يعتبر انفصام الشخصية أحد الأمراض العقلية أو الذهانية التي تصيب الإنسان، وهو من أكثر الأمراض النفسية خطورة وشيوعًا والتي يتم تصنيفها كمرض عقلي وليس نفسي، يتمثل الاضطراب الفصامي في تعطل العمليات العقلية لدى المريض، وعدم القدرة على التحكم في الانفعالات أو الاستجابة للمدخلات الحسية والعقلية التي يمر بها المريض، وهو يصيب الأشخاص غالبًا في سن الشباب.
معنى الانفصام
انفصام الشخصية أو ما يسمى " الشيزوفرينيا" هو اضطراب قوي في الدماغ يشوه الطريقة التي يفكر أو يتصرّف بها الشخص المصاب، وطريقة تعبيره عن نفسه أو تعامله مع المحيطين به.
أسباب الانفصام
ليس هناك سبب وحيد مباشر لهذا المرض، وهناك عدة عوامل قد تؤدي لحدوثه منها: العامل الوراثي، والخلل الجيني لدى المريض؛ حيث يمكن أن يؤدي زواج الأقارب أو وجود تاريخ مرضي لدى الأقارب المقربين إلى التأثير في حدة تلك الأعراض، وتزداد احتمالية الإصابة نسبيًا مع عدد المصابين بالمرض من العائلة.
يوجد عامل آخر للانفصام وهو تعاطي أدوية أو عقاقير منشطة موصوفة طبيًا أو بغرض الإدمان؛ حيث يمكن أن تؤدي تلك العقاقير إلى التأثير على الجهاز العصبي المركزي والمخ بشكل كبير، وهناك أثر للعوامل النفسية السيئة والمشاكل الأسرية والاجتماعية.
أعراض الانفصام
هناك أعراض عدة للانفصام قد يشترك بها مرضى الفصام؛ فتظهر بعض الأعراض في بعض الأوقات، ولكن ليس شرطًا أن تظهر كل الأعراض عليهم طوال الوقت؛ فأعراض الفصام هي:
اضطرابات الفكر واللغة
حيث يأخذ هذا العرض عدة أشكال، وبما أن اللغة هي مرآة للعمليات الفكرية فهي تعتبر عند المرضى الفصاميين عن الخلل في الترابط الفكري لديهم، من هذه الأشكال:
فقر المحتوى:
حيث إن لغة المصابين بهذا المرض تحمل القليل من المعاني وذلك بسبب الافتقار للترابطات المنطقية في لغتهم، فلا يفهم السامع ماذا يريدون تحديدًا.
لغة جديدة:
حيث يستعمل المصاب مفردات جديدة، أو يدمج جزئين أو أكثر من الكلمات، أو يستعمل كلمات معروفة بنمط جديد خاص به، وهذا ينتج عن عدم قدرة المصاب على التعبير عن ما يريده فيلجأ لكلمات جديدة.
الرنين:
هي خاصية يتميز بها نمط الكلمات عند المريض؛ حيث يستعمل كلمات لها إيقاع مشابهة بغض النظر ما إذا كانت مترابطة أو ذات معنى أم لا، فيكون الترابط الفكري لدى المريض عند أصوات الكلمات وليس معانيها.
سلاطة الكلمات:
حيث تكون اللغة مفككة تمامًا، ولا يستطيع المستمع فهم الشخص بناءًا عليها، وتفقد كلمات المريض قيمتها الاتصالية مع المُحيطين به، وتعد هذه المرحلة من المراحل المتقدمة للمرض.
اضطرابات الإدراك
يعاني المصابون بالفصام من مشكلات إدراكية واضحة، فلا يستطيعون تقدير الأحجام أو تقدير الوقت أو تمييز الاتجاهات أو الأماكن، ويعانون من نوعين رئيسيين من الاضطرابات وهما:
انهيار الانتباه الانتقائي:
بحيث لا يستطيع المصاب اختيار ما يريد أن يقرأ أو يرى أو يسمع، فينتبه لكل شيء، ويميل بعض الباحثين لعزو معظم الأعراض المرضية للفصام؛ حيث سيفيض الشعور والوعي بالمعلومات والبيانات الحسية التي تجعل الإدراك للأشياء عملية لا إرادية ويصبح عقل المريض كالطوفان من المعلومات الحسية.
الهلاوس:
هي صور عقلية شديدة القوة يعتقد المصاب أنه يختبرها وأنها حقيقة وواقع، فيتخيل الأصوات ويكون الصور أو حتى يتخيل شم أو لمس هذه التهيؤات، فلا يعرف المصاب هل هي في عقله فقط أم أن الجميع يرون ما يراه.
اضطرابات المزاج والوجدان
لا تظهر على المريض بالفِصام تعابير تصف ما يجول في وجدانه؛ فلا يستطيع المحيطون به تحليل تعابير وجهه وقراءة ملامحه، فوجهه يظهر عليه الجمود واللامبالاة، وتصرفاته تتميز بالسطحية وعدم الاكتراث، واستجاباته لما حوله غير متوازنة ولا منسجمة، فقد يضحك مثلاً لو تعرض للتعذيب أو يبكي دون سبب، أو قد ينتقل من حالة لأخرى بسرعة؛ فالمريض بالفصام لديه تفكك عاطفي وتقلب وجداني وهي من الصفات التي يتميز بها.
اضطرابات السلوك الحركي
من أكثر السلوكات الحركية وضوحًا لدى المصابين بالفصام السلوك النمطي أو التكرار الحركي؛ حيث يمارس المريض أفعالًا لا معنى لها مثل: هز الرأس، وتدوير الأيدي لمدة ساعات، وأيضًا هناك الليونة الكبيرة أو ما يسمى "المرونة الشمعية"؛ حيث يحرك المريض عظامه وعضلاته بكل ليونة، والنوع الأكثر حدة هو الجمود أو "الثبات التخشبي" حيث من الممكن أن يبقى على قدم واحدة دون أن يتحرك لساعات، والنوع الأخير هو الهيجان والاستثارة حيث تزداد حركة المريض فيحطم الأشياء ويعتدي على الآخرين.
الانسحاب الاجتماعي
يتميز المصابون بالفصام بالانسحاب التدريجي عن البيئة والأشخاص المحيطين بهم، وما يفصلهم عن الشخص الطبيعي المُنعزل أن المصاب بالفصام من النادر أن يجري حديثًا قصيرًا مع من حوله أو يكوِن أصدقاء؛ فهو يتعامل وكأنه لا وجود للآخرين من حوله، وفي الحالات المتطورة فإن المصاب يبقي مسافة بينه وبين الآخرين ويتجنب النظر إليهم بِشكل مباشر.
علاج الانفصام
طرق علاج الانفصام، هي كالآتي:
- العلاج بالأدوية.
- العلاج النفسي.
- العلاج الجماعي.
- العلاج بالكهرباء.
- العلاج بالجراحة.
التعليقات