للنوم أهمية كبيرة جدًا، فقد يفاجأ العديد من الأشخاص بأن للحرمان من النوم تأثيرًا سلبيًا على جميع نواحي الحياة، فهو يؤثر على الصحة الجسدية والنفسية، فضلاً عن ذلك فإن الشخص يصبح أكثر عرضة للأمراض والحوادث.
على الرغم من أنه من غير المعروف تمامًا ما هو العمل الذي يقوم به الدماغ أثناء النوم، إلا أن بعض العلماء يشيرون إلى أن الدماغ يرتب المعلومات ويخزنها، بالإضافة إلى أنه يحل المشاكل، يمكن الإشارة إلى أن قلة النوم لدى الأطفال قد تعيق نمو الجسم وجهاز المناعة لديهم على النحو الكافي، وذلك بناءًا على ما يراه الباحثون.
مراحل النوم
عندما يكون الشخص نائمًا فإنه لا يدري بأنه يخوض مراحل متعددة من النوم، فالدماغ يَتنقل بالحركة مخبرًا الجسم كيف ينام، ومع الاستغراق العميق في النوم يدخل الشخص في المراحل الخمسة منه كالآتي:
المرحلة الأولى:
في هذه المرحلة من النوم الخفيف، يدخل النائم بِما يعرف بالوسن، وهي مرحلة يستيقظ خلالها النائم بسهولة مع أي صوت بسيط نوعًا ما.
المرحلة الثانية:
بعد فترة بسيطة، فإن الشخص يدخل في المرحلة الثانية، والتي تتسم بكونها أعمق قليلاً، ويعطي الدماغ خلالها إشارات للعضلات لتسترخي، كما يرسل الإشارات للقلب لينبض بشكل أكثر بطئاً، والنفس ليكون أكثر هدوءًا، حتى درجة الحرارة فهي تهبط في هذه المرحلة.
المرحلة الثالثة:
عندما يكون الشخص في هذه المرحلة فهو يكون في مرحلة أعمق من النوم، ويرسل الدماغ في هذه المرحلة إشارات لضغط الدم لينخفض، ويكون الجسم في هذه المرحلة غير حساس لحرارة الهواء حوله، أي إن الشخص لا يلاحظ إن كانت أجواء الغرفة باردة أو حارة قليلاً، كما أنه يكون من الأصعب إيقاظ الشخص في هذه المرحلة، كما أن بعض الأشخاص قد يسيرون أو يتحدثون خلال هذه المرحلة.
المرحلة الرابعة:
هذه المرحلة من أعمق مراحل النوم، حيث يكون من الصعب جدًا إيقاظ الشخص أثناءها، وإن استيقظ الشخص بالفعل أثناء هذه المرحلة فهو يكون متشوشًا لعدة دقائق على الأقل، وكما هو الحال في المرحلة الثالثة فإن الشخص في المرحلة هذه قد يسير أو يتحدث، وذلك عند الانتقال من هذه المرحلة إلى مرحلة أخرى أقل عمقاً.
مرحلة حركة العين السريعة (REM sleep):
فعلى الرغم من أن عضلات الجسم تكون مسترخية تماماً في هذه المرحلة، إلا أن العينين تتحركان بسرعة كبيرة تحت الجفنين، وينبض القلب بسرعة ويكون التنفس أقل انتظاماً؛ هذه المرحلة هي تلك التي يحدث فيها الحلم.
ويذكر أنه عندما يكون الشخص نائماً فإنه يعيد المراحل الثانية والثالثة والرابعة، فضلاً عن مرحلة حركة العين السريعة نحو كل 90 دقيقة إلى أن يستيقظ.
اضطرابات تسبب كثرة النوم
تتضمّن الأمراض والاضطرابات التي تسبب الخمول وكثرة النوم مجموعة واسعة، وفي التالي نستعرض بعضًا منها:
متلازمة الساق المضطربة
هو اضطراب يتسم بشعور سيئ في الساقين ورغبة عارمة في تحريكهما، وقد يسبب أيضًا حدوث حركات اهتزازية بهما كل 20 إلى 30 ثانية طوال الليل، وفي بعض الأحيان قد يؤثر هذا الاضطراب على أعضاء أخرى من الجسم أيضًا، تحدث أعراض هذا الاضطراب عندما يكون الشخص في حالة استراحة أو نوم، وبما أن الأعراض تكون أسوأ ليلاً فإنها تتعارض مع النوم المُستمر وتفضي إلى الشعور بالنعاس نهارًا، تتضمن علاجات هذا الاضطراب الآتي:
- استخدام مكملات الحديد أو فيتامين (ب 12) إن وجد الطبيب أن مستوياتهما منخفضة ونصح باستخدامهما.
- التحدث مع الطبيب حول إمكانية تسبب دواء معين أو عشبة يستخدمها المصاب بزيادة الأعراض سوءًا، منها أدوية ضغط الدم والغثيان والبرد والحساسية والاكتئاب.
- الابتعاد عن الكحول والكافيين (البنين) والنيكوتين.
- الالتزام بنظام غذائي صحي، وتجنب زيادة الوزن.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
إن لم تنجح الأساليب السابقة عندها يمكن اللجوء إلى العلاج الدوائي، والذي قد يشمل مضادات الاختلاج والأدوية المهدئة، ومضادات مرض الشلل الرعاش (الباركينسون) والمسكنات المخدرة.
تقطع الأنفاس أثناء النوم
هي حالة تحدث عند هبوط الجزء العلوي من المجرى التنفسي لعشر ثوانٍ على الأقل خلال النوم، ويتكرر ذلك لمئات المرات كل ليلة، وتتصاحب هذه الحالة مع الشخير وصعوبة التقاط الأنفاس، وبما أن التنفس يتقطع فإن النوم يتقطع أيضًا من دون أن يشعر الشخص، ويذكر أن مصابي هذه الحالة يكونون ضمن الأشخاص الأكثر عرضة لحَوادث السير والإصابة بالعديد من الأمراض الأخرى، منها: أمراض القلب، والسكري، والاكتئاب، أما عن العلاج فيتضمن الآتي:
- ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمر؛ ففي هذا العلاج تلحق أداة أنفية في جهاز يعمل على إبقاء المجرى الهوائي مفتوحًا.
- العلاج الدوائي، وذلك بالأرمودافينيل والمودافينيل.
- فقدان الوزن لمن لديهم وزن زائد.
- الجراحة، والتي يتم اللجوء إليها في حال فشل جميع الأساليب الأخرى.
الاكتئاب
إن الشعور بالحزن والقلق واليأس المستمر من أعراض مرض الخمول وكثرة النوم، وتوجد أيضًا أعراض نفسية وجسدية أخرى له؛ حيث إن الاكتئاب مرتبط بشكل قوي بمشاكل النوم والخمول يعالج الاكتئاب بطرق عديدة، من أهمها ما يأتي:
- العلاج الدوائي.
- العلاج النفسي.
- إحداث تغيرات في نمط الحياة.
التعليقات