاحبة الضرس لنوع من السرطانات، أو تسببه بحدوث أمراض اللثة، وتدميره للأسنان المجاورة، وكذلك تسوسه مع صعوبة إصلاح التسوس، ولذلك يستدعي الأمر خلعه، ومع ذلك فإن هناك حالات لا تستدعي خلع ضرس العقل؛ مثل أن يكون ضرس العقل مطموراً ولا يتسبب بحدوث أي من المشاكل، وفي الحالات التي تستوجب خلع ضرس العقل، فإن الطبيب المختص يقوم بتخدير الضرس أولاً، وتتفاوت مدة خلع الضرس؛ فالبعض يحتاج إلى بضع دقائق والبعض الآخر قد تمتد عملية خلع ضرس العقل لديهم لأكثر من 20 دقيقة، وقد يحس المريض بألم بعد الخلع، وبعض الانتفاخ خارج الفم وداخله، ويكون الألم شديداً في الأيام الثلاثة الأولى، ثم تخف حدته، ويستمر بعدها لأسبوعين تقريباً، وقد تستدعي بعض الحالات بعض أنواع التدخل الجراحي، كأن يحتاج الطبيب لإجراء قطع في اللثة، وإزالة بعض من العظم الذي يغطي الضرس لتسهيل إزالته من مكانه، ثم تتم خياطة الجرح بعد خلع الضرس، ووضع قطعة من الشاش مكان الجرح.
وفي حال قرر الطبيب الحفاظ على أضراس العقل وعدم خلعها، فعلى المريض أن يقوم بزيارة الطبيب بشكل دوري للكشف على أضراس العقل والتأكد من سلامتها، فإن إبقاء أضراس العقل وعدم خلعها لا يعني بالضرورة أنها لن تتسبب بحدوث المشاكل في المستقبل، ولذلك لا بد للمريض من الكشف عليها بشكل دوري وتنظيفها باستمرار، وكلما كبر الشخص في العمر، فإن مخاطر إصابته بالمشاكل الصحية بشكل عام، وبالمشاكل التي تتصاحب مع أضراس العقل بشكل خاص تأخذ بالازدياد.
التعليقات